ثقافة

بعد نجاح حفلات معهد صلحي الوادي الفنان محمد زغلول: الحفلات تقوي شخصية الطالب

بعد توقف عن إقامتها لمدة 3 سنوات شهدت مديرية المعاهد الموسيقية بشكل عام ومعهد صلحي الوادي بشكل خاص نشاطاً مكثفاً ومنظماً على صعيد إقامة الحفلات الداخلية لطلابها مؤخراً، ويبيَن الفنان محمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية ومعهد صلحي الوادي أن تلك الحفلات تقليد اعتاد المعهد أن يقوم به على مدار العام الدراسي، لكن ولأسباب لها علاقة بالظروف التي تمر بها سورية غابت لسنوات لتعود مرة ثانية بعد تحسن الظروف وإصرار المعهد على أن يقوم كل صف بعد الامتحان النصفيّ بإقامة حفلات دورية على خشبة مسرح المعهد الذي وقف عليه معظم الموسيقيين السوريين المشهورين اليوم.
ويشير زغلول إلى أن هذه الحفلات تقوي من شخصية الطالب كموسيقيّ وتجعله يكسر حاجز الخوف، إضافة إلى كونها حافزاً تشجيعياً لبعض المقصرين للاجتهاد أكثر، كما أنها أمر ضروريّ بالنسبة للأساتذة للوقوف على النتائج التي وصل إليها الطلاب خلال عملهم أثناء العام الدراسيّ، مؤكداً زغلول أن هذه الحفلات تخلق حالة إيجابية بين الأساتذة والطلبة والأهالي والإدارة، إلى جانب قيامها بدور كبير في تعريف الطلاب الجدد على الآلات الموسيقية المختلفة وسماعها بشكل جيد (وترية، إيقاعية، نفخية) بحيث يصبح لديهم فكرة عنها ليختاروا فيما بعد ما يريدون التخصص فيه منها، خاصة وأن معرفة الطلاب والأهالي بالآلات غالباً ما تكون مقتصرة على بعض الآلات الأكثر انتشاراً مثل الكمان والغيتار والعود، في حين أن هناك عدداً كبيراً من الآلات الجميلة التي يمكن أن يرغب بها الطالب لو تعرف عليها .

الآلة الموسيقية تتنافى مع السلاح
كما يبيّن زغلول أن هذه الحفلات لا تدخل ضمن الاختبارات الشخصية (علامات) إلا أنها فرصة حقيقية لتسليط الضوء على المواهب التي لا يمكن أن تتألق إلا في هكذا حفلات، وهذا بدوره يؤدي إلى تحفيز الرغبة عند الطلاب العاديين لبذل المزيد من الجهود بهدف المشاركة بهذه الحفلات، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه أساتذة المعهد في تحفيز الطلاب وتشجيعهم، مؤكداً أن المعهد يضم مجموعة كبيرة ومتميزة من الأساتذة الذين أثبتوا قدرة على التواصل مع الطلاب بشكل جيد، وقد تم اختيارهم بناء على معرفة زغلول بهم وبإمكانياتهم التي تؤهلهم للتعامل مع الطفل بشكل إيجابيّ، وهذا أمر غاية في الأهمية برأيه لأن الطلاب عندما يحبون أساتذتهم يقدمون أفضل النتائج.. من هنا يوجه زغلول تحية للكوادر التدريسية الموجودة في المعهد التي تعمل رغم المكافآت الرمزية التي تنالها والضغوطات التي تعيشها بكل ودّ ومحبّة بحكم انتمائها للمعهد، كما لا  ينكر زغلول أن المنهاج في فترة سابقة شكّل ضغطاً كبيراً على الطلاب والأساتذة، لذلك تمت إعادة النظر فيه بحيث قُسمت الدروس حسب الدروس الفعلية (تنظيم المنهاج وتوزيعه على الأيام الفعلية) مشيراً إلى أن معهد نجيب السراج في حماة كان آخر المعاهد المحدثة، وأن وجود هذه المعاهد الموسيقية ولا سيما في المحافظات خلق حالة اجتماعية موسيقية إيجابية بين الأهالي والأطفال، مؤكداً على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه هذه المعاهد في مواجهة الفكر الظلامي المتطرف لأن من يحمل آلة موسيقية في يده لا يمكن أن يحمل سلاحاً.

استمرار المعاهد  استمرار للموسيقا
وتعقيباً على زيارة السيد وزير الثقافة مؤخراً للمعهد يؤكد زغلول أن أ.عصام خليل شخص متابع لكل الفعاليات الموسيقية، وكل توصياته تصب في ضرورة العمل على بناء الإنسان من خلال الاهتمام بالطفل، مشيراً إلى أن تفهّم الوزير ورعايته الدائمة سهّلت العديد من الأمور وذللت الكثير من العقبات والصعوبات في سبيل استمرار معهد صلحي الوادي والمعاهد الأخرى لأن عدم استمرارها يعني عدم استمرار الموسيقا في سورية، وبالتالي عدم استمرار الحياة بشكلها الطبيعي، ويرى زغلول أن الطموح اليوم هو في تعويض النقص في الكادر التدريسيّ ومحاولة إيجاد كوادر جيدة وكافية لكل الآلات الموسيقية ورفد الفرق الموسيقية بهذه الكوادر.
وعن إمكانية توسيع البناء الذي أصبح صغيراً على الأعداد الكبيرة التي تتوافد على المعهد يعترف زغلول أن توسيع البناء أمر ليس سهلاً، واستبداله أصبح أمراً صعباً، لكن ولتخفيف الضغط عليه جاءت فكرة إنشاء مراكز تابعة له في مناطق مختلفة من دمشق وهي مزودة بالكوادر المناسبة وبالآلات الموسيقية، وقد استطاعت بالفعل تخفيف الضغط على المعهد، والجميع سعيد بالنتائج الجيدة التي حققتها منذ إنشائها، مبيناً أن الإدارة في معهد صلحي الوادي تأقلمت مع حال البناء اليوم من خلال تنظيم القاعات حسب الأيام.

موسيقا حجرة قريباً
ومن المشاريع الجديدة التي أخذ المعهد بالشروع فيها يبيّن زغلول أن أولى هذه المشاريع كان إنشاء كورال المعهد وهو أمر ضروري ليتعود الموسيقي الصغير على الغناء الجماعي بشكل صحيح، منوهاً إلى أن لدى المعهد حالياً فكرة لإنشاء فرقة موسيقا حجرة، وهو بصدد إقامة دورة لمن يرغب بالتقدم لفحص القبول إلى المعهد بهدف إعطاء الفرصة للجميع، مبيناً أن الخضوع لهذه الدورة لا يعني حتمية قبول الطالب في المعهد لأن فحص القبول هو الذي يحدد ذلك لا الدورة، موضحاً أن هذه النشاطات والمشاريع وإن كانت تتطلب الكثير من الوقت والجهد إلا أن المعهد سيكون سعيداً بهذه النشاطات التي تعيد الحياة لدمشق وسورية.

كل طفل لديه موهبة
ولأن معهد صلحي الوادي معهد تربوي وفني وتنظيمي لا يخفي زغلول أن إجراءات المعهد صارمة اتجاه تقيّد الأهالي والطلاب بقوانينه التي تراعي صالح الطالب بالدرجة الأولى وتهيئة الجو الملائم لحسن سير العملية التدريسية، ولا ينكر في الوقت ذاته أنه وجد تعاوناً كبيراً من قبل الأهالي ويتمنى أن يتعزز هذا التعاون بشكل دائم لما فيه مصلحة الجميع، مذكّراً الأهالي في الوقت ذاته أن كل طفل لديه موهبة، ودورهم يكمن في تنميتها، مع ضرورة منح الطفل حرية اختيار الآلة التي يحبها بعيداً عما يريدونه هم، خاصة وأن المعهد عبر العام الدراسيّ يقوم بتعريف طلاب التحضيري على معظم الآلات الموسيقية، ويتمنى زغلول من الأهالي العمل على مساعدة الإدارة في تعزيز ثقة الطالب بنفسه بالاعتماد على نفسه داخل المعهد، خاصة وأن الإدارة مسؤولة عن الطفل داخله في ظل وجود موجهات يتابعن ويراقبنَ حركة الطلاب والعملية التدريسية، منوهاً إلى أن باب الإدارة في المعهد مفتوح أمام الجميع، داعياً الأهالي للتوجه إليه في حال وجود أية مشكلة وتقديم أي اقتراح.
أمينة عباس