ثقافة

نجوم العرب أم نجوم شركات الاتصالات!؟

ماذا دهى نجوم التمثيل والغناء في الوطن العربي؟ ما الذي يدفعهم إلى المشاركة في برامج مستنسخة عن برامج ترفيهية أمريكية بأذرع صهيونية كما صار معروفا، لا هدف إلا الخبيث منها ومن ظهورها السرطاني على الشاشات الفضائية النفطية منها بوجه خاص!.       نستطيع أن نفهم ولو على مضض، بعد أن رأينا ماذا حل من إهمال بمن أصبح نجما في تلك البرامج لينطفئ تماما دون أن يترك أي أثر بعد أن تم تدجينه في تلك الأقفاص المذهبة، ببساطة لأن الساحة ليست ساحته بوجود مافيات الغناء والتمثيل والفن، وما يحكم بقاء نجوم البعض منهم لامعة، ليس الموهبة الفذة بل شؤون أخرى، ولأن الجمهور الذي صَوتّ لهم في تلك البرامج،عاد ليصوتّ لغيرهم في برامج أخرى.
نستطيع أن نفهم شابا أو فتاة لديها موهبة في الغناء أو الرقص أو التمثيل أو حتى المشي على الحبال مع تقشير البطاطا، وهي  بحاجة لفرصة  تمنحها شركات الاتصالات للنجم أو النجمة التي ستكشفها حركة الاتصالات اللائبة من متابعي ذلك المشترك أو مشجعي تلك، أما انتم يا نجوم ساعات البث الطويلة ما الذي ترومونه من مشاركتكم في برامج تذهب فيما تذهب إليه في تسطيح العقل الشاب العربي، وجعله منغمسا في ملذة أحلام الوصول السريع إلى النجومية، متناسيا إنه على أهل قدر العزم، ذاهلا عن من جد وجد، متنكرا لكل القيم والمثل التي تربى عليها العربي كمسلمة لا تقبل المقايضة، وما النتيجة؟ ها نحن نرى بأم العين ما الحال التي صار عليها الشباب العربي، جيل بأكمله يضيع منا،قسم منهم يريد أن يصبح عمر أو مايا دياب، والقسم الآخر أبو السنحنح الليبي أو القعقاع التونسي.
هجرات فنية جماعية  لنجوم العرب الأشاوس مما برعوا فيه وأحبهم الجمهور وهم عليه إن كان في التمثيل أو الغناء، ليصبحوا حكاما شكليين على مواهب حائرة تعتبرهم القدوة، حتى سرت نكتة طافت مواقع التواصل الاجتماعي وهي عبارة عن صورة حُشر فيها كل النجوم الذين تحولوا إلى حكام، وكتب تعليق على الصورة: إن كنتم أنتم كلكم هنا فمن يغني ومن يمثل ومن ومن؟
رقص النجوم، دويتو النجوم، طبخ النجوم، ويمكننا أن نضع أي مفردة قبل “النجوم” مهما كانت غريبة وشاذة، لنرى لأولئك النجوم كيف يتحولون من شخصيات شَخصتّ فيما شَخصتّ ببعض أعمالها الدرامية حيوات عظماء في الأدب والفن والفكر،إلى إما أن يرقصوا على وقع البريك دانس بثقل وحركات مضطربة، أو يذهبون نحو التباري في تقليد ذلك الفنان أو تلك الراقصة عربية كانت أم أجنبية! ومنهم من هجر الغناء وذهب ليجلس خلف طاولات التحكيم وهو يعلم تمام العلم أن دوره فقط في هذا الظهور هو للترويج الإعلامي للبرنامج وحث “الفانز”على تكثيف التصويت.
كيف سيصدق النشء الذي يراكم هنا ويراكم هناك في الأعمال التي قدمتكم باحترام للناس، كيف سيصدق أنكم أصحاب رسالة في الفن كما تدعون “يستحيل أن يخلو حديث صحفي أو تقرير تلفزيوني مع نجم أو نجمة ما من جملة شهيرة يتشدق بها قائلها: الفن رسالة! كيف سيصدق ممثلة لبنانية مرموقة عرفها بإذنه قبل أن يعرفها في عينيه، شاهدها على المسرح قبل أن يغريها التلفاز بألعابه المادية، كيف سيصدقها وهي تقدم شخصية امرأة مناضلة ضد الظلم والعدوان والتفوق الذكوري، وهاهي أمامه الآن ترقص في برامج للهواة،مشرعنة لجمهور من الفتيات أحلاما أخرى غير التحصيل العلمي الذي سيخلصها من نير المجتمع الذكوري الذي تدعي أنها تئن من فرط قسوته، لتذهب عوض الجامعة إلى طبيب التجميل، وبدل أن تمتلك مفتاح حريتها التي تنشدها ليل نهار، تترك حالها رهينة للاتصالات التي ستجعلها نجمة!