ثقافة

معرض الفنان إبراهيم دندل في صالة الشعب تـدمــر حـكـايــة الـشـمـس

يعرف عن الفنان التدمري إبراهيم دندل شغفه بفن الحفر والطباعة وله من الدراية بهذا الفن ما يجعله الفنان الحفار سواء بتقنية كليشة المعدن أو الخشب أو “التيبو غراف” النسخة الوحيدة، فقد تعلم هذه التقنيات بالتجربة الذاتية والملاحظة ولم يتتلمذ عند أحد من الفنانين الحفارين أو درس هذا الفن في معهد أو جامعة بل عشقه دفع به إلى اكتشاف أدوات خاصة وطريقة تناسب امكاناته وتفي بالغرض. وتطورت معرفته من خلال نمو التجربة والخبرة حتى أصبح من الغرافيكيين الذين لا يمكن أن يتجاهل أحد مجموع مشاركاته في المعارض الجماعية التي شهدتها سورية.   وله من الجهد الواضح من بين عديد الفنانين التدمريين في الترويج والسعي في إقامة المعارض الجماعية والتواصل مع بقية الفنانين لما يتمتع به من دماثة في الخلق ولطف الشخص الذي تجلى في منتجه الواعي  بالأدب والتشكيل والتاريخ، فهو الفنان الراوي في اللوحة من خلال السرد البصري الذي يملأ عالمه التشكيلي والميثولوجي، فأقواس المدينة والعمارة والسيرة والأسئلة الخفية عن أولئك الذين شيدوا وحاربوا ومروا منتصرين تحت أقواس مدينتهم العالية كالشمس والغنية بالفنون والحكمة، لا تخلو لوحة من لوحاته من هذه الرموز التدمرية وأسطورة حضارتها وتاريخها إضافة إلى قدرة الفنان على التجريب والتحوير واختلاق كائناته الخرافية والرمزية مثل الحصان المجنح ذو القوائم الطويلة والديك برأس الرجل هذا التأليف الذي ينتمي تاريخياً إلى منطقة تقع بين الرافدين والنيل، يدخلنا  ضمن الحكاية والتاريخ والتشوف بعين المنتمي وباعتزاز بالغ بوطنه الصغير والتاريخي تدمر وبوطنه العريق سورية الجميلة. تعلم وتشرب من تاريخ يسكن الفنان على بعد صوت منه، فلا تكاد تخلو لوحة من كتابة أو صورة فرس أو ناقة أو نخلة أو تاج عمود أو قوس نصر أو ميدالية تمثل رأس زنوبيا الملكة العظيمة، فالمرأة عنده لا بد وأن تكون زنوبيا.
هذا الكل المؤلف للوحة والمشغول بتقنية الحفر يجعل من لوحاته رسائل تدمرية خالصة يغمرها السلام ويزينها المجد والشمس وتشهد محبة ووفاء أبنائها الطيبين.
وقد قدم للمعرض الفنان اللبناني جميل ملاعب: “من تدمر مدينة التاريخ يكتب إبراهيم دندل ذكرى مشاهد القوافل المسافرة في كل الجهات، يحفر صامدا وصامتا وهادئا كهدوء الأرض متمرسا في فن الحفر شاهدا كبقية من حجارة قلعة أو بناء أو خيمة تحت الشمس .. “.
كما كتب الفنان أنور الرحبي في دليل المعرض: “إن معرض حكاية الشمس للفنان دندل من المعارض المنهكة بقراءات التاريخ، تدمرية فيها نبض وروح الإنسان وما تركه من فن في النحت والزخرفة، والمعرض غني بما قدم سواء في البحث أو التكنيك وبالأخص الحفر على المعدن والخشب، حكايات بالأبيض والأسود وشمت بالمكان والزمان، الفنان دندل قادم من تدمر بصوت له نكهة خاصة وأصيلة”.
وقد علق على المعرض الفنان علي سليم الخالد رئيس قسم الحفر في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق: “المعرض يقودنا إلى مجموعة من القصص والأساطير، غنية أعماله بالرموز التي أستحضرها مثل الحصان القارن وأفعى أنكيدو وجلجامش، سلط عليها الأنظار ومنحها حضورا خاصا بالفنان الذي يعمل على عنصري الزمان والمكان التدمري .
ونختم بما صرح به توفيق الإمام معاون وزير الثقافة الذي افتتح المعرض: “هذا المعرض رسالة للآخرين بأن سورية صامدة وولاّدة ولديها من الأبناء والمواهب التي تمثل حضارتها وثقافتها المتنوعة”.
أكسم طلاع