تكاليفه تصل إلى 37 مليار ليرة مع أرباح تصل إلى 200 مليار خط حديدي جديد لمسارات نقل الحصويات من حسياء إلى المدن الساحلية والداخلية
باشرت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية بكسر حالة الشلل التي أصابت كامل الشبكة السككية نتيجة الاعتداءات الإرهابية، إذ وصلت إلى أكثر من 250 اعتداء خلال السنوات الثلاث الماضية، فبعد أن أعادت الحياة من جديد إلى محور “حمص طرطوس اللاذقية”، تستعدّ المؤسسة حالياً لتنفيذ مشروع غاية في الأهمية هو خط حديدي جديد يربط مقالع الإحضارات الحصوية بحسياء بالمدن الساحلية والداخلية.
مصادر في وزارة النقل أكدت لـ”البعث” جاهزية الدراسات الأولية للمشروع وأنها بانتظار موافقات الجهات الوصائية، إضافة إلى عرضه على هيئة تخطيط الدولة لدراسة الجدوى الاقتصادية منه.
وحسب المصادر فإن المؤسسة قد عرضت المشروع ضمن خطتها لعام 2015، إذ يتضمن تنفيذ خط حديدي جديد من محطة كفرعايا (حمص 2) إلى مقالع الإحضارات الحصوية في منطقة حسياء مروراً بمدينة القصير، وبطول تقريبي 40 كم، منها 7 كم خط مستثمر من محطة (حمص2) حتى محطة قطينة، و18كم من محطة قطينة حتى محطة القصير ضمن المسار القديم لخط حديد حمص – القصير – رياق في لبنان، و15 كم من محطة القصير حتى مقالع الإحضارات في حسياء، على أن يتم تجهيز الخط بنظام إشارات واتصالات حديث من أجل تأمين نقل مادة الحصويات من المقالع إلى المدن الساحلية والداخلية.
مسارات
وبيّنت الدراسات الأولية للمشروع المسارات التي يمكن اتباعها وأبرزها من محطة القصير القائمة حتى المقالع المستثمرة في حسياء بموازاة طريق القصير حسياء، وموقع محطة التحميل المقترحة في منطقة المقالع، إضافة إلى المسار من محطة قطينة إلى منطقة المقالع في حسياء بطول 32 كم ودون المرور في مدينة القصير.
وأظهرت الدراسات الأولية للمشروع أهمية المسار الثاني من الناحية الفنية والاقتصادية حيث يمكنه أيضاً تخديم المحطة الحرارية في جندر.
وحسب الدراسات الأولية فإن الطبيعة الفنية الخاصة للمشروع تتطلب إنشاء محطة تكنولوجية للتحميل في منطقة المقالع بحسياء في محافظة حمص، بالإضافة إلى إنشاء محطات تكنولوجية لتفريغ الإحضارات الحصوية قريبة من إحدى محطات السكك الحديدية في كل من اللاذقية وطرطوس وحماة، ما يتطلب تخصيص أراضٍ من أملاك الدولة أو استملاك أراضٍ لإنشائها.
الجدوى
وتشير الدراسات إلى أن الهدف من المشروع هو تلبية الاحتياجات المحلية من الإحضارات الحصوية إلى المدن السورية الداخلية والساحلية، وأضافت الدراسة أنه يمكن التعاون مع القطاعين الخاص والعام بخصوص التنفيذ والإشراف.
وتوقعت مصادر المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أنه في حال تمّت الموافقة على المشروع سيتم وضعه بالخدمة خلال ثلاث سنوات من تاريخ المباشرة، على أن تكون القدرة التحميلية للقطارات وبمعدل وسطي يومياً 25 ألف طن، حيث تصل معدل الحمولات السنوية إلى أكثر من 9.125 ملايين طن للحصويات فقط، والمشروع حسبما أوردته التقارير الصادرة عنه بحاجة إلى 20 مليار ليرة سورية ليكون في التنفيذ بعمر إنتاجي يصل إلى 15 عاماً، إضافة إلى تكاليف التشغيل التي تقدّر بنحو 17 مليار ليرة منها “شراء قاطرات وشاحنات”، في حين توقعت مصادر الوزارة أن تصل إيرادات الخط إلى 200 مليار خلال السنوات الـ15 التي تمثل العمر الإنتاجي للخط المذكور.
الآثار
وعن الآثار التنموية للمشروع أفادت الدراسات المقدمة بأنه يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال تأمين وسائل نقل اقتصادية، ويعمل المشروع على تأمين فرص عمل ومشاريع تنموية يمكن أن يقوم بها القطاع الخاص في حال تم تأمين وسائل نقل سريعة واقتصادية وآمنة، والمشروع من جانب التنمية البيئية يعمل على التخفيف من تلوث الهواء والتخفيف من الضجيج.
دمشق – محمد زكريا