أدب النصيحة الأسرة كاملة.. وتفتيت الأسرة!
أكرم شريم
يقولون أن في بعض الدول الكبيرة في الغرب الكبير، وأنا لا أصدق ذلك؛ أقول هذا سلفاً، وأكرره سلفاً: ولكنني لا أصدق ذلك، أن الأب إذا صار ابنه في السادسة عشرة من عمره، فإنه يطلب منه أن يخرج من البيت وإلى أي مكان يريد، ليبدأ حياته كما يريد ويستطيع ولا يعترف الأب بابنه بعد ذلك أبداً! أين يذهب هذا الشاب وماذا يفعل وكيف يعيش؟!
لا أنكر أنني سمعت بذلك كثيراً، ولكنني وكما ذكرت سابقاً لا أصدقه.. وحتى ولو كان حقيقة وحصل أو يحصل فعلاً فلابد أن تتوالد هنا وعلى الفور هذه الأسئلة: ماهو دور الأم وموقفها من هذا التصرف الذي يقوم به زوجها حيال أبنائها وخاصة الفتاة، ابنتها، ابنة السادسة عشرة من عمرها فأين تذهب وماذا تفعل! وما هو موقف المجتمع والقانون ومنظمات الحقوق المختلفة لا شك أن كثيرين من الأهالي في الغربين الأمريكي والأوروبي قد عانوا من ذلك، وأن عصابات متعددة كانت تنتظر هؤلاء الأبناء فتأخذ هذا الشاب وتلك الشابة المسكينة وأكرر أنني لا أصدق، إلى حيث أبشع الاستغلال وأحقره، فكيف يمكن أن يحدث كل ذلك، وأمام القانون، والنائب العام ورجال الشرطة والمجتمع على اختلاف فئاته وتنوعاته وأمهاته؟!
وأكرر مرة جديدة أنني لا أصدق، ولكن إذا كان أعداؤنا وأعداء الشعوب هم الذين يشجعون على ذلك ويستغلون كون الأب من المدمنين على الخمور أو على أي شيء آخر ولكن أعود وأسأل وأين الأم؟! وسنبقى نسأل: أين الأم إلا إذا عرفنا أنها هي الأخرى قد اعتادت على الحياة الإدمانية سواء على السهر والسكر أو على أي شيء آخر من هذه القائمة المعروفة، ومنها الحب المتجدد، الزواج كل بضعة أشهر والزوج الجديد، الرابع أو العاشر سواء بعقد زواج أو بدونه لا يقبل طبعاً أن يستقبل أبناء لا يعرفهم ولا علاقة له بهم، وهو في الأصل أب هارب من أبناء وزوج مؤقت لأشهر، وهكذا يستمر تفتيت الأسرة إلى أفراد، وكل فرد يعيش وحده، ووحيداً، ويبحث عن المقر والمستقر، ويقبل بأية شروط ليحصل على أدنى مستوى من الحياة المقبولة حتى يكبر وتكبر ويعيشان الحياة نفسها، حياة تفتيت الأسرة، وبالتالي تستمر الأجيال على هذا المبكي من الأحوال!
أعود فأقول: أنا لا أصدق كل ذلك، وأكرر: لا أصدقه على الإطلاق، لأنه على عكس التشفير الإلهي الذي خلقنا الله عليه، ألا وهو إنشاء الأسرة المؤلفة من الأب والأم والأبناء والبنات وفي كل الأديان ويكون هناك أب يعمل ويسعى ويقدم لأسرته طوال حياته وهو سعيد بما يفعل ويخشى بل ينزعج ويتألم إذا قصر في شيء في أي يوم من الأيام، وكذلك الأم، ومعروفة الأمومة الإلهية، وكل حرصها من لحظات الحمل الأولى والتشفير الإلهي الذي يجعلها تفرح وتسعد وتحمل وتنجب وهي في هذه الحالة من السعادة والفرح!.
إذن فالأسرة هي التي يجب أن تكون أصغر خلية في حياة البشرية والإنسانية وليس الفرد سواء كان ذكراً أم أنثى، وذلك لأن تفتيت الأسرة إلى أفراد يجعل من السهل التحكم بالأفراد كما يريد ويخطط أعداءنا وأعداء الشعوب وأية عصابات أو أعداء آخرون أي التحكم بالفرد على حدة، ولا حول له ولا قوة، وخاصة إذا كان في سن صغيرة وتوجيهه عكس مصالحه ومصالح شعبه! وهكذا تكون النصيحة اليوم أنه إذا تعلم الشرق الكثير من الغرب من حضارته وتطوره الاجتماعي وصناعاته وعلومه فإن على الغرب كله أن يتعلم من الشرق المحافظة على الأسرة كاملة موحدة وإلى آخر عمر كل فرد فيها لأن الأسرة هي أصغر خلية في البشرية والإنسانية وليس الفرد وبهذا يستطيع الغربان الأمريكي والأوروبي أن يحافظا على هذا التطور العلمي والحضاري والصناعي والحقوقي الذي يعيشونه.. وفي الوقت نفسه بشكل إنساني عظيم وجميل وأبدي ومستمر أيضاً!.