ثقافة

أحفاد عشتار يطلقون صرختهم لبناء وإعمار سورية

هي عشتار الآلهة الأم التي كانت منبعاً للحضارة والإنسانية والخصوبة، وهي من حافظت على استمرار المجتمع السوري، وهذا هو حال المرأة السورية اليوم تختصر تلك الآلهة بصمودها ودورها البنّاء. هذه المرأة استمرت بالعطاء رغم كل الظروف التي جعلت منها للأسف فريسة للعادات والتقاليد البالية حيناً، وللفتاوى المخزية البعيدة عن الدين والتي نسمعها  في كل يوم، وغالباً ما تكون المرأة ضحيتها. وإيماناً بدور المرأة ومكانتها في بناء سورية الغد أطلقت مؤسسة أحفاد عشتار نشاطها الذي يستهدف بالدرجة الأولى المرأة لتأخذ دورها في إعادة بناء المجتمع السوري وكانت لنا بعض اللقاءات لإلقاء الضوء على المؤسسة وأهدافها. وفي البداية حدثتنا د. أيسر ميداني رئيسة المؤسسة عن برنامج الفعالية التي تقوم على عدة محاور من أهمها  تطوير ظروف المرأة في سورية على جميع المستويات، وكذلك العمل مع المعوقين نتيجة ظروف الحرب والإرهاب على سورية كما تستهدف الأطفال الذين  شردوا من منازلهم وفيما يخص المرأة قالت ميداني بالنسبة للمرأة هدفنا توعية الشعب بدور المرأة في بناء سورية وأسمينا المؤسسة بأحفاد عشتار نسبة للآلهة الأنثى في سورية القديمة واعتزازاً بكل الملكات اللواتي قدن سورية، واليوم يجب أن يعي الجميع أن المرأة تشكل المحرك الأساسي في إعادة الإعمار وبناء النسيج الاجتماعي فهناك حالياً عدد كبير من الشهداء والمرأة تقوم بدورها كمربية أجيال ولابد أن نعي أن حرية الرجل من حرية المرأة وهذا أساسي بالنسبة لأحفاد عشتار. وتؤكد ميداني أن مؤسسة أحفاد عشتار تسعى للعمل التشاركي مع كل المؤسسات والجهات لتحقيق عمل متكامل هدفه البناء الذي يبدأ من الأسرة مروراً بالمدرسة وصولاً إلى جميع قطاعات المجتمع ولتكن المرأة عضواً فاعلاً يجب أن تأخذ مكانها ليس فقط في  دستورنا بل أيضاً على أرض الواقع. واعتبرت ميداني أنه لدينا اليوم فرصة أساسية لتطوير وطننا على هذا المستوى، ولنبدأ بالفعل ببناء سورية المتجددة من خلال قفزة نوعية صلبة تصمد أمام أي اختراق فكري ظلامي أو عنفي يستهدف وطننا وثقافتنا.
حضارة أكبر وأقوى
وةترعى الفعالية شركة ليفانت التي تمتلك مركزاً للتدريب، وعن هذا الدور حدثتنا السيدة ديما عقاد رئيس مجلس إدارة الشركة بقولها: تسعى شركة ليفانت لرعاية جميع الفعاليات التي  تشجع المواطن على ممارسة دوره وواجباته وحقوقه بشكل فاعل، والآن عندما نتحدث عن المرأة نرى أنها مواطن سوري عليها واجبات ولها حقوق لكن هناك بعض النقاط التي نحب أن نلقي الضوء عليها. صحيح أن هناك حقوق للمرأة  لكن هناك شيء مختلف في التطبيق والممارسة فهي تتعرض لعنف جسدي وآخر معنوي لا أحد يراه ولا أحد يحاسب عليه، كما رأينا في الدراما هناك أنواع عنف لا أحد يستطيع أن يحاسب عليها ونحن كنساء سوريات لسنا حريماً للسلطان أو العكيد هناك حضارة أكبر وأقوى من هذا بكثير وهذا ما أحببنا أن نظهره في هذه الفعالية.

المرأة السورية تاريخ عطاء
وحدثتنا الإعلامية الهام سلطان عن مشاركتها في الفعالية من خلال المحاضرة التي تتحدث عن المرأة السورية من عشتار مروراً بزنوبيا وجوليا دومنا والمرأة السورية في العصر الإسلامي وصولاً إلى المرأة السورية الآن التي أصبحت وزيرة ومستشارة ووصلت إلى أعلى المراتب الوظيفية. وأضافت سلطان: صرخة عشتار كانت البداية وهي أم العالم  كله في تعليم الإنسانية وأحفادها الآن يطلقون صرختهم في وجه كل من يدنس هذه الأرض وكل من يهدد أمن أبناءها. المرأة السورية هي أم البطل ولا خوف على سورية طالما هناك أمهات ينجبن الأبطال لذا من المهم التركيز وتعزيز دورها في بناء وترميم المجتمع في مرحلة إعادة بناء سورية.

سلاح من أجل الهوية
وطبعاً لابد للفنان من دور وبصمة في هكذا نشاطات من هنا كان وجود الفنان طاهر مامللي الذي أكد دور الإعلام في تغطية مثل هذه النشاطات وإظهارها إلى دائرة الضوء لإبرازها وتشجع الآخرين لمبادرات مماثلة خصوصاً أننا نتعرض لهجمة كبيرة على ثقافتنا بشكل عام وعلى المرأة ودورها الاجتماعي بشكل خاص وهناك أسماء كبيرة لنساء قياديات في تاريخ سورية. وعن دوره كفنان قال ماملي أنا بدوري كموسيقي أسقطت الهجمة الثقافية ومحاولة تهميش الهوية ومحاربتها من خلال الموسيقا والأغنية ونحن بحاجة الآن لورشات توعية تعتبر بمثابة سلاح  ضد الهجوم الشرس الذي يستهدف كل التاريخ والحضارة والمرأة تمثل جزءاً مهماً منهما.

خلق مناخ لمعالجة قضايا المرأة
الختام كان مع مازن بلال أحد الأعضاء المؤسسين في مؤسسة “أحفاد عشتار” والتي يراها  محاولة للنهوض بواقع المجتمع السوري وليس فقط بواقع المرأة من هنا كانت هناك أربع ورشات عمل هدفها بناء رؤى بشأن المرأة وأكد بلال أن مجمل القضايا الخاصة بالمرأة ليست جديدة ربما الأزمة دفعتها باتجاه جديد ونحن اليوم بحاجة لرؤى في أسلوب التعاطي مع تلك القضايا وهو ما تهدف إليه تلك الورشات في سبيل خلق مناخ حقيقي لمعالجة قضايا المرأة.
جلال نديم صالح