ثقافة

الديوان السوري المفتوح: نتاج يجمع العقول النيرة.. وسجل يحمل اسم الوطن

” “الديوان السوري المفتوح” هو العمل الأدبي الوحيد الذي انطلق ليرصد الحالة السورية الراهنة بشكل أدبي توثيقي، يتناول الحدث ببعد تاريخي ورؤية توثيقية بشكل وجداني إنساني دون أدلجة أو تسييس” بهذه الكلمات افتتح الزميل داوود عباس رئيس فرع اتحاد الصحفيين في اللاذقية وطرطوس المنتدى الثقافي معرفا الديوان السوري المفتوح والشاعر حسن إبراهيم سمعون المؤسس والمشرف العام عليه ومعينة عبود المنسق العام للعلاقات العامة وعضو هيئة اختيار النصوص وترجمتها.
بدوره ذكر الشاعر حسن سمعون أن أهم أعماله (إمضاء على الشاهد ،الأفق المكسور، ومقامات التاسوعاء)وله دواوين شعر مشتركة مع شعراء من الوطن العربي منها (قصار الصور وألياذة النور) وكتب مسرحيات شعرية (الزئير والحذاء) وله مجموعة قصص صغيرة بعنوان (المهجر) وأبدع في مقالات أدبية وأماسي شعرية وهو المؤسس والمشرف العام على الديوان الألفي على مستوى العالم والوطن العربي (ألف قصيدة لفلسطين) لكن الشاعر سمعون أكد أن العمل الأهم بالنسبة له على الإطلاق هو الديوان السوري المفتوح والذي جاءت فكرته انطلاقا من الغيرة على الوطن المتألم والنازف، وأبنائه الموجوعين وحضارته والحاجة القصوى  للقيام بما يخدم الوطن الحبيب ومجابهة الحرب الظالمة والوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري ورصد الأحداث وتوثيقها بالشكل الأدبي، وانصهارنا مع تلك الجروح للارتقاء بالمصلحة الجماعية العامة إلى الخير والعطاء. وكان النتاج هذا العمل  الذي جمع العقول النيرة وصاغ سجلاً تنقش على صفحاته قصة وطن، ‏ وهو عمل أدبي تطوعي ملتزم بالحالة السورية الراهنة، غايته الدفاع عن سورية ضد ما تتعرض له من تآمر وتخريب وتدمير وإظهار الدور السوري التاريخي في القضايا العربية والعالمية والثقافية والفكرية والحضارية، والإشادة ببطولات جيشنا العربي السوري.
وأضاف الشاعر سمعون: في خريف 2013 خطرت لي فكرة الديوان السوري المفتوح كجواب لسؤال عن دوري في هذه الحرب الكونية التي تهدف إلى اقتلاع الهوية السورية التاريخية والحضارية وتفتيت المنطقة وتجزئتها، فكانت الفكرة أن نكتب قبل أن يكتب المزورون للتاريخ، وأن نرصد الحدث بلحظته ونوثقه أدبيا، واستغرق تبلور الفكرة ثلاثة أشهر وكان لدي تصور كامل وخطط لآلية العمل وغايته وطبيعته، فبدأت بالتواصل مع الأصدقاء في سورية والوطن العربي بكل الوسائل المتاحة حيث لاقت الفكرة ترحيبا وتشجيعا وتطوع من تطوع حبا بسورية، وبعد المتابعة والتراسل وتقديم الاقتراحات تم تشكيل هيئة الإشراف على الديوان السوري المفتوح، وقوامها حوالي خمسين أديبا وأديبة من مختلف أنحاء الوطن العربي، وزعت على لجان متخصصة للإشراف على مسيرة الديوان، الذي ربما يكون العمل الأدبي الوحيد حتى الآن الذي انطلق ليرصد الحالة السورية الراهنة بشكل أدبي توثيقي، فالشعر ديوان العرب وديوان الأمم وثمة أعمال أدبية على مر التاريخ حفظت مآثر أدبية كالالياذة والأوديسة، هوميروس الذي خلد حروب الإغريق والطرواديين، وكالشاهنامة التي حفظت شيئا من تاريخ الفرس وكالماهابهاراتا والرامايانا اللتين حفظتا الكثير من تاريخ وفلسفات الشرق الأقصى وغيرها الكثير. وربما ما ورد في هذه الملاحم والسِيَر من أحداث تاريخية تسلل إليها اعتراضيا وليس كحالة تأريخ مقصودة بذاتها من الأديب. وديواننا السوري الذي نحن بصدد الحديث عنه الآن يتابع سمعون- مختلف بفكرته وغايته عن كل الأنطولوجيات والسير والتراجم التي تجمع وتفهرس وتحلل بعد وفاة الكاتب، أو بعد الحوادث التي حدثت بسنوات. فالديوان يتناول الحدث أدبيا ببعد تاريخي ورؤيا توثيقية قيل أن يزور الوضّاع ما يحصل والشاعر ليس مؤرخا أو جغرافيا لكنه يتناول الحالة بشكل وجداني إنساني، بعكس بعض الساسة والمؤرخين ورجال الدين وترصد ريوع الديوان (إن وجدت) لأسر الشهداء والجرحى، ورفد المكتبة السورية والعربية وربما العالمية بعمل أدبي جديد. وأضاف: إن القيمة المضافة هي الاستثمار الإيجابي والبناء لهذا الفضاء المفخخ بالتقنيات التكنولوجية من وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وغيرها واستغلالها لصالح الدفاع عن سورية ضد هذه الحرب المجنونة.
وعن شروط المشاركة في الديوان قال: «نحن نقبل في الديوان أي عمل أدبي يشاركنا عشقنا لسورية الحضارة والتاريخ والفكر والهوية والانتماء والدفاع عنها ضد الهجمة المجنونة التي تشن عليها، ويساند خطها المقاوم ويدعم صمود جيشنا العربي السوري، ويجب أن تستوفي المشاركة الشروط الفنية واللغوية لكل لون أدبي، وأن تخلو من كل قدح وذم يتناول مقدسات ،أو رموز دينية ،أو طائفية ،وأن تبتعد عن الشخصنة لأن سورية أكبر من الأشخاص والأحزاب والطائفية والعنصرية والفئوية، وأن تتضمن المواد الأدبية توصيف ورصد الحالة السورية الراهنة وإرهاصاتها السياسية والعسكرية الاجتماعية والنفسية والمادية والإشادة ببطولات شعبنا وجيشنا تحت راية علمنا الوطني. ويحق للشاعر الاشتراك بقصيدتين كحد أعلى وتكون القصائد بالشعر العربي الفصيح والموزون بشكليه العمودي والتفعيلي وترفق المشاركة باسم البحر، والشعر العربي الفصيح غير الموزون كقصيدة نثر، أما المشاركة في القصة القصيرة والقصيرة جدا فبإمكان المتقدم المشاركة بثلاث قصص عدا المشاركة الشعرية وترفض كل قصيدة فيها أكثر من خمسة أخطاء لغوية وعروضية ولا تثبت في الديوان، أما بالنسبة لطول القصائد يجب أن تكون ضمن المعقولية والموضوعية.
وبينت “معينة عبود” المنسق العام للعلاقات العامة وعضو هيئة اختيار النصوص عن سبب انضمامها إلى “الديوان السوري المفتوح” بالقول: انضممت إلى هيئة الديوان لثلاثة أسباب: الأول هو نقاء وعمق الشاعر حسن الذي أطلق فكرة الديوان،وهاتان صفتان أساسيتان لنجاح رسالة كبيرة بحجم التوثيق لمرحلة مهمة نعيشها الآن،أما السبب الثاني فهو فكرة التدوين وهي شبيهة بالفكرة التي كنت أعمل عليها في توثيق الأحداث ومنتجتها سينمائياً كشاهد عصري بصري عبر الزمن، لكن من وجهة نظري الكتابة الآن هي الأهم، خصوصا أن مشروع الديوان مفتوح على كل الجنسيات والأطياف البشرية في كل أنحاء العالم ،وهذا بحد ذاته استبيان مهم لمشروع توثيق بصري سينمائي كبير في المرحلة القادمة ،أما السبب الثالث وهو الأهم ويتضمن من رسالة وهو”الديوان، السوري، المفتوح” حيث العبارات الثلاث التي حملت حملت اسم المشروع ودلالاته الواسعة على أبواب كثيرة. وذكرت عبود أن الجزء الأول من الديوان السوري المفتوح أنجز وهو الآن قيد التنضيد والتحضير للطباعة ، ويضم العديد من النصوص الأدبية من الشعر والقصة القصيرة وأغلبها كانت مشاركات سورية وعربية وتزيد عن 200 مشاركة.
عائدة أسعد