ثقافة

“باب الحارة ج7” يحقق حضوراً جماهيرياً مميزاً

بقي باب الحارة في جزئه السابع العمل الشامي الأول رغم وجود عدة أعمال تنافسه، إذ استحوذ على متابعة الشريحة الكبرى في الوطن العربي لما حمله من مضامين وطنية وإسقاطات مباشرة ورسائل خفية يستشفها المتلقي من بين المشاهد والحوارات، والتي تؤكد أنه ليس بمنأى عن الواقع الذي نعيشه وعن الأحداث التي تمرّ بها سورية. فعبْر حكاياته الاجتماعية الموظّفة بحبكة محكمة متشعبة في كثير من الخطوط التي طالت الشخصيات وغيّرت مصائرها، وفي الوقت ذاته عكست إسقاطات مباشرة تمثل التصدي للعدو الخارجي والوقوف في وجه محاولات اقتتال أبناء الحارات في الوطن الذي حارب الفرنسيين وانتصر عليهم، وتؤكد رفض الإملاءات الخارجية التي تتدخل باختيار زعيم الحارة، بدا هذا واضحاً في أحد المشاهد التي تجمع بين بعض عضوات الحارة والكومندان ويحتد أبو كاسم قائلاً “زعيمنا نحنا منختاره وأمورنا الداخلية منحلها وحدنا” وفي التمسك بشخصية الزعيم (أبو عصام) الفنان عباس النوري الذي جسد الدور بأداء ملفت رغم كل المحاولات المغرضة التي يقوم بها بعضهم لإبعاده عن الزعامة.
كما أثار المخرج قضية هامة تتمثل بشخصية (أبو ظافر)-الفنان أيمن زيدان الذي حقق حضوراً قوياً في باب الحارة- والذي يحاول انتزاع الزعامة من (أبو عصام ) بفرض وجوده في الحارة والمساهمة بحل مشاكلها وإثارة الفتن حوله بالتشكيك بسلوكياته إثر زواجه من ناديا التي كانت تعمل مع المخابرات الفرنسية رغم موتها، لكن حينما يوضع على المحك يرفض التعاون مع الكومندان وخيانة الحارة التي ترمز إلى سورية. كذلك تراجع الزعيم (أبو النار) عن معاداته الزعيم (أبو عصام) بعد افتضاح أمر ناديا رغم قطع علاقتها مع الفرنسيين ورفضها ترك الشام وقرارها بأن تموت وتدفن في أرضها، لأنها أدركت ماذا يعني أصحاب حق، وفهمت الإحساس المشترك الذي يوّحد أبناء سورية للدفاع عن وطنهم، نابذاً كل العداء بسبب اختلاف الرأي مستحضراً صور الماضي المشرق بتصديهم جميعاً للاحتلال الفرنسي.
والإسقاط المباشر الذي اتضح أيضاً بين المشاهد تمثل بإقحام خط درامي جديد إلى الدراما السورية من خلال التطرق إلى حارة اليهود، والإشارة إلى التعايش السلمي بين المسلمين واليهود كأقلية دينية بعيداً عن الحركة الصهيونية الغاصبة وتكرار وجود الكنيس كمكان ديني، وظهور الحاخام بعدة مشاهد ومحاولته وقف الفتنة ودرء الأخطار بين حارة الضبع المسلمة وحارة اليهود وإثبات براءة اليهود من حرق الحارة، إثر علاقة حب ربطت بين العكيد معتز وسارة ابنة الحكيم موسى -الفنان جهاد سعد- وهروبها من منزل عائلتها ومن حارتها ولجوئها إلى منزل (أبو عصام) لتتزوج من معتز، ولتجر هذه العلاقة الكثير من الويلات على الحارة، يستغلها العدو الحقيقي هلال القادم من دوما والذي يحاول استغلال (أبو عصام) لادعائه خروجه من المشفى بأوراق أبيه ومن ثم الانتقام منه بإحراقه الحارة فيتصدى أبو عصام وعضوات الحارة وشبابها لإعمارها من جديد بتعاونهم المادي والمعنوي وإشراك المرأة السورية في عملية التنمية وبناء الحارة  بمشاركة سعاد أم عصام رمز للمرأة السورية القوية وابنتها دلال بمجوهراتهما. والتركيز على باب الحارة كعنوان لاستقلالها ووحدتها الوطنية والتفاف أبنائها حول زعيمها والدفاع عنها بكل السبل.
وفي منحى آخر أثار المخرج قضايا اجتماعية جديدة من خلال تصاعد الأحداث مثل طلاق فريال من الزعيم (أبو النار) الذي يمارس حق الطلاق في أبسط الأمور لإظهار هذه السلبية التي مازالت موجودة في مجتمعنا .
ويبقى باب الحارة موارباً لجزء جديد فهل يفكر الملا الذي امتلك مفاتيح ومفردات البيئة الشامية بذلك؟
ملده شويكاني