باقة شكر وفوح عطر
القنيطرة- محمد غالب حسين
أيها المعلم.. مبارك بالخير
يرتعش الفؤاد أمام إيحاءات الخصب هذا الصباح، أمام من يقطف ثمار الشمس، ويهبها رقائق نور على مائدة العلم، أمام من يجري بمياهه زاخراً بالعطاء، فلا شح ولا نضوب، يمنح الخضرة نسغاً استمراراً للنماء.
هذا الصباح يجود النهار بأنواره، فتتلألأ ابتسامات البراعم البيضاء، تنبض شرايين الأرض بالمحبة، يشع وجه الكون بشراً وتفاؤلاً، فينتشر عبق الشذا ويفوح الأريج، ويغدو الأثير بهيجاً مجدداً موسم الفرح.
هذا الصباح الميمون من آذار.. آذار الزهر.. آذار المعلم.. آذار العطاء.. ثالوث النقاء والثراء.
تهل الأيدي الغضة الطرية، محملة بالورود من شرفات الأشجار، تتوافد لمشرق النور، تتسابق لمورد الأنس، كاليمام يرفرف الطلبة بأجنحتهم البيضاء، السحرية والمنسوجة من سحب البراءة والصفاء، وألوان الربيع فوق ثغورهم، وقلوبهم استحالت قيثارة ترتعش أوتارها شدواً يرتل الإعجاب والإكبار، لمن يغرس بذور القيم والفضائل، المبادئ الخيرة، والشمائل الحسنة في النفوس البكر، هادفاً مخططاً لمنحها الحصانة والمنعة لمواجهة المستقبل بفعالية وثقة مستقرة بأمان.
هذا الصباح، أيها الأمين الصادق،أيها المعلم الصدوق، يامن تحمل الأمانة وديعة غالية ثمينة، يوصلها راضياً ملبياً، حسبه البذل والدأب والوفاء، يغرسها في أرضها، يحرسها، يرويها فتتفتح بفضله الأماني، وتزهر الآمال، يصبح عرقه مداداً يبعث في شجرة العمر ديمومة الاخضرار، يتغلغل كدفء الشمس في أعماق النفوس، يلون أولى الصفحات، ويستقر فيها، يفتح أول أبواب الحياة أمامها، يثري العقول البيضاء بجمال المعرفة ويقين العلم.
هذا الصباح في عيدك أيها المشعل الوقاد المتألق أيها المعلم، يحق لك، أن تزهو مبتسماً كالبيرق الخفاق في الأعالي، كما يليق بك.
فأنت الجبل الشامخ المرتفع، الشاهق العالي، وعلى قدر علوك أيها المعلم تكون مساحة قلبك، أكبر وأرحب، تتسع لجميع قطع الثلج الهاطلة من سماء الوطن الغالي.
فهنيئاً لك بشموعك العشر، المنيرة، المبدعة، والقادرة على أن تصوغ بعبقرية لوحات إنسانية ناطقة، ويوم تهتف الحياة، تكون لها الجواب الصحيح الدقيق الفعال..
وهنيئاً من القلب وسلاماً ونسيماً عليلاً لك يا باني الحضارات وباني العقول وحارس القيم والمبادئ والأخلاق السامية..
ودامت لك الذرا، مقاماً، ونعيماً ظليلاً أيها المعلم