ثقافة

عالية النعيمي في الأوبرا دخـلـت عـوالـم فـنّ الـعجـمي بـورشـة عـمـل ومـعـرض

دخلت الفنانة التشكيلية عالية النعيمي عوالم زخارف فنّ العجمي والخطّ العربي الذي زيّن جدران المسجد الأموي وقببه وجدرانه،والمساجد والكنائس والمجالس الكبيرة والبيوت الدمشقية العريقة والقاعات الشامية والأماكن الأثرية،هذا الفنّ الذي ارتبط بعهد الخلفاء وانتقل إلى السادة ليعبّر عن جزء من روح دمشق وحضارتها وأصالتها.
وتمكّنت عالية النعيمي من إظهار تجربتها بهذا الفن الذي بقي حكراً على الرجال ومتوارثاً ضمن دائرة عائلات دمشقية محددة “العجة –خلفا- أوضة باشي ..” بإقامة ورشة عمل بالتعاون مع زوجها الفنان صبحي الزين رئيس المركز السوري لرعاية الإبداع على مدى شهرين ونصف،احتضنتها ورعتها الأوبرا لنشر هذا الفنّ وتعليمه للمهتمين والمتذوقين والمشغوفين بتطعيم الزخارف بالخطوط الفضية والذهبية،ولمعرفة أسراره وخصائصه ومكونات المادة الأساسية له مادة “النباتة” ،ثم التحديد وتلوين الزخارف النباتية والرسومات وتطويع الحرف وتكراره لإظهار الشكل التشكيلي،لاسيما أنه يتعرض للانقراض بعد أن أُلغي تعليمه في معهد الفنون التطبيقية والمعاهد الخاصة.

البوابة الأندلسية
الأمر اللافت أن الورشة انتهت بمعرض(زخارف العجمي والخطّ العربي) افتتح في بداية الشهر الجاري ويستمر حتى التاسع عشر منه،وضم لوحات النعيمي المشغولة على خشب الجوز للرسومات الحروفية لآيات القران الكريم،مثل اللوحة التي حملت شعار الورشة والمعرض “البوابة الأندلسية المكوّنة من القنطرة الأندلسية المحاطة بزخرفيات ملونة ودوّن داخل القنطرة الآية القرآنية”كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” والمذهبة بأوراق الذهب،وفي لوحات أخرى بدا تطويع الحروفيات بالرسم التشكيلي واضحاً كما في اللوحة التي تمثل رأس الحصان تشكّلت من الآية القرآنية”وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم “وتتابع التشكيل الحروفي في لوحة”إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى” والتي جاءت على شكل قبة،وفي جوانب أخرى من المعرض لوحة مشغولة على شكل مسجد للقول”بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله حسنت جميع خصاله صلوا عليه وآله” ولوحات الأبواب الأثرية والقناطر والأقواس،ولم تتصدر اللوحات فقط المعرض إذ خصصت مساحة للفخاريات والجرار والصناديق وحمالات المصحف الشريف،كما خصص جانب خاص لعرض أعمال المتدربين. استطاعت النعيمي مع المتدربين نقل عوالم هذا الفنّ العريق من المساحات الكبيرة إلى لوحات سهلة التداول.وعلى هامش المعرض تحدثت “البعث” مع النعيمي حول الورشة والمعرض. وبدأت النعيمي حديثها من مشروع الورشة التدريبية من (السادس عشر من شهر آب حتى التاسع والعشرين من تشرين الأول)،وتمّ التركيز على التعرّف إلى خلطة مادة النباتة المادة الأساسية لإظهار البعد النافر ثم الرسم والتحديد بالأسود والتلوين والتذهيب أو التطعيم بالفضي والذهبي،أما على الصناديق فطعمت الرسومات بالصدف والعاج،وفيما يتعلق بالتلوين أضافت النعيمي بأن الشائع هو التلوين بالأكليريك إلا أنها تلوّن بألوان الزيتي وأدخلت روح ألوان جديدة إلى اللون الأساسي المألوف في العجمي الأخضر ومشتقات البني،فأضافت البنفسجي والأزرق.
كما تحدثت عن أنواع الخطوط التي استخدمتها وهي الكوفي الذي يكتب بعدة أنواع الأندلسي والجعفري والموشى،والخط الديواني وجلي الديواني الذي يظهر جمالية الانحناءات،وخط الثلث الذي يحتاج إلى مهارة وحرفية.
ضمت الورشة خمسين متدرباً ومتدربة من شرائح مختلفة “أطباء مدرسات، متقاعدات،طلاب جامعيون،مهندسون”وتمّ التعليم عبْر مراحل كل ثلاثة متدربين في وقت لتمكين تعليمهم.

ورشات في مراكز الإيواء
وتعدّ هذه الورشة نواة لانطلاق مشروعات إقامة ورشات على صعيد أوسع فكما ذكرت الفنانة عالية النعيمي والفنان صبحي الزين بأنهما يحضران لإقامة ورشات في مراكز الإيواء بالتعاون مع “يو إن بي دي” التابع للأمم المتحدة،وفي قرى “س أو أس”،إضافة إلى مشروع “بكرا إلنا” مع نادي المحافظة،وشكرا الأوبرا لرعايتها الورشة متمنين دعم وزارة الثقافة هذا الفنّ العريق.
ملده شويكاني