ثقافة

في حفل تكريم الراحل نهاد قلعي.. الوطن يكبر بمبدعيه

كعادتها شامخة ترنو إلى الشمس، هي سورية أرض الياسمين التي لاتنسى مبدعيها وإن غيّبهم الرحيل جسداً. 22عاماً مضت على رحيله لكن مكانه باق بإبداعه الذي استمر يرسم البسمة على وجوه محبيه، إنه الفنان الراحل نهاد قلعي باسمه الكبير ومكانته الفنية الرفيعة الذي استحق بجدارة التكريم الذي أقامته جمعية أصدقاء دمشق في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وعلى هامش الاحتفال كانت لنا بعض اللقاءات ووقفتنا الأولى مع د. سامي مبيض نائب رئيس جمعية  أصدقاء دمشق المؤرخ والمختص في تاريخ دمشق الذي أكد على دور الفنانين كصناع للوطن، ونهاد قلعي من جيل الفنانين الذين أسسوا لمشهد ثقافي امتد على مساحة الوطن والعالم، وقصة الراحل تشبه قصة دمشق، فقد مرض في قمة عطائه لكنه أصر على العطاء. وتابع مبيض في عام 2008 تم تكريم الراحل بوسام الاستحقاق من السيد الرئيس بشار الأسد، وفي تكريم اليوم سيسمى شارع باسمه في مدينة دمشق في حي المهاجرين، وكل الشكر لمحافظة دمشق على استجابتها لذلك. وختم مبيض بالتأكيد على أهمية استمرارية نهج التكريم والانطلاق نحو الكثير ممن يستحقون التكريم والأهم تكريم هؤلاء المبدعين وهم على قيد الحياة.
وتوجهت  ابنة الراحل مها قلعي بالتحية والشكر لمن كرموا وحضروا التكريم كما تحدثت عن العديد من الجوانب الإنسانية في شخصية والده وذكرت بعض الشهادات لفنانين وكتاب في الراحل. وتوقفت قلعي عند بعض المحطات والمواقف التي تؤكد مدى حب الناس لنهاد قلعي كفنان وإنسان.
وكان لنا محطة مع الفنان دريد لحام رفيق درب الراحل والذي بيّن أهمية إقامة مثل هذه المناسبات ليبقى المبدعون الكبار في البال، وأكد لحام المكانة المهمة التي كان الراحل يحتلها في نفسه بقوله: برحيل نهاد قلعي رحل معه نصفي وبقي معي نصفه لقد رحل جسداً لكنه بقي في ذاكرتنا وضميرنا الجمعي من خلال إنجازاته كمبدع.
بدوره حدثنا  المخرج مصطفى برقاوي الذي أعد فيلماً عُرض في المناسبة فقال: بدأت فكرة الفيلم مصادفة أثناء إعدادي لكليب في التلفزيون عن الراحل فاجأتني حينها صورة تجمع أبطال مسلسل صح النوم ونهاد قلعي ليس بينهم، هذه المسألة حركت في داخلي العديد من الأسئلة من أهمها: لماذا هضم حق هذا المبدع وهذا كان الدافع لإنجاز الفيلم الذي تم تصويره عام 2011 لكنه لم يعرض لأن الظروف التي كانت تمر بها سورية كانت غير مواتية. والآن شعرت أن الظروف مواتية لعرضه.
جلال نديم صالح