ثقافة

نحو مكتبة للإنسان

أكرم شريم
من الشائع في حياتنا العامة، وفي حياة كل الشعوب أيضاً أن المكتبة توجد عادة في المنزل أو في السوق تعرض الكتب وتبيعها أو في المراكز الثقافية، والحاجة ماسة وضرورية إلى هذه المكتبة في المنزل، المكتبة المنزلية أو العامة في السوق أو مكتبة المراكز الثقافية، ولكن حاجتنا كشعوب ومن كل الفئات، وفي كل المجالات إلى ما تحتويه الكتب وما يمكن أن يكون معها من الوثائق الخاصة جداً والهامة جداً، إنما هي حاجة ماسة وضرورية أيضاً ولدرجة يظهر النقص الهائل في المعلومات العامة وفي الثقافة العامة حين لا تكون موجودة!.
تعالوا معنا الآن نستعرض كل مكان يعيش فيه الإنسان، بعيداً كان أو قريباً، عملاً كان أو منزلاً أو مدرسة أو جامعة أو سجناً، أو معملاً أو شركة أو مكتب عمل مهما كان شأن هذا المكتب، ألا يحتاج إلى (تجميع) للمعلومات في مكتبة توضع في مكان أو ركن من المكان لتحفظ الكتب إضافة إلى الوثائق مهما كان نوعها أو شكلها أو عمرها؟!.
نحن نقول نعم!.. في كل مكان يوجد فيه الإنسان يعيش أو يعمل أو حتى يتواجد، يجب أن تكون هناك مكتبة ولو كانت عامة وفي الوقت نفسه نوعية أو مهنية لصالح هذا العمل وهذا المكان وهذا الإنسان.
وتعالوا هنا نبتعد ما أمكن ونأخذ كمثال، أبعد الحدود الممكنة لوجود مكتبة أو الحاجة إلى مكتبة، فهذه البقالية وسواء كانت كبيرة أم صغيرة، مؤسسة استهلاكية في حجمها أم مجرد دكان صغيرة يعمل فيها صاحبها وابنه ومعهما عامل آخر خلال دوامها الذي لا ينتهي إلا بانتهاء النهار وما أمكن من المساء والليل وحتى انتهاء آخر زبون قد يطرأ! هذه البقالية ألا تحتاج إلى معلومات عامة ومهنية عن طبيعة عملها والمكان الموجودة فيه ونوع ومستوى الطلب عليها والناس الذين نتعامل معهم؟! كل هذه المعلومات تكون عادة موجودة في أذهان العاملين في البقالية وتتحرك وتتأثر بمعلومات زملائهم من أصحاب المهنة في كل المكان أو المنطقة أو المدينة أو الدولة التي يعيشون ويعملون وينتمون إليها أو علاقة هذه الدولة بالأسواق وطريقة تعاملها معها سواء منها الداخلية أو الخارجية؟!. وكل ما يتعلق بالاستيراد والتصدير أيضاً.. معذرة نحن لا نبالغ هنا ولكن نريد أن نؤكد حاجة كل إنسان في هذا العالم، ومهما كان نوع عمله ومكان عمله، ودولته، إلى المعلومات العامة، والثقافية، والمهنية الخاصة به وله ولصالح عمله وتطوره في عمله ولصالح أفراد أسرته طبعاً معه وكل مجتمعه في النهاية؟!. لأن العالم كله في الحقيقة شعب واحدة ومصالح واحد ويتشكل كله من الأسرة!. فما هو المانع أن تكون عنده إذاً هذه المكتبة المنشودة في منزله طبعاً أو في مكان عمله؛ وتتطور وتزداد مع الأيام، إضافة إلى ما ستطلبه وتحتاج إليه وبالتدريج من اقتناء للكتب العامة والثقافية منها وبشكل طبيعي، ويزداد ذلك ويتأكد مع الأيام بل ويتكاثر وينتشر أكثر وأكثر حتى يصبح لدينا وفي حياتنا العامة وعند كل الشعوب أيضاً وكما شرحنا، مكتبة في كل منزل وفي كل معمل، وفي كل شركة، وفي كل مدرسة وجامعة ومعهد، وفي كل بلدية ومحافظة، وفي بناء كل دائرة رسمية، وتكون استعارة المكتب فيها طبعاً إلى المنزل وحسب، وخاصة في كل وزارة، وفي كل الدوائر والمديريات التابعة لها وفي كل المحافظات والمدن والقرى، وفي كل الدول في العالم!. فهل يكون يحلم الإنسان إذا كان يبغي ويبتغي التطور ونشر وتعميم الثقافة العامة والمهنية لمجتمعه وشعبه وفي الوقت نفسه لكل المجتمعات والشعوب ثقافياً ومهنياً، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن توجد عندي وعندك في هذا العصر العلمي والثقافي مكتبة في كل مكان نعيش فيه أو نعمل فيه ودائماً وباستمرار، وعلى عكس ما يريده ويخطط له أعداؤنا وأعداء الشعوب!.