ثقافة

أكاديمية السينما في اللاذقية.. حلم يتحقق

بحضور رئيس جامعة تشرين الدكتور “هاني شعبان”، ومدير الأمانة السورية للتنمية  في المنطقة الساحلية “وسام خصروف”، ورئيس مجلس الشباب السوري في اللاذقية الأستاذ “غيث سلمان”، اختتمت “أكاديمية السينما في اللاذقية” المرحلة التدريبية الأولى من برنامجها في الفنون السينمائيّة، وتمّ توزيع الشهادات على الطلّاب، ثم أعقب ذلك عرض خمسة أفلام قصيرة من كتابة وتصوير وإخراج وإنتاج ومونتاج الطلّاب أنفسهم، تعاملوا خلال إنجاز تلك الأفلام مع المهارات التي تعلّموها طيلة شهرين من المواد النظرية، والتمارين المكثفة، مع شهرين من التصوير العملي، قام خلالها الطلاب بالتداول على وظائف الفيلم لفهمها جيداً، فالذي كان مخرجاً في فيلم، اشتغل مصوّراً في فيلم آخر، وفنّي صوت في فيلم ثالث، والذي اشتغل مدير إنتاج في فيلم، كان له دور في الكتابة في فيلم آخر، وهكذا.
حفل التخرّج، وتوزيع الشهادات، وعرض الأفلام جرى في قاعة المكتبة المركزيّة بجامعة تشرين.

أفلام الخريجين
أول الأفلام المعروضة كان “مو – جوع”، كتابة “وليم عبد الله” وإخراج “ندى القيّم”، تدور قصته حول صديقين في صف ابتدائي، واحد منهما يعاني الجوع العادي بمعنى الفقر، بينما الثاني من أسرة ثرية، ولكنه يعاني الجوع إلى حنان الوالدة المنشغلة عنه، يتقربان من بعضهما، وتنشأ بينهما صداقة بسبب التشابه في المعاناة، فينتهي بأن يقول الفقير: أنا جوعان، فيقول الثري، و«أنا كمان»، الصديق يقسم الكعكة الدائرية نصفين ويضع نصفاً على وجهه في إشارة إلى ضرورة الابتسام.
الفيلم الثاني “لثام” كتابة حلا خير بك، وإخراج سارة سليمة، يحكي عن سيّدة تُضطر للعمل في خدمة المنازل لتأمين حياة لائقة لأطفالها الثلاثة، تفعل ذلك بالسر فلا يعلم أبناؤها عن الأمر، ونرى في مشهد جميل كيف تلمحهم من الشرفة التي تقوم بتنظيفها، بينما هم عائدون من المدرسة ويسيرون على الرصيف تحت الشرفة، فتختبئ وهي تبتسم لهم بحنان، كل هذا وزوجها عاطل عن العمل، ليس ذلك فقط، بل يدخل في شجار معها لأن الطعام لا يعجبه، فيكسر الصحن وينهض غاضباً، فتخلع الخاتم في إشارة للانفصال، لكنّ شجاراً يقع بين الأبناء في اليوم التالي يدفعها إلى تغيير رأيها، فهي لم تستطع إيقاف الشجار إلّا بالتهديد أنها سوف تقول للأب، فترتدي الخاتم وتكمل عملها.
وعن “لثام” حدّثنا مدير إنتاج الفيلم  بشّار عبّاس: “قررتُ خوض التجربة مع الطلّاب لكي تكون فرصة تجريب عملي لمفهوم إدارة الإنتاج، وهو منهاج تقدّمه الأكاديمية، وتقوم الأستاذة هبة خير بك بإعطائه، الهدف الأوّل من مشاركتي للطلّاب هو أن يلمسوا كيف يُمكن تخفيض تكاليف الفيلم، فالأغراض اللازمة يُمكن استعارتها ولا يمكن شراؤها، وأيضاً الحرص على عامل الوقت، لأنّ هدر الوقت في التصوير يُعتبر من أكبر وأخطر أسباب الهدر والخسارة، فلكلّ ساعة تكلفتها.
الفيلم الثالث “لابتوب” كتابة ندى القيم ، إخراج قصي العيسمي، ويحكي قصة صديقتين في السكن الجامعي تفوزان بـ “لابتوب”، وذلك بعد أن «توصيها» على بطاقة أنترنت، وعندما تشتريها وتحك الرقم تكتشف أنها رابحة، المشكلة أن الصديقة التي جلبت البطاقة اعتبرت نفسها شريكة في الربح لأنها دفعت منها نصف الثمن عن طريق الصدفة، إذ لم تجد «فكّة» للألف ليرة فدفعت منها الباقي، تضطرب الصداقة، وتتحول إلى عداوة، تقرران بيع اللابتوب واقتسام ثمنه، لكنّهما تكتشفان أنّه معطل من المصدر لا يعمل، فتعود الصداقة من جديد.
الفيلم الرابع كان بعنوان: على سطح الجيران، كتابة سارة سليمة، إخراج إيفانهو مخّول، ويحكي قصة طفل وطفلة يلعبان “الحجلة” على سطح منزل الطفلة، تقوم اللعبة على أن أحد اللاعبين يغمض عينيه، بينما الآخر يصدر أوامره له باللعب والقفز على رجل واحدة ودفع الحجرة ضمن خطوط مرسومة بالطباشير، تمر طائرة فتنتبه لها الطفلة، وتبقى تصدر الأوامر بالحركة، فيقع الطفل بعد أن وصل إلى حافة السطح غير المسورة، وينتهي الفيلم بمشهد الطفلة وعلى وجهها كدمة من سقوط حدث للأسباب نفسها، وهي تأتي بالشاي للعمال الذين يبنون السور مع أثر كدمة على جبينها، ما يعني أنها تعرضت للموقف نفسه، واقتنع الأهل أخيراً ببناء حافة للسطح بعد عناد الأولاد على الاستمرار باللعب.
الفيلم الخامس “أنت” وهو من فئة “سايكو، كتابة كنانة سعيد، إخراج فيليب خوري، تتحدث قصة الفيلم عن شاب يصعد سطحاً لينتحر، فيجد شاباً آخر يريد أن ينتحر أيضاً في اللحظة نفسها، فينزعج لأنّه يريد أن يفعل ذلك بمفرده، وبعد حوار مع الشخص الآخر والانصراف، نكتشف أنّه الشخص نفسه، وأنه كان يحاور نفسه.
الطالبة بانة ماخوس التي تعمل الآن على إخراج “المفرش”، هو فيلم قصير، كتابة الطالب “جلال غطّاس”، وهو في معظمه خارجي، وتأخّر لأنّ تصويره أتى مع العاصفة “زينة”، قالت: أكاديمية السينما في اللاذقية حلم تحقق، لا شيء يعلّمك أكثر من أشخاص كل همّهم أن يعلّموك كل ما يعرفونه، ويفسحون لك المجال أن تجرّب وتتعلّم من الخطأ، واثقين بك وبطموحك.
بينما كتب الأستاذ غيث سلمان على صفحته كلمات قليلة، ولكنّها تختصر بالهدف والمضمون المبادرة التي أطلقها مجلس الشباب السوري، إذ قال مع صورة مرفقة تجمع الخريجين: «بكم نبني الغد الأحلى».
تمام علي بركات