ثقافة

الأديب والشاعر عبد اللطيف محرز مكرماً في ثقافي طرطوس

قامة وطنية وعلمية وثقافية واجتماعية وأدبية الأديب عبد اللطيف محرز ولد عام 1932 في قرية بيت ناعسة في منطقة صافيتا، وحصل على إجازة في التاريخ من جامعة دمشق وكُلف بالعديد من المهام السياسية والإدارية. حصل على العديد من الجوائز وبراءات التقدير من مؤلفاته (أناشيد الحياة، حقائق وأوهام، الإنسان في ظلال القرآن……) كرّم في المركز الثقافي في طرطوس ضمن حفل أقامته مديرية الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي.
وبيّن الأديب محرز في تصريح لـ “البعث” أنه شيء جيد أن يكرّم الأديب في حياته فهذا يشكل له حافزاً ودافعاً على المثابرة والاستمرار في العطاء، لافتاً إلى أنه بالرغم من كبره سيستمر في الكتابة لأجل الوطن والإنسان، آملاً أن تتجاوز سورية المحنة التي تمر فيها.
وفي شهادة قدمها د. أحمد عمران الزاوي قال: تمتد على مدى بصري خمائل الفكر المحرزي من شعر أنيق صك له خدود السماء، ونسر جاور دهاقين الأفذاذ أقدمين وحديثين، في الشعر قدم عشرة دواوين، أما في النثر فهو ناثر كبير، مبيناً أن تكريم العلماء وأرباب الفكر هو تكريم لنا إذ يبقى نهر الثقافة متدفقاً على الدوام.
وأشار الأديب محي الدين محمد في كلمة اتحاد الكتاب في طرطوس إلى أن الشاعر دخل فضاء القصيدة السري عبر زمنيها الأول والثاني، لتكون كل المحطات قد وصلت عتبات الرؤية واكتسبت معها الأشياء المولودة قيمة إبداعية في بناء النص الشعري الملتزم بقضية وجودية، لافتاً إلى أن الشاعر نقَّل خطاه بين هنا وهناك بإهاب روحي عاشق للحياة، وكأنه يود أن يهزم كل الطقوس الباردة تحت قوسي الليل والنهار، ليستولد من الشعر ثقافة أخرى تلغي معها شارات السواد وتعاويذ الضلال التي تنذر العرب بكارثة العصر الأخيرة.
أما غازي ديب نقيب المعلمين في طرطوس فخاطب الأديب محرز قائلاً: كنت رجل التعليم المخلص ورجل الأدب والشعر، ضحيت بمالك واستقرارك وأسرتك من أجل بلادك وطلابك. أنت من علّم النشء كيف يقاتل ويقاوم ويصافح، وكيف يمسك القلم ويكتب ويردد أحلى معاني الحب والعطاء، مضيفاً: إننا إذ نتوجه بالتكريم إليكم إنما نتوجه إليكم بالتحية والتقدير والاحترام لمرحلة من مراحل عطائكم،  تميزتم بالتضحية ونكران الذات في سبيل أداء الأمانة وبلوغ الرسالة.
ولفتت الأديبة دعد ديوب إلى أن الأديب محرز شاعر يحترم الحرف ويؤمن أن الشعر شمس الروح، وهو قامة إنسانية أخلاقية تفرض احترامها، شغله هم الفقراء وحضن همومهم، ولم يبعده ذلك عن عالم حواء فكانت له حدائق زاهية في قصائده لم يتعامل معها كجسد ومفاتن بل احترم إنسانيتها واعتبرها نداً يريد أن يبني معه مستقبله وحياته.
وأوضح الأديب صالح سلمان أن التكريم هو دليل على مكانة الشاعر الأدبية والفنية من جهة، وأن للأدب دوراً ريادياً مهماً في المجتمعات والحياة عموماً من جهة ثانية، وأن هناك من يرى هذه الرؤية من حيث أهمية الكلمة ودورها، وهو في موقع القرار فيعمل على تشجيع أصحابها ومبدعيها وتكريمهم من جهة ثالثة، وهذا دليل صحة.
وقال المحامي نديم الكنج في شهادته: في مجلس الشعب ظهرت للعلن شاعرية “أبو نزار” وإن جاءت متأخرة فهي مبدعة وجذابة، وكان أول نتاجه ديوان (العصفور الأخضر) ثم تتالت دواوينه شعراً ونثراً بغزارة مميزة بعد أن تفرغ كلياً لهذا المجال فأهله عمله لترؤس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس، فأحسن العمل والأداء. وأضاف: إن تكريم الأحياء من المتقدمين والمتفوقين في المجتمع هو تجديد لحياتهم ودافعاً للعطاء. وبالتالي هو من الفضائل التي يجب أن تبقى لأن في تكريمهم تكريماً للوطن وتشجيعاً للأجيال القادمة.
تخلل حفل التكريم عرض فيلم قصير عن حياة الأديب المكرم من إنتاج وإخراج المحامي ياسر محرز وعرض شهادة مصورة  بالشاعر من قبل القاص مالك صقور عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب.
وحضر التكريم الرفيق غسان أسعد أمين فرع طرطوس للحزب وصفوان أبو سعدى محافظ طرطوس وعدد من أعضاء قيادة الفرع ومجلس الشعب ورجال الفكر والأدب وفعاليات رسمية وشعبية.
طرطوس – رشا سليمان