ثقافة

اللاذقية تطلق مهرجانها الثقافي الأول وزير الثقافة يوجه بافتتاح مكتبات موسيقية في 16 مركزاً ثقافياً

أطلقت مديرية ثقافة اللاذقية مهرجانها الثقافي الأول الذي وسم بـ التطوعي غير الممول، ورغم أنه الأول إلا أنه جاء فسيفسائياً غنياً في أنشطته الثقافية يعكس بوضوح واقع المشهد الثقافي للاذقية؛ اللافت والمميز فيه اضطلاع معهد محمود العجان للموسيقى – حديث العهد- ولأول مرة لمهمة إحياء حفل افتتاح مهرجان ثقافي، حمل في بطون أهدافه الإعلان عن تأسيس نواة مكتبة موسيقية هي الأولى من نوعها أيضاً في مديرية ثقافة اللاذقية خدمةً للمشهد الموسيقي فيها.
إذاُ هو المهرجان الأول فلماذا؟، وما أهميته الاستثنائية في المشهد الثقافي للاذقية؟.
بشرت مديرية ثقافة اللاذقية أن المهرجان – زمنياً- جاء بمناسبة الذكرى الـ 57 لتأسيس وزارة الثقافة عام 1958، وبالتالي كافة الفعاليات والدوائر الثقافية الموجودة في المحافظة شاركت فيه، من هنا حمل المهرجان صفتي الغني الثقافي والفعل التطوعي غير الممول؛ مدير ثقافة اللاذقية مجد صارم أشار إلى أن مديرية الثقافة ومسارح (القومي والأطفال والخاص) ومعهد العجان للموسيقى ودار الأسد للثقافة والسينما، جميعهم أسهموا في إطلاق مهرجان اللاذقية الثقافي الأول، وتوضيحاً (للأول) صرح صارم:”نحن أسميناه الأول لنضفي عليه صفة النشاط السنوي الدوري، فكلنا يعلم أن المهرجانات الثقافية السابقة المقامة في اللاذقية حملت أسماء تاريخية تيمناً بحضارة المنطقة كمهرجان عشتار وأوغاريت وغيرها من الأسماء البارزة”.
هل غابت الثقافة حقاً؟
لقد شهدت الساحة الثقافية في اللاذقية العام الحالي مهرجانين سينمائيين إضافة إلى ستة أعمال مسرحية في دار الأسد، إضافة إلى أنشطة المسرح القومي والجامعي والخاص، أيضاً كان هناك معرض غاية في الأهمية ألا وهو معرض التراث الذي احتوى على مقتنيات وقطع تمثلت قيمتها في عمقها الحضاري والإنساني والتراثي لجغرافية المحافظة ما أسهم في تأريخ الجانب التراثي للمحافظة القديم منه والحديث وتطوره التاريخي بالشكل الصحيح والموسع، إضافة إلى العديد من معارض الزهور والكتب والندوات والمحاضرات وخلافها، ومع ذلك وُسِم المشهد الثقافي في المحافظة بـ الغائب وفي ذلك يقول مدير الثقافة مجد صارم: “نعم؛ رغم كل ما تقدم اتهم الفعل الثقافي في المحافظة بالغائب عن الساحة، هذا التقييم دفعنا منتصف العام الحالي للقيام بخطوات جادة متتالية ووفق جدول زمني من شأنه أن يرسم وجه الثقافة وتحدد ملامح العمل الثقافي بشكل عام في اللاذقية؛ وعلى هذا الأساس جاء برنامج المهرجان في زمن خمسة أيام غنياً ومنوعاً ما بين الشعر والموسيقى والسينما والمعارض وغيرها من الأنشطة”.
تأسيس مكتبة موسيقية
ولم يمر المهرجان الأول كفعل استعراضي للمشهد الثقافي وحسب إنما كان لابد من هدية ثمينة للمولود الجديد تمثلت في افتتاح نواة مكتبة موسيقية في مديرية الثقافة والمراكز الثقافية التابعة لها، وعن هذا الجانب تحدث صارم:”لعلها النقطة الأهم؛ بدعم ورعاية مباشرة وتوجيه من السيد وزير الثقافة عصام خليل بافتتاح نواة مكتبة موسيقية في المديرية والمراكز الـ 16 التابعة لها. الأمر الذي سينعكس إيجاباً في تطور دعم المشهد الموسيقي في المحافظة/ وفي خدمة معهد محمود العجان الموسيقي حديث العهد الذي لم يتجاوز عمره الزمني السنتين ومع ذلك فاق عدد طلبته الـ 500 طالب وطالبة، وبات يضطلع اليوم بمهمة تدريس العلوم الموسيقية وآلاتها أكاديمياً، ولعل مهمته في السنوات الخمس الأولى ليست بالهينة فعليه تقع مهمة تقييم وتصحيح المشهد الموسيقي ومن ثم رفع سوية المنافسة القائمة على جودة النتاج الموسيقي وتأسيس فرق موسيقى وطنية وأوركسترا من مختلف الأعمار. وحول مشاركته في المهرجان وأهمية هذه المشاركة قالت مديرة المعهد كوثر هرملاني:”فعلياً هذا أول ظهور رسمي لنا منذ عام 2013، سابقاً كان لنا إطلالات ببعض المناسبات كترويج للمعهد، لكن رسمياً هذا الظهور الأول لنا، والعازفين المشاركين في إحياء حفل الافتتاح ليسوا في سنوات دراستهم الأخيرة إنما هم في السنة الدراسية الثالثة ولأجل هذا الظهور قمنا بالتحضيرات المناسبة لما لهذه المشاركة من دفع معنوي كبير للطلبة والمدرسين ولذوي أهل الطلبة من جانب آخر، فكما نعلم أن العجان هو أول معهد أكاديمي في اللاذقية تابع لمديرية المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة، والتي ينبثق عنها معاهد ذات باع موسيقي طويل حال معهد صلحي الوادي وصباح فخري وفريد الأطرش ونجيب السراج، وبالتالي نحن لدينا قدوات في هذا العمل ما يجعلنا نلتمس رغبة اللحاق بركابها نية بلوغ مستواها الأكاديمي والموسيقي لهذه المعاهد الكبيرة في نتاجها وعطائها، وأن يكون لنا بصمة خاصة في محافظة اللاذقية”.
رياض أحمد