الصفحة الاولىمن الاولى

مسيرات مليونية في كافة أنحاء إيران إحياءً لذكرى انتصار الثورة: أهدافها ومبادؤها غير قابلة للتغيير.. وعهد الهيمنة الأمريكية ولّى

طهران-وكالات:
بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، والتي تشكل حدثاً محورياً ومن أبرز الانعطافات في القرن الماضي، حيث قلبت الكثير من الموازين وأحدثت تغييرات استراتيجية كبيرة، تتواصل مفرزات نتائجها وتداعياتها على صعيد المنطقة والعالم برمته، انطلقت مسيرات مليونية في العاصمة الإيرانية طهران، وأكثر من ألف مدينة، وخمسة آلاف بلدة إيرانية، واتجهت المسيرات، التي شارك فيها كبار المسؤولين الإيرانيين، إلى ساحة “أزادي” من ثمانية طرق رئيسة في العاصمة، فيما ردد المتظاهرون شعارات الحرية والاستقلال لإيران والموت لأميركا وللاستعمار، والتأكيد على التمسك بأهداف الثورة الإسلامية، ودعوا إلى الوحدة بين المسلمين والالتفات إلى العدو الحقيقي.
وخلال المسيرات ندد المشاركون بالحروب التي تجري بالوكالة، وكذلك الجرائم التي يقترفها “داعش” والمجموعات السلفية والتكفيرية في البلدان الإسلامية،
واعتبروا أنها تنفذ بتخطيط ودعم من أميركا والكيان الصهيوني وحلفائهم الغربيين– العرب للتأثير على تيار المقاومة وضمان أمن الصهاينة الغاصبين، وأبدى المشاركون، في بيان تلي في ختام مسيرة طهران، دعمهم للحكومة والشعب المقاومين في سورية والعراق، وقالوا: إنهم لن يألوا جهداً في إنقاذ هذين البلدين من الفتنة.
ورأى المشاركون في المسيرات أن الخيانة التي ترتكبها بعض الأنظمة العميلة في المنطقة، وتجاوبها مع الكيان الصهيوني وجبهة الاستكبار، هو السبب وراء الدماء التي أريقت في سورية والعراق، وكذلك في غزة والبحرين، ونوّه البيان بأهمية منجزات وقدرات الشعب الإيراني في صناعات الدفاع، ولا سيما القوة الصاروخية، لافتاً إلى أنها تمثل رمز قوة الردع وضمان الأمن القومي، وهي غير قابلة للتفاوض مع أحد.
وفي كلمة له أمام المشاركين في المسيرات، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده هي القوة التي تساعد سورية والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية، وقال: “إن إيران تسعى إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة والنمو والتطوّر لشعبها، وقد اتخذت خطوات فعالة لاستقرار وأمن المنطقة، وقامت بدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني”، وأشار إلى أن إيران دافعت عن استقلالها في ساحات القتال وعلى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي، وستواصل الدفاع، مشدداً على أن الشعب الإيراني العظيم لا يخاف التهديد أو يخشى الضغوط، وأن إيران تسعى إلى اتفاق بشأن ملفها النووي، شريطة أن يحفظ مصالحها الوطنية.
وقال الرئيس روحاني: “إن جذور وأهداف ومبادئ الثورة الإسلامية غير قابلة للتغيير، وإن تطلب الأمر لبعض التغيير في الفروع، فإن ذلك يتمّ في إطار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعن طريق الانتخابات وصناديق الاقتراع”، وأضاف: “إن جميع أبناء الشعب ساهموا في انتصار الثورة الإسلامية، واليوم أيضاً لابد أن ندافع جميعنا عن مصالح الشعب ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران”، مبيناً أن الثورة لم تأت لتغيير المسميات بل لتغيير النهج والجوهر وللقضاء على ما كان يتجاهل العدالة والحرية والقيم الدينية، وخاطب الرئيس الإيراني الجماهير بالقول: “إننا نستطيع أن نتجاوز جميع المشاكل بالوحدة والاتحاد ونستطيع الوصول ببلدنا إلى التنمية وتقديم المساعدة لدول الجوار”.
كما التقى الرئيس الإيراني سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين في طهران، ومن بينهم سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود، وأكد استمرار إيران في دعم دول المنطقة التي تواجه الإرهاب، مشدداً على أن من أهم أسباب انتشار الإرهاب في المنطقة التدخل الأجنبي في قضاياها وشؤونها.
هذا وشهدت مراسم الاحتفالات في طهران فعاليات مختلفة منها القفز بالمظلات، وكذلك نثر الورود على المشاركين في المسيرات المليونية، وشارك نحو 400 ضيف أجنبي من 30 بلداً في المسيرات، فيما غطى أكثر من 265 مراسلاً وصحفياً أجنبياً وألف و500 مراسل ومصور محلي مسيرات طهران، كما قام أكثر من ألفين و800 مراسل ومصور بمهمة تغطية المراسم في سائر المحافظات الأخرى بالبلاد.
وأكد المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي أن عهد الغطرسة والهيمنة الأمريكية ولّى، وبدأ عهد انتصار الشعوب الإسلامية، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية والعربية هم الذين أوجدوا التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق لتدمير مصادر القوة للدول الإسلامية، وقال في تصريح: إن إقدام وزارة الدفاع الأمريكية على تدريب الإرهابيين لإسقاط الحكومة الشرعية السورية هو في الحقيقة “إرهاب دولة”، مشيراً إلى أن سورية والعراق انتصرتا على المجموعات الإرهابية وتمكنتا من إحباط المؤامرات الشيطانية الصهيونية والغربية في المنطقة، وأضاف: إن التحالف الدولي، الذي تشكل لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، فشل في مهامه، لافتاً إلى أن من أهداف هذا التحالف التدخل في الشؤون الداخلية لسورية.