القمح والسيادة
د. حسين جمعة
-1-
أشعل الفلاح مصباح المنى
تــــــــــاق روحــاً لـــــغلال في الربى
حـــرث الأرض بجهد طيب
نافـــــــــــياً عـــنهــــــــا بـــــــلاء وقذى
بــــذر الـــبُر يـــناجي خالقاً:
رب بارك مـــــــا تــــــــرى فيما أرى
قلّب الترب الـــــزكي راجياً
أن يعم الخير مـــا جــــــــاد الثرى
نبت البر بســــاطــــاً مورقاً
باخــضــــرار يبــهـــج العـــــين رؤى
نشــــد الرحـــمن رياً غدقاً
كــي يصـــــير الزرع قمحاً وسنى
وانحـــنـت ســـــنـبـلة مـــثقلة
بنضـــــــار قـــــــــد تبدى في الورى
يا بذاراً حاز حــباً باهــــراً
طــــــــــــرد الـــخوف وأمضاه لظى
-2-
مايزال القمح مجداً ظاهراً
لــبلاد تبتغي درء الــــــــــــعدا
يحفظ الحق ويشــفي غلة
ينتــشي الشـــــعب أبـــــــياً بالصفا
إن توافى بنتــــاج زاخــــــــــر
مـــن نــــعيم الأرض يجري بالهنا
صانها من كل غدر فاجر
ركــــــــــــب الأوزار عــــهــراً مفترى
أصبح القمح شريكاً دائماً
لـــقــــرار يـبـتــلــــي أهــــــــل الدنى
-3-
ما لشـــــعب من حياة حرة
رهن الذات ببيع إن دنا
وتراءى مـرعـــــباً في لقمة
صار يرجوها نهاراً في الضحى
لو أقام الجهد نهجاً صارماً
وزهــــــــاه بعلوم في النهى
واستراد القمح لا ينسى الندى
عاش حــــــــــــراً سيداً يعلو الذرا.
حوش عرب 8/7/1978م