ثقافة

“شام” فيلم يصور تأثير الأعمال الإرهابية على الأطفال

انتهى مؤخراً المخرج حسام نور الدين داغستاني من تصوير الفيلم الدرامي “شام” من تأليف رائد منصور وأشرف غيبور، وينقل الفيلم رؤية واقعية لرد فعل المجتمع السوري وخصوصاً الأطفال على التفجيرات الإرهابية التي عانت منها سورية وكيف استطاعوا تجاوز التأثيرات السيكولوجية لهذه الحالات التي رسمت في الأذهان تاركة صوراً مؤلمة عن الطفولة واستهدافها على يد الإرهاب الهمجي. وفي حديث خاص لـ “البعث” يبين داغستاني أن الفيلم أنجز بطريقة جديدة ورؤية بصرية مختلفة لرسم صورة حقيقية لتأثيرات الحرب الكونية التي تشن على سورية وأطفالها، ويتابع: تتمحور فكرة العمل حول الأعمال الإرهابية التي تحدث في المدارس أو خارجها وآثارها المترتبة على نفسية الأطفال. وأضاف: في الواقع، هو عمل نفسي (سيكولوجي) إلى أبعد الحدود، وسيتم التعامل ضمن الفيلم مع شخصيات متعددة من أفراد المجتمع ومنهم الطبيب (أبو ليث) والصحفي (أبو خالد) والموظف (أبو يوسف). يتعرض الأطفال إلى حادث تفجير ويؤدي إلى تخريب المدرسة بالإضافة إلى إصابات منها قاتلة ومنها إعاقة دائمة، وفي الفيلم شخصية “ياسمين” وهي ابنة “أبو خالد” تعاني معاناة شديدة من إصابتها حتى أنها لا تريد أن ترى أحد ولا تستطيع المشي بسبب فقدانها لرجليها ولكن بفضل تطور العلم ووعي أهلها يتم مساعدتها بتركيب أرجل صناعية وبالتالي تستطيع أن تمشي وتتجاوز الأزمة بشكل عام، والمقصود من هذه الفكرة هو التأكيد على أن الأطفال يملكون إرادة يستطيعون بها تجاوز الأزمات.
وعن رسالة الفيلم قال داغستاني: في الحقيقة، أردت من خلال الفيلم أن أؤكد على القدرات الهائلة التي يمتلكها الطفل السوري لتجاوز الأزمات النفسية الناتجة عن الحرب فمثلاً كل ما يراه في التلفاز من أخبار ومشاهد مرعبة حولها في الواقع إلى لعبة يلعب بها، وبذلك يكون قد تجاوزها وسيطر عليها بتحويلها إلى هذا الشكل، بالتأكيد أنا لا أقول أنه لا يوجد تأثيرات جانبية، ولكن يمكن تجاوزها وبالتالي تستمر الحياة وكل هذا يتم بفضل وجود الأهل الذين يؤدون دوراً أساسياً في توعية أطفالهم ومساعدتهم على تجاوز محنتهم.
من جهته بيّن أحد مؤلفي العمل أشرف غيبور أن العمل هو عبارة عن قصة واقعية حدثت معه عندما كان يقطن في منطقة برزة، إذ قال: نتجت فكرة الفيلم من تجربتي الشخصية، وأردت تجسيدها من خلال فيلم يتناول الانفجارات التي تحدث بالقرب من المدارس أو داخلها وتأثيرها على الأطفال من الناحية الجسدية والنفسية وبالتالي التأثير على العائلة والمجتمع. ويتابع: من المؤكد أن مايحصل من إرهاب سيخلف لكن رغم كل المآسي يستطيع طفل فقد والديه، في نهاية الفيلم بأن يقدم أغنية للسلام.
ومن ناحية الممثلين يؤكد الفنان فائق عرقسوسي أن الإنسان السوري ليس ابن لحظته، وإنما هو ابن سنوات قديمة موغلة في التاريخ، وهو قادر على استيعاب أي فكرة. يتناول الفيلم حادثة تفجير بإحدى المدارس استهدفت الأطفال، ويبين كيفية تعاملهم مع هذه المحنة من خلال عودتهم لأفعالهم الطفولية ودراستهم وألعابهم، وبنفس الوقت خلق حالة من التضامن بين الأسر المصابة، وعن دوره تحدث عرقسوسي: أجسد دور أب لديه ابن يصاب بحالة ذعر ورعب لأي صوت عال أو لأي صوت يشبه الانفجار، وابنة تبتر رجلها، ودوري الأساسي كيفية معالجة هذه المصيبة بهدوء وتروٍ. ويضيف عرقسوسي: تأتي أهمية الفيلم من أنه يتناول الأثر النفسي لشريحة واسعة من المجتمع، دون أن يكون الهدف هو إيجاد حل وإنما لاكتشافه واعتباره جزءاً من حياتهم. فالفيلم يقدم حلولاً لكل الأسر التي تعرضت لأي نوع من أنواع الإرهاب، في الواقع عند رؤية شيء على التلفاز يمكن أن تتولد الحلول وأن تكون مناسبة حسب السن والعمر والبيئة.
وتقول الممثلة أمل عمرو (خريجة فنون مسرحية عام 2007) : شاركت في فيلم “شام” من إخراج حسام داغستاني وهو عرض لسلسلة الأعمال الإرهابية التي حدثت في سورية خلال الأزمة وخاصة في الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال الذين ليس لهم ذنب. وتضيف: يتناول الفيلم التفجيرات ومستقبل الأطفال الذي ضاع بسبب الأعمال الإرهابية، وأنا أجسد دور أم لطفلة اسمها “زينة” وأسكن بالقرب من المدرسة التي حدث فيها تفجير وعلى أثرها تصبح ابنتي مقعدة.
جمان بركات