ثقافة

مدينة لا تُحتضَر على شرف دمشق

غسّان كامل ونّوس

أنامل الوقت
تدغدغ وشاح الحسرة
وملامح التشوّف
تُوارِد المجسّات الخائبة
من جديد
فإلى أيّ تَخَلُّقٍ تتلافت؟!
ومن أيّ تَعَلُّقٍ تتهرّب
أو تتدانى
أيّها المسكون بالتفاصيل الواخزة
والملامح العاتبة
أيّها القادم من رجوعٍ نزق
إلى رجع متكسّر
العابر منعكسَ الضوء المخاتل
بلا انخداع
الصابر على وقع الحنين المعذّب
بلا ندامة
النادم على اندياحٍ فطريّ
إلى مورد في البال
لا يستكين
واجتراحِ التعاليل
للقبض على جمر اليقين
خطوة خطوتان
في أديم تشقّقَ
من رعاف الحيارى
عثرة عثرتان
في دروب تخضّلت
بالمُراق من واردٍمدمنٍ
يليق بالقربان
يالكَ من وارف مزمن
يهيم على سحناتٍ مغترّة
ويكفكفُ عن غرّات منتبذة
ذرّات الضوء
ويرمي في أخاديد المصائد المعلنة
وحفرِ المرميّات الموجَعة
بالعقوق والنكران
بذوراً محصّنة
ويلملم
مع كائنات الغفلة والصبر
بقايا الحسرة
وأصداء الأماني
وأوقاتاً مهدورة
ومشاهد ليست للذكرى
ويرفع
من بين الأسوار المشلّعة
والمشاتل المهجّرة
أوراداً تنفح عطرها السرمديّ
ليكلّل عرش مدينة لا تُحتضَر