ثقافة

أدب النصيحة الــدراما السورية وهذه الحقائــق!

كانت مبادرة مدروسة ومشكورة من وزارة الإعلام أن قامت برعاية ما أسمته (المؤسسةُ العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني) وبالخط العريض وفي أعلى الصفحة (ورشة عمل إنقاذية برعاية الحكومة السورية والمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وإلى آخر ما امتلأت به الصفحة وعن آخرها!.
ونبادر نحن الآن ونؤكد على المبررات للقيام بهذه المبادرة، فأين هي الدراما التي أنتجتها أصلاً أية مؤسسة أو شركة أو مديرية، خاصة أو عامة، وأعجبت المشاهدين خلال كل هذه السنين الماضية؟! أكاد أقول إن نسبة كبيرة من مشاهدينا نسوا أو كادوا ينسون أن عندنا دراما سورية يمكن مشاهدتها ومتابعتها حتى النهاية! وأكثر من ذلك كيف نسمح أن نضع اسم (الحكومة السورية) في مثل هذا الإعلان؟!
ولكي لا أبدو متسرعاً أو منفعلاً، تعالوا نتحدث عن هذا الموضوع بهدوء واحترام وتقدير للجميع:
أولاً: يعترف الجميع: الإعلان والمؤسسة المنتجة ووزارة الإعلام بوجود أزمة في الدراما السورية؛ وهي وصولها إلى هذا الحد الملفت والمؤسف من المستوى المتدني موضوعاً وتنفيذاً!
ثانياً: إذا كان هذا المستوى الضعيف والمتدني الذي وصلت إليه درامانا الحبيبة بسبب (القائمين عليها الآن، وخاصة قسم (رقابة النصوص) فكيف نأتي إليهم هم أنفسهم ونطلب منهم أن يقوموا بتطوير هذه الدراما ورفع مستواها؟!
ثالثاً: من المؤكد أننا نعرف أن تدني مستوى درامانا الواقعية والقوية والحلوة (سابقاً) إنما كان بسبب ما هو موجود بين هؤلاء القائمين عليها من (علاقات شخصية ومحسوبيات ووساطات) وكذلك (البراني – والجواني) والأهم والأخطر إنما هو محاربة أرباع الخبرات وأنصاف الخبرات لأصحاب الخبرات وإبعادهم والحلول محلهم وذلك بدافع معلن أو غير معلن أحياناً وكذلك لتقاسم الإيرادات فيما بينهم وحدهم! ولا أقبل بأي اتهام لي أنني أبالغ إلا بعد إجراء تحقيق بذلك يوضح صورة الأخطاء المتراكمة كي نتجاوزها ونختط لأنفسنا وشعبنا العزيز الطريق الصحيح للكتابة عنه وله ومن أجله، ولكي ترانا كل الفضاءات الأخرى من خلال مستوانا الحقيقي والمعروف عنا سابقاً أيضاً!.
رابعاً:    بعد كل هذا التدني في مستوى الدراما السورية والذي يعترف به الجميع، يقولون في اجتماعهم : (إن أزمة الدراما السورية تسويقية)! هل يكفي العجب من ذلك أم نبدأ نلطم!
خامساً: من المعروف وفي العالم كله، بل ومن تقاليد العمل الدرامي في العالم كله، وأنا مسؤول مسؤولية مباشرة عن هذه المعلومات أن كل جهة تريد إنتاج الدراما سواء كانت عامة أو خاصة، يجب أن يكون عندها (مكتب نصوص وليس دائرة رقابة لها أول وليس لها أخر) وهذا المكتب يتألف عادة من أربعة أو خمسة كتاب دراما من المعروفين والمشهود لهم. ويكون من بينهم (مدير مكتب النصوص) وهؤلاء هم الذين يكتبون ويتناقشون فيما بينهم بكل ما يكتبون ويتعاونون في كل ذلك وفي الوقت نفسه هم الذين يستلمون النصوص القادمة من الكتاب، يدرسونها ويتناقشون مع كتَّابها لكي يكون كل ما يتعلق بالنصوص هو ضمن دائرة كتاب النصوص ومناقشاتهم وبالتالي موافقاتهم الجماعية! ومدير مكتب النصوص هو الذي يمثل الجهة المنتجة سواء كانت عامة أو خاصة، ونحن ليس عندنا أي مكتب نصوص لا عند الجهة العامة ولا عند الخاصة!
سادساً: من المعروف أن الممثل يجب أن توافق عليه الكاميرا فهي صاحبة القرار إما أن تقبله أو ترفضه وذلك لأن معظم الناس يحافظون على حضورهم بعد التصوير، سوى قلة من الناس لا يناسبهم التصوير. ويظهرون بلا حضور كما هو معروف في هذا المجال من العمل. أما عندنا فإن كل الممثلين الذين ترفضهم الكاميرا يمثلون بل ويرتعون في كل المسلسلات وعلى عينك يا تاجر! وكما يريدون ويرغبون فما أسهل أن ينام على يدك مخرج أو منتج أو ممثل قديم أو بأية وسيلة أخرى أو لأي سبب آخر!
سابعاً: هذا فضلاً عن سرقات النصوص من أصحابها وعلى أن يشتروها وينفذوها ولكنهم يعيدونها لأصحابها على أساس أنها لم تعجبهم وذلك بعد أن ينسخوها ويبيعونها لعشرات الشركات المنتجة وخاصة في الدول العربية المعينة!.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن تبقى الإدارة الدرامية في كل هذه المجالات محايدة تماماً في عملها فلا موضوعية في هذه الحياة بدون حياد ولا عدالة في هذه الحياة بدون حياد!. وعلى عكس ما يخطط له ويعمل أعداؤنا وأعداء الشعوب.