ثقافة

معرض بيروت للكتاب.. حضور سوري كثيف تراجع كبير في حجم المبيعات

لطالما بقي الظن يغازل مخيلتي، في أسئلة كثيرات.. أهي الحرب الشعواء التي فرضت على سورية وليس منها من مناص، أم هل يضع السوريون أيديهم على الخد نادبين أيامهم الخوالي، وهل من سوري على مرّ العصور استكان لضيم أو خنوع؟.
أقولها: تلك شيمة السوري، الذي كلما كان جرحه عميقاً، ازداد إصراراً على مواجهة العاصفة، فإما أن يكسرها، وإما أن تخفض له جناح الطاعة، فالفينيق أرجواني الروح ينهض من رماده المداد، وبيروت التي تجاوزت كل انقساماتها، عينت سفيرةً للبوح، فتحت لرسل الكلام كل فلواتها، براً وبحراً وجواً، من كل حدب وصوب، لتحط الأقلام رحالها، بطمأنينة وسلام، في تظاهرة ثقافية لافتة “معرض بيروت للكتاب العربي الدولي الـ58″، على أرض مركز البيال للمعارض،الذي بدأ فعالياته في  28 الشهر الماضي ويستمر لغاية /11/ الجاري بمشاركة أكثر من /250/ مؤسسة ودار نشر لبنانية وعربية.
عدد كبير من الكتب، بالإضافة إلى العديد من الندوات الثقافية والعلمية والسياسية، ومعرض الفن التشكيلي، الذي كان لسورية حضوراً لافتاً فيه، من خلال مبدعين شكلوا كل أطياف الفسيفساء السوري بألوانهم حيث بدت الحقيقة الصادمة، واضحة أمام منظمي الفعالية، في الحضور السوري المرعب، الذي تجلى بمشاركة ما يقارب أكثر من /28/ دار نشر، لتستقطب هذه الدور حضورا جماهيريا نخبويا وشعبي الملامح، ضخ الكثير من الحيوية في أوردة المكان، الأمر الذي حدا بأحد إعلاميي جريدة الحياة أن يعنون مقالته بعنوان عريض، “معرض بيروت للكتاب.. عاصفة وحضور سوري”، ليسهب في القول وبإيجاز: “الناشرون السوريون حضروا هذه السنة أكثر مما في السابق، وهم جذبوا جمهوراً سورياً لم يكن حضوره مألوفاً، وقد يقتصر النشر العربي على الدور السوري وسط غياب الدول العربية الأخرى، وتبدو الدولة السورية ناشطة قدر ما أمكنها في ظل الأوضاع الرديئة التي تهيمن على البلاد”.
وأمام هذه الحقيقة، أضحى من الضروري الوقوف عند كل أسماء هذه الدور “المدى للثقافة، دار الإرشاد، النايا للدراسات، دار البينة، دار الحوار، اليمامة، دار ابن كثير، دار آل ياسر، دار الإبداع العلمي، دار التكوين، دار الفرقان، دار الخير، دار المشرق العربي، دار الطليعة الجديدة، دار الغوثاني، دار الفرقد، دار القلم، دار الكتاب العربي، دار ليندا، دار النوادر، دار تموز، دار ربيع، دار رسلان، دار صفحات، دار علاء الدين، دار غار حراء، دار قتيبة، دار كيوان، دار ناصيف، دار نينوى للدراسات، شعاع للنشر والعلوم”.
وكان لنا وقفة مع صاحبة ” دار ليندا للطباعة والنشر” الشاعرة السورية ليندا عبد الباقي، والتي قالت: “ليست هذه مشاركتي الأولى في المعرض، حيث أن الدار أصدرت هذا العام عدة عناوين شملت، الدراسات والترجمة والشعر، ومجموعة من الروايات لكتاب عرب وسوريين، وعلى هامش المعرض وقعت الدار ديوان الشاعر العراقي حسين نهاية “تجليات عطشى” وديوان “صهيل صمتي” للشاعرة صاحبة الدار، وفي سؤال مباشر لها عن المعوقات والعراقيل التي رافقت رحلة الكتاب من السويداء إلى بيروت، وانعكاس الحرب القائمة على سورية على إنتاج الكتاب قالت عبد الباقي: “نحن هنا لأننا على قناعة تامة بأن الحرب التي أعلنت على بلدنا هي من أجل طمس الهوية السورية، وهذا حافز كافٍ لنكون هنا وبقوة”.
الناشر سامي أحمد صاحب دار التكوين، بدا متشائماً بعض الشيء وهو يتحدث عن المعرض قائلا: “تحرص دار التكوين على المشاركة في معرض بيروت منذ تأسيسها عام /2000/ وذلك لأهميته من ناحية عدم منع الكتب والرقابة الموجودة في المعارض العربية الأخرى، وهو أيضا فرصة للقاء الكتاب والمترجمين المدعوين، أما في الأعوام الخمس الأخيرة فد تغير إيقاع المعرض بشكل كلي من حيث البرامج الثقافية المرافقة له، والذي غدا باهتاً، نفس الزوار أراهم منذ أكثر من عشر سنوات، الذي تغير فيهم بياض شعرهم، حيث لا شباب في المعرض، و بالنسبة للحدود بقينا لمدة 6 ساعات، لأن الأمن العام لم يعترف ببطاقة الدعوة  وليس لديه علم بالفعالية أساساً، وبعد ” ترجيات وبهدلات” استطعنا الدخول”.
كان الحضور العربي خجولاً، وانطواء ملفت للعربية مصر، مع تراجع كبير في حجم المبيعات بالرغم من الحضور الكثيف، والذي تراه يخرج خاوي اليدين، بسبب غلاء الأسعار.

طلال مرتضى