ثقافة

أصوات طربية جديدة

ملده شويكاني
بدا دور وزارة الثقافة واضحاً بالاهتمام بنشر الموسيقا الكلاسيكية والعربية، والحفاظ على التراث الموسيقي السوري من الضياع والاندثار من خلال الاستمرار على تقديم الأمسيات الموسيقية على مسرح الاوبرا بشكل دوري، حتى غدت طقساً حياتياً يرتبط بيوميات شرائح متعددة من الناس، وجدت في سحر النغمات باختلاف ألوانها ملاذاً لأرواحها المتعبة، ولم يقتصر اهتمام وزارة الثقافة على مسرح الاوبرا فقط، وإنما عملت الوزارة ممثّلة بالمراكز الثقافية على نشر الموسيقا، وتجربة مركز (أبو رمانة ) أنموذجاً من خلال تقديم سلسلة محاضرات موسيقا الزمن الجميل، ومؤخراً أدرجت جلسات الاستماع الموسيقي التي حظيت بحضور كبير.
الأمر اللافت أن المركز يقوم بدور إعلامي وليس ثقافياً فقط، فعلى سبيل الذكر درجت العادة أن يقدم الباحث الموسيقي وضاح رجب باشا أمسية موسيقية كل ثلاثة أشهر، وكان عنوان الأمسية التي قُدمت مؤخراً: “الطرب له معنى”، شارك فيها المطرب سومر نجار الذي لمع اسمه في غناء الشارات الدرامية بوصلات طربية من الزمن الجميل، والجديد أن الباحث قدم للجمهور صوتاً طربياً جديداً للشابة نهى عيسى التي واجهت الجمهور لأول مرة، ورافقها الباحث الموسيقي وضاح رجب باشا بالعزف على العود للألحان الطربية، فلاقت التشجيع من الجمهور لجمال صوتها الذي بالتأكيد يحتاج إلى تدريب على أصول الغناء الشرقي، ومران على تطويع الحنجرة وتلوينها وفق اللحن، وحروف المدّ والسكون.
الأمر الذي نتوقف عنده هو الخطوة الإيجابية التي قام بها المركز بدعم الأصوات الشابة وتشجيعها على مواجهة الجمهور، ومتابعة دروس الغناء بشكل إفرادي، أو من خلال معهد الثقافة الشعبية الذي يقوم بدور فعّال بتعليم الموسيقا والغناء رغم إمكاناته البسيطة، وإذا عدنا إلى الذاكرة نتذكر بعض برامج الهواة الإذاعية التي اهتمت بتقديم المواهب الشابة وتعريفها إلى الجمهور، وإلى الملحنين، والسؤال: لماذا لا توجد برامج تلفزيونية في المحطات الفضائية السورية تتابع مسيرة الغناء والموسيقا بإفساح المجال لتقديم الأصوات الشابة، وخضوعها للجنة الفاحصة لبيان الرأي بالأداء، والحضور، والثقة بالنفس، ومواجهة الجمهور، وبالدرجة الأولى مستوى الصوت، ومن ثمّ مساعدتهم على المضي في هذا الطريق، بدلاً من إطلاق أصواتنا الشابة من قبل البرامج العربية، وريثما نعرف الإجابة المرهونة بالإمكانات المادية والتمويل، نشكر ما تقدمه وزارة الثقافة من خطوات رائدة في هذا المجال، وما حدث في أمسية الطرب له معنى أثار حبّ الكبار بالسنّ أيضاً للمطالبة بالمشاركة بأمسيات المركز الثقافي في (أبو رمانة).. ألا يعدّ هذا خطوة لنشر المفاهيم والقيم الجمالية؟!.