الصفحة الاولى

البرلمان الأوكراني يلغي الوضع المحايد للدولة لافروف: نية كييف الانضمام إلى الناتو تؤدي إلى تصعيد المواجهة

صادق البرلمان الأوكراني “الرادا” في جلسة له أمس على مشروع قانون يلغي الوضع المحايد للبلاد، الذي كانت أوكرانيا قد التزمت بموجبه بعدم الانضمام إلى الأحلاف، وصوّت لصالح القانون 303 نواب، فيما كان العدد الأدنى من الأصوات الضروري لتمرير القانون 226، ومن شأن هذا القانون الذي يعرف باسم “أوكرانيا خارج الأحلاف”، أن يمهد الطريق أمام هذا البلد للانضمام إلى حلف الناتو على الرغم من تصريحات المسؤولين في الحلف الأطلسي بأن انضمامها لصفوفه ليس على أجندته.
وناقش النواب 4 صيغ للقانون المذكور لا يختلف بعضها عن بعض كثيراً، وتنصّ في مجملها على التخلي عن وضع خارج الأحلاف والعودة للنهج الرامي إلى التقارب مع الناتو، الأمر الذي تعتبره أوكرانيا بأنه سيعزز مواقعها في مجال الدفاع والأمن.
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هذه الخطوة تؤدي إلى تصعيد المواجهة في جنوب شرق أوكرانيا، وتخلق وهماً بأن اتخاذ مثل هكذا قوانين تسمح بتسوية الوضع المتأزم في البلاد، واصفاً الحوار بين كييف وقادة منطقة دونباس بالبناء والأكثر وعياً، مشيراً إلى أنه لا يوجد طريق سوى إصلاح دستوري تشارك فيه كافة الأقاليم وجميع القوى السياسية قادرة على تبني لهجة صحيحة.
واعتبر أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية أن “جميع أنواع النقاش عن طموحات كييف للحصول على عضوية الحلف الأطلسي تلحق أضراراً بالأمن في أوروبا، موضحاً أن الحديث يجب أن يدور حالياً ليس عن توسيع الأحلاف التي خلفتها الحرب الباردة، بل عن إقامة منظومة في أوروبا من شأنها أن تضمن الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة.
وقال مبعوث روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندري كيلين: هذه خطوة غير ودية تجاهنا، هذا التحرك السياسي لن يؤدي إلا إلى زيادة أوجه الإزعاج والتوتر في العلاقات.
وسبق لرئيس الوزراء دميتري ميدفيديف أن صرح بأن سعي أوكرانيا للتخلي عن وضعها المحايد وطرقها باب الناتو يجعلها خصماً عسكرياً محتملاً لبلاده، محذراً من أن هذه الخطوة ستدفع بروسيا نحو اتخاذ إجراءات للرد عليها.
من جانبه، أعلن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تدعم حق أوكرانيا في تقرير المصير، لكن مسألة منحها عضوية في الناتو ليست موضع النقاش حالياً، كما أن كييف نفسها لم تتوجه إلى الحلف بهذا الطلب، مؤكداً دعم واشنطن لسياسة الأبواب المفتوحة التي يمارسها حلف شمال الأطلسي.