الصفحة الاولىمن الاولى

منظمات أرمنية: مشاركة أوغلو في مسيرة "الجمهورية" عار وإهانة الـسـريـان يحـيون الذكرى المئوية الأولى للإبادة العثمانية: لن ننسى

أحيا الأرمن والسريان الذكرى المئوية الأولى للإبادة العثمانية “سيفو”، التي قُتل فيها أكثر من مليون أرمني، ونحو نصف مليون سرياني، وعشرات الآلاف من اليونان، عبر إقامة القداديس والصلوات في الكنائس، وتسيير مسيرات شموع ليلية، وتنظيم مهرجانات خطابية، تحت عناوين مختلفة، وكذلك تنظيم حملات تضامن عالمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإرغام تركيا على الاعتراف بالإبادة، وتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ضحايا المذبحة، باعتبارها وريثة السلطنة العثمانية، بإعادة ما سلب من أرض ومال وعرض إلى أصحابه، وإن كان من المستحيل أن يعيد إلى الحياة مليوناً ونصف مليون شخص قضوا نتيجة لجريمته اللاإنسانية.
وألقيت كلمات أكدت على أن سياسة التطهير العرقي التي انتهجتها الحكومة العثمانية مازالت مستمرة على أيدي زبانية أردوغان، وانتقدت صمت المجتمع الدولي وشعاراته المنادية بحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية واعتبروها وسيلة لتخدير شعوب العالم، وأشارت الحملة إلى أن ما تعيشه سورية اليوم لا يقل فظاعة عما حدث في تلك الحقبة، وحلقات مسلسل الدم مازالت متواصلة، وإن تغيّرت الوجوه والمسميات، وشددوا على أن سورية باتت مغارة ميلاد، ومساوية لمعنى القيامة والحياة، لأنها جسر مر منه أجدادنا من براثن الموت إلى أحضان الحياة.
ففي دمشق، ترأس البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني قداساً، دعت إليه الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في كاتدرائية مار جرجس البطريركية في دمشق، حضره عدد من أعضاء مجلس الشعب ووزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة كندة الشمّاط وممثّلو الكنائس المسيحية في سورية، وأطلق البطريرك أفرام الثاني الاحتفالية بقوله: “نجتمع اليوم لنطلق سنة اليوبيل المئوي على بدء الإبادة الجماعية، “سيفو”، التي ارتُكبت بحق الشعب السوري، ولفت إلى أنّ اليوم والأمس متشابهان من ناحية الجلاد، وقال: “ما أشبه اليوم بالأمس، فبعد مرور مائة عام على السيفو، نرى أنفسنا أمام إبادة جماعية جديدة. الجلاد الجديد نزل ثانية إلى الساحة، ليسلّط سيفه على رقاب كلّ من يقول لا للظلم والعدوان، وكأنّي به يريد أن يكمّل ما لم يستطع إنجازه قبل مئة عام. وربما تكون أدواته قد تغيّرت وأساليبه تبدّلت ولكن الهدف واحد، هو إبادة شعب لا يرضى بالخنوع وفقد الإرادة، مضيفاً: إنّ “رسالتنا اليوم واضحة ونطلقها من هنا، من دمشق عاصمة التاريخ، وليسمع العالم بأسره: هذه أرضنا ولن نتركها مهما فعلتم بنا”.
وأوضح البطريرك: “أن ما يتعرّض له اليوم أبناء سورية الأحبّاء وأبناء العراق الأعزّاء، من تهجير وتقتيل من قبل أعداء الخير والإنسانية، لَهوَ جريمة إبادة حقيقية، إبادة للأنفس البشرية وللحضارات الإنسانية التي قامت على هذه المناطق”، منتقداً صمت المنظّمات الدولية لحقوق الإنسان التي ترى عن كثب هذه الجرائم دون أن تحرّك ساكناً، وأضاف: إن “أجناد الشر من بني عثمان قامت بإعلان حرب إبادة ضروس على الشعب الأرمني في البداية، بحجة التآمر والخيانة، ما لبثت أن انقلبت إلى حرب إبادة ضدَّ كل شعوب المنطقة من أرمن وسريان ويونان وغيرهم، وكانت نتيجتها أن سقط من السريان ما يزيد على الخمسمئة ألف شهيد من مدن وأقاليم تاريخية كانت مراكز للعلم والمعرفة والثقافة والحضارة الإنسانية”.
وحول سبب التسمية بالسيفو أشار البطريرك إلى أن “تسمية تلك الحقبة السوداء من تاريخ الإنسانية باللغة السريانية ” سيفو” أي السيف، جاءت تعبيراً عن حجم الآلام والمعاناة التي عاناها آباؤنا وأجدادنا”، مذكّراً بقصة الأمّ التي بتر المجرمون ساقيها وذراعيها فأخذت تلتقط رضيعها بأسنانها لإطعامه، وختم البطريرك أفرام كلامه: رحم الله شهداء سورية من مدنيين وعسكريين في كلّ شبر من تراب هذا الوطن الغالي”.
وبعد القداس الإلهي، أوقد قداسة البطريرك أفرام الثاني الشعلة التي أعدّت خصيصاً لإعلان تكريس عام 2015 للذكرى المئوية الأولى لمجازر الإبادة السريانية، كما وُضعَتْ الورود إكراماً لشهداء سيفو وشهداء سورية والعراق ولبنان.
وفي باريس، أدانت منظمات أرمينية في فرنسا مشاركة رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا أحمد داود أوغلو في “مسيرة الجمهورية”، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تنديداً بالهجوم الإرهابي على أسبوعية شارلي أيبدو الفرنسية، واتهمت المنظمات في بيان، أمس، الحكومة التركية بدعم الجماعات الإرهابية التي نفذت العمليات على الأراضي الفرنسية، مشيرة إلى أن الأمر لم يعد سراً، في إشارة كما تؤكد الوقائع الميدانية إلى دعم هذا النظام بتركيا للإرهابيين وإقامة معسكرات تدريب لهم بالأراضي التركية وتسهيل تسللهم إلى سورية.
وقال المكتب الوطني لمجلس تنسيق المنظمات الأرمنية: إن مشاركة ممثلي دولة تمتلك الرقم القياسي في عدد الصحافيين المسجونين في هذه التظاهرة عار وإهانة لروح شارلي أيبدو، الذي قتل في الهجوم الأسبوع الماضي.
ونظمت في أنحاء فرنسا مسيرات محلية ودولية حاشدة بمشاركة حوالي 50 دولة احتجاجاً على الهجمات إلى استهدفتها واتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة.