ثقافة

إضاءات عالمية وإشراك الإعلام السوري في الشأن السينمائي المحلي في “الحياة السينمائية “

“لقد حاولت الكولونيالية أن تمرغ الحضارتين الأفريقية والعربية في الرمال خلال عدد من القرون، وتحاول الإمبريالية أن تدمّر شخصيتنا، ولكن شخصيتنا ستبقى لأن شعوبنا تقاتل من أجلها، وعلى كل السينمائيين أن يكونوا مع شعوبهم في ذلك القتال وأن يعملوا كثيراً،وأن يكونوا قريبين من الناس ولا يفكروا في حدودهم ،إنها فقط الوسيلة الوحيدة كي نثري شعوبنا في المقام الأول وكي نقدم إعلاماً كافياً عن قضايانا لبقية الشعوب في أنحاء العالم” هذه العبارات جاءت ضمن صفحات العدد الجديد من مجلة الحياة السينمائية (87) من الحوار مع المخرج “ميدهوند وعبيد” الذي طوّر السينما الأفريقية محاولاً إظهار الحياة اليومية للأفارقة في اصطدامها بعملية الاضطهاد الطبقي ،وبحث عن شكل سينمائي مستمد من التراث الأفريقي في البحث عن سينما قومية مخالفة للسينما السائدة ،وركز على دور الجمهور في الحكم على الفيلم .
تميّز العدد الجديد من المجلة الفصلية الصادرة عن وزارة الثقافة –المؤسسة العامة للسينما بتشاركية العرض والحوار والتحليل في إضاءات على تجارب السينمائيين العالميين،والتعريف بجوانب جديدة من السينما الهندية والنرويجية ،إضافة إلى التركيز على الشخصيات بما يشبه البورتريه ،وأفردت مساحة كبيرة للمتابعة العالمية لمهرجان “كان” وللإنجازات المتعلقة بالشأن المحلي تميّزت بإشراك الإعلام السوري بالرأي ،والعودة إلى سينما الماضي ،كما خُصص فصل لخصائص اللغة السينمائية.
جاءت الكلمة الأخيرة بقلم رئيس التحرير المدير العام للمؤسسة الأستاذ محمد الأحمد تحدث فيها عن الأفلام التي أنتجتها المؤسسة ،وتناولت جوانب مختلفة من نشاط وعمل جيشنا الباسل،لكنها كانت أفلاماً تأخذ مشاهد جزئية مقطعية من حياة هذا الجيش ،أما  فيلم “مسيرة وطن” فهو عمل كبير متكامل يأخذ مسار القوات المسلحة منذ أيام الشهيد يوسف العظمة ،وما قبله حتى الصمود الأسطوري الرائع الذي يبديه جنودنا البواسل في معركتهم مع الإرهاب الدولي.
بدأت صفحات المجلة بما يشبه الافتتاحية بكلمة الناقد محمد الأحمد عن إنجاز سيرجيوليوني تحفته البعيدة فيلمه “حدث ذات مرة في أمريكا” بعنوان “أفلام حياتي” ورأى أنه يتغلغل بأعماق كثيرة منها الروح الغائبة والغد المنتظر والآمال الجسام التي تنطوي بفعل زمن متبدل يقول كلمته في النهاية.
في الفصل المتعلق بالشأن السينمائي المحلي عرض الباحث نضال قوشحة لمحة عن فيلم الرابعة بتوقيت الفردوس -إنتاج المؤسسة وإخراج محمد عبد العزيز –الذي أحدث كما كتب موجة صاخبة من الذين يعتبرونه فتحاً في آفاق السينما السورية ،وهم الأكثرية ،في حين رأت أقلية أن الفيلم يشكل خطوة تراجع في إنتاجات المؤسسة العامة للسينما ،وهناك قلة نادرة اعتبرت الفيلم مغلوطاً فكرياً وسياسياً،وتابع بأن في الفيلم الكثير من الجوانيات والتقاطعات الفكرية والوطنية ،وألحق برؤيته ما كُتب عن الفيلم في الصحف المحلية وبعض الصحف العربية “السفير والأخبار” وبعض المواقع بعنوان “الرابعة بتوقيت الفردوس إبحار في الحب أو الرفض”.
كما وثّقت المجلة تظاهرة مهرجان أفلام حديثة من الشركات العالمية بعنوان “مزيد من ألق السينما” على شكل ريبورتاج أعده أيضاً الباحث قوشحة تضمن ما كُتب عن التظاهرة في الصحف السورية وأورد مقتطفات من آراء الجمهور .وجاء فصل حوارات بقلم محمد كامل القليوبي وتضمن حواراً مع خوان أنطونيو وميغيل ليتين وميدهوند ،وأعد الباحث محمود عبد الواحد بحثاُ عن “توم هانكس” بعنوان “أريد لأفلامي أن تغيّر العالم نحو الأفضل” لخص فيه مراحل حياته متوقفاً عند عمله في السينما وإظهار مزايا أدائه التمثيلي من خلال أفلامه وصولاً إلى دوره القبطان فيليبس في فيلم (القبطان فيليبس)للمخرج بول غرينغراس والمأخوذ عن كتاب مذكرات القبطان ريتشارد فيليبس الذي تعرض للاختطاف من قبل قراصنة صوماليين،ومن ثم استعداده لتمثيل دوره في فيلم الجحيم 2016.
وربما تكون الأقرب هي المتابعة العالمية لمهرجان كان بدورته الثامنة والستين بعنوان “احتفاء بالمرأة والسينما الفرنسية” بقلم عمار أحمد حامد،أما شخصية العدد فكانت نجمة هوليوود ساندرا بولوك ترجمة محمد علام خضر .والفصل اللافت هو العودة إلى سينما الماضي من خلال سلسلة أفلام دريد ونهاد الجزء الأول بقلم بشار إبراهيم، إذ أورد فيه الباحث مجموعة من أفلامهما التي أًنتجت في الستينيات وصُوّرت ما بين سورية ولبنان وتركيا بصياغة شائقة معلقاً على المشاهد ومقارناً بين الأفلام ،منها :المليونيرة والصعاليك وغرام في استانبول.
ملده شويكاني