اقتصاد

“تـوصيـات الـجـودة” تتبنـى الـتـركـيـز عـلى بـنـاء الإنـســان… كحيل: ضرورة تفعيل “صنع في سورية”

لعل أبرز ما ورد في توصيات الجمعية العلمية السورية للجودة التي صدرت عن الندوة 18 للجودة، تتمثل بإدخال مفهوم الجودة بالمناهج التعليمية من الابتدائي حتى الثانوي بغية إيلاء الاهتمام للإنسان وليس فقط لجودة المنتج والخدمة، ليس هذا فحسب بل ذهبت التوصيات إلى ضرورة إدخال هذا المفهوم في المراحل التعليمية ما قبل الابتدائي لتأسيس وبناء الإنسان قبل دخوله المدرسة كجزء من الإنسانية التي تتطوّر بشكل آنيٍّ ومستمر.
وتضمّنت مسوّدة التوصيات التي حصلت عليها “البعث” أهمية إيجاد مشروع متكامل يضمّ مهام مركز تطوير الإدارة والإنتاجية والجمعية العلمية السورية للجودة، وجميع الجهات التي تعنى بشؤون التدريب والتأهيل بالنسبة للأفراد، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لمنظمات وجمعيات المجتمع الأهلي لأخذ دورها بنشر ثقافة الجودة في مرحلة إعادة الإعمار، وإجراء مراجعة عامة لسياسة الجودة في إطار السياسة الوطنية في مجال الحكومة والبرنامج الوطني للجودة، وإجراء المراجعة لتحديد الأفضليات لمكونات البرنامج الوطني للجودة، وخلق البيئة المناسبة لتنفيذه، وربط الجمعية العلمية السورية للجودة مع مشروع التنمية الإدارية بما يفيد في خلق بيئة مناسبة تساعد على تطبيق معايير الجودة في كل مناحي الحياة ولاسيما في مرحلة إعادة الإعمار، وركزت التوصيات على حتمية بحث دور القوانين الناظمة في عملية تطبيق معايير الجودة ومتابعة نتائجها ومحاسبة المقصّرين فيها، على اعتبار أنه لا توجد جهة حكومية تتبنى صناعة الخدمات لإدخالها بالجودة.

تشبيك
وتضمّنت التوصيات ضرورة تفعيل السياسة الوطنية للجودة بجميع مفاصل العمل الحكومي، وعدم حصرها بوزارة الصناعة والجهات المسؤولة عن الإنتاج في سورية فقط، مشدّداً على أهمية العمل على إصدار القانون الناظم للمجلس الوطني للجودة، والتشبيك بين وزارات الصحة والتعليم العالي والصناعة والتنمية الإدارية بموضوع الجودة، ونشر ثقافة الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية والغاز الحيوي برعاية من الدولة وبتطبيق فعليّ لها، إضافة إلى إدخال مفهوم التعليم المستمر ولا سيما في الجامعات للطلاب والمدرسين وعدم الاكتفاء بما حصل عليه الطالب والمدرس من معرفة، وتطبيق معايير الجودة بإنشاء مدن ذكية لخدمة مشروع Pilot Project  ولاسيما في المناطق التي تعيد الدولة إنشاءها.

قاعدة بيانات
وجاء في التوصيات أيضاً إحداث الشبكة الوطنية للجودة وتوفير قاعدة بيانات لها وربطها مع المنظمات العالمية للجودة، وأن يكون للجمعية العلمية السورية للجودة شركاء استراتيجيون كهيئات البحث العلمي ومراكز الدراسات والمعهد الوطني للإدارة العامة في الندوة القادمة، وإيجاد قادة إداريين من خلال التنمية الإدارية والبشرية والتأهيل قادرين على التغيير ومعالجة السلبيات، مع إعادة تقييم أداء الجمعية العلمية السورية للجودة بالمرحلة السابقة وإعادة برمجة منهجها بما يتوافق مع المرحلة الراهنة، وإدخال مفاهيم نشر ثقافة الجودة ضمن برامج عمل كل الوزارات.

الفرصة متاحة
رئيس اللجنة التحضيرية للندوة هشام كحيل أشار إلى إعادة تفعيل علامة “صنع في سورية”، ولاسيما في المجال الزراعي والصناعي والطبي، وضرورة إحداث بنية تنظيمية بالوزارات للجودة وإيجاد مرجعية لها لتتمكن من تأهيل العناصر البشرية في جميع مفاصل المؤسسات والشركات فيما يتعلق بالجودة ثقافةً وتطبيقاً، مبيّناً أن الفرصة ما زالت متاحة لتقديم مقترحات إضافية ترسل على عنوان الجمعية العلمية السورية للجودة خلال ثلاثة أيام ليتمّ بعدها إصدار التوصيات بصيغتها النهائية من خلال وزارة التنمية الإدارية والجمعية العلمية السورية للجودة.
دمشق – ميادة حسن