وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك يشتكي جشع التجار والمنتجين..مبشراً بالمبشر به؟
حماة– محمد فرحة
لم أجد تعبيراً يصف زيارة وزير حماية المستهلك إلى حماة قبل يومين أكثر من عبارة: تدل على المفاجآت الصادمة فبدلاً من أن يستمع إلى القضايا التي يواجهها المواطنون لجهة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وفظيع، وإذ به راح يشتكي من جشع التجار والصناعيين والمنتجين من أصحاب النفوس المريضة، مبشراً بإصدار قانون التموين والجودة الجديد الذي سيضمن إجراءات رادعة بحق المخالفين وفرض غرامات مالية كبيرة عليهم، وهذا الكلام مللنا ونحن نسمعه منذ مطلع هذا العام وربما أكثر، فذاكرتنا جيدة ما يعني بأنك يا أبو زيد لا رحت ولا غزيت!!.
وأشار الوزير أثناء لقائه القطاع التمويني في مجال محافظة حماة إلى أن ارتفاع الأسعار والمنتجات والسلع لا يعود إلى خروج الكثير من الأراضي الزراعية بل إلى استغلال الباعة والتجار. ودعا الرقابة التموينية والمعنيين في المحافظة إلى تكثيف الرقابة على الأسواق ومتابعتها عن كثب، نعم عن كثب، كما قال، لكن بشكل يومي لضبط الأسعار وبيان مدى التزام الفعاليات التجارية والصناعية بالأسعار المحددة، لكن الطريف فيما قاله الوزير هو أن المواطنين شركاء مع الأسرة التموينية في الحفاظ على استقرار الأسعار من خلال إبلاغهم الجهات الرقابية عند ارتكاب المخالفات، وهذا يعني بأن على عناصر الرقابة انتظار المواطنين ليقدموا شكواهم حتى “يتنحنح” المراقب التمويني!!.
وبيّن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن الوزارة بصدد زيادة عدد المراقبين التموينيين في المحافظات التي تعاني نقصاً في هذا الشأن لأنه سيتم اختيارهم من ذوي الخبرة والنزاهة القادرين على أداء مهامهم بأصول. لكن ما لم يطلعنا عليه الوزير هو كيف سيعرف بأن من سيتم تعيينه في الرقابة التموينية ذو خبرة ويتمتّع بالنزاهة وقادر على ضبط الأسواق؟!!.
محافظ حماة من جانبه طالب بإيجاد حل لمسألة الوقود والتذبذب التي تشهدها المادة، ما يؤدي إلى عدم استقرار العمل في تغطية حاجة المواطنين والقطاعات الزراعية والنقل وغير ذلك.
بالمختصر المفيد، لم يقدم وزير التجارة الداخلية في زيارته إلى محافظة حماه أي جديد، أو لم يضف شيئاً على ما يردّده المواطنون يومياً وهو جشع الباعة والتجار دون وازع أخلاقي ووجداني.