رغم الفروقات الهائلة في الموازنة مورير: إنجازات الصليب الأحمر أضعاف ما أنجزتـه الأمـم الـمتحدة فـي سـوريـة
دمشق-عماد سالم:
شدد بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أن كل أعمال اللجنة تتمّ بعلم الدولة السورية وبالتعاون معها، وأن التفويض الممنوح للجنة ينطلق من احترام سيادة الدول، وأن مسؤولياتها تأتي في المقام الثاني بعد الحكومة السورية، مؤكداً أن الميزانية المخصصة لأعمالها الإنسانية في سورية تزايدت من 50 إلى 165 مليون فرنك سويسري.
وحول سؤال لـ”البعث” عن التخفيضات التي أعلنت عنها الأمم المتحدة لحجم المساعدات، وهل يستطيع الصليب الأحمر “سد الفجوة”، قال مورير، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر اللجنة بدمشق مساء أمس، إنه رغم الميزانية المتواضعة للصليب الأحمر فإن إنجازاتها على الأرض أضعاف ما تنجزه الأمم المتحدة، منوّهاً بأن الميزانية المخصصة لمساعدة سورية في الأمم المتحدة تقدّر بحوالى 3 تريليون دولار لم تصرف منها سوى 30 بالمئة، ورغم ذلك خفضت مساعداتها بنسبة 50 في المئة، معللة ذلك بنقص التمويل؟!، مؤكداً أن اللجنة أنجزت خطتها كاملة.
وأكد مورير على أن عمل اللجنة في الدول التي تعاني من نزاعات مسلحة يتسم بالاستقلالية والحيادية، وأن هذا الالتزام بدأ منذ 150 عاماً، تاريخ تأسيس اللجنة، وأن العمل يتطور باستمرار، مضيفاً: إن نشاطات اللجنة في سورية متعددة وأكثرها يتعلق بالمياه والصرف الصحي وتقديم الأدوية للمصابين بأمراض مزمنة والأمراض التي ظهرت خلال الأزمة، ولفت إلى أن المساعدات تشمل المهجرين في دول الجوار أيضاً.
وأشار رئيس اللجنة إلى أنه من ضمن المجالات التي يركز عليها الصليب الأحمر الكشف عن مصير المفقودين والعائلات التي تشتت بفعل الأعمال الإرهابية للمسلحين، ولفت إلى أن اللجنة تدعم المصالحات الوطنية بشكل غير مباشر، لأن التفويض الممنوح لها من المنظمات الدولية لا يسمح لها بغير ذلك، وكل ما تستطيع اللجنة فعله زيادة حجم المساعدات، مشدداً على أن الدور الذي يقوم به الصليب الأحمر مختلف عن دور الأمم المتحدة بأنه ملتزم بمبادئ الحياد والعمل في المجال الإنساني.
وحول آلية عمل اللجنة في سورية قال مورير: إن استراتيجية العمل هي نفسها في كل البلدان التي يحدث فيها نزاعات مسلحة حيث تقوم اللجنة بتقييم الاحتياجات وتدرس إمكانية الاستجابة للوصول إلى المنطقة التي تحتاج المساعدة، ويأتي في مقدمتها الظروف الأمنية المناسبة، بعد الحصول على إذن من الحكومة السورية، والحصول على ضمانات من المجموعات المسلحة بعدم إطلاق النار على المتطوعين، وأشار إلى أن عدد المتطوعين الذين استشهدوا من الهلال الأحمر السوري وصل إلى 40 شهيداً جراء استهداف المجموعات الإرهابية لهم أثناء قيامهم بعملهم الإنساني، مؤكداً أن هذا العدد هو الأكبر خلال الـ 50 عاماً الماضية، ولفت إلى أن من أصعب المشكلات التي تعيق عمل اللجنة هي في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، مشيراً إلى مشكلة النزوح الكبيرة في الداخل السوري حيث تجاوز عدد المهجرين من بيوتهم بفعل الإرهاب الـ 6 ملايين نازح، وأن تدمير المنظومة الصحية من قبل المسلحين يعقّد سير عمل اللجنة في تقديم المساعدات، وأكد أن لدى اللجنة خطة للوصول إلى كل المناطق الساخنة وتحتاج للمساعدة.
وعن زيارته إلى حي برزة يوم غدٍ، قال مورير: إن الحي يمكن أن يكون تجربة يمكن العمل بها في مناطق أخرى بعد أن تتمّ فيها عمليات المصالحة الوطنية، وهي مثال على كيفية عملنا، حيث قامت اللجنة بمجموعة من الأعمال بالتنسيق مع الحكومة السورية.