ثقافة

في محاضرته “خبرات شخصية مع الكتاب وحقوق المؤلف” د. جبور: ضرورة الاهتمام بالملكية الفكرية عبر الهيئات الممثلة للمبدعين

كعادته لايدع د.جورج جبور مناسبة تمر دون أن يحتفي بالكتاب ويعبر بصدق عن عشقه وشغفه بذلك الأنيس، وفي هذه المرة اختار أن يحتفي بيوم الكتاب ويوم الملكية الفكرية معا ضمن محاضرته التي ألقاها في ثقافي كفر سوسة تحت عنوان (خبرات شخصية مع الكتاب وحقوق المؤلف)
في البداية تحدث جبور عن مناسبة يوم الكتاب الذي يصادف في الثالث والعشرين من نيسان في كل عام، وهو تاريخ ولادة الأديب شكسبير. وهنا تساءل لماذا اعتبر مولد شكسبير رأس الكتب، ولماذا لم يعتبر يوم نزول القرآن الكريم أو الإنجيل أو أحد الكتب التي تتحدث عن المساواة بين البشر هو يوم الكتاب. كما أشار إلى قضية أخرى خطيرة وهي مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ذات العلاقة مع الأمم المتحدة، وكان كارنيجي يرى أنه ليكون هناك سلم في العالم على الجميع أن يتكلموا لغة واحدة هي الانكليزية، لنقرأ وجود مايشبه محاولة تغليب الهيمنة البريطانية على بعض الأشياء التي تخص الأمم المتحدة.
كما تحدث جبور عن تجربته عندما كان عضوا في اللجنة التي كلفتها اليونسكو بإعداد كتاب جامعي في الملكية الفكرية، مؤكدا انه بالرغم من أن هناك تراثاً عربياً مهماً في الملكية الفكرية، إلا أن كتب اليونسكو لاتشير إلى ذلك، مشيرا إلى سعيه الدائم للفت الاهتمام لما قدمه العرب في هذا المجال.
كما تناول جبور التأثير الكبير لقضايا الملكية الفكرية في المجال السياسي وهنا قدم عدة أمثلة منها: ابتعاد جون بايدن عن الحياة السياسية عام 1987 مدة 20عاما بعد أن كان أبرز المرشحين للرئاسة من حزبه، وبعد أن ثبت أنه يأخذ خطاباته من خطابات رئيس حزب العمال البريطاني، وكذلك تنحي رئيس الجمهورية الهنغارية عن الرئاسة بعد انتهاكه لحقوق الملكية الفكرية. كما تناول جبور ضمن المحاضرة الحديث عن ثلاثة من مؤلفاته: الأول بعنوان الأب كميل اليسوعي رئيس تحرير مجلة المشرق، وهو كتاب  كتبه جبور بمناسبة احتفال الأب كميل بعيده الـ 80 ويتضمن مقاربة حروب الفرنجة التي كان جبور قد أرسل رسالة لقداسة الباب ليقدم الاعتذار لأحفاد ضحايا حروب الفرنجة. والكتاب الثاني يوم اللغة العربية الذي صدر عن دار البعث، وفي هذا المجال تحدث جبور عن اقتراحه أن يكون يوم اللغة العربية يوم نزول القرآن الكريم، وقيام د.محمود السيد فيما بعد بإرسال رسالة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبعد المناقشة تم إقرار الاحتفاء بيوم اللغة في الأول من آذار. أما الكتاب الثالث الذي تناوله جبور فعنوانه: ” الوقائع السورية” وقد نشر في عام 1993 وفيه يوجز ماجرى في العالم عبر عدة سنوات، وبالتأكيد لم ينس جبور أن يتحدث عن بعض الوقائع عندما كان عضوا في مجلس الشعب واحتفاظه بمحاضر الجلسات لتلك الفترة، مؤكدا على أهمية أن تنشر تلك المحاضر ليتمكن الجميع من أخذ فكرة عن كيفية سير المناقشات في المجلس. وختم جبور محاضرته بالتأكيد على أهمية الاهتمام بالملكية الفكرية من خلال الهيئات المختلفة الممثلة للمبدعين من اتحادي الفنانين والكتاب وغيرهما من الجهات الأخرى المعنية بهذا الشأن.
جلال نديم صالح