ثقافة

مـقطوعـات عـربيـة لأول مــرة على الماريمبا والبيانو في الأوبرا

اعتاد عشاق الطرب الأصيل أن يصغوا إلى نغمات ألف ليلة وليلة بتأمل يبدد سكون الليل بمشاركة أوركسترا كاملة، لكن ما حدث في أمسية مجموعة شام الإيقاعية التي أقيمت في الأوبرا مؤخراً أن الجمهور أصغى إلى جملها اللحنية على الآلات الإيقاعية بمشاركة الماريمبا والبيانو لأول مرة كأول تجربة موسيقية من هذا النمط اللحني في سورية بإخراج إيقاعي يغني عن أوركسترا كاملة، وقد أضفى حضور آلة الكوله سحراً خاصاً في مواضع الصولو وفي التشاركية مع البيانو والإيقاعيات.
المحور الأساسي للأمسية كان حضور آلة الماريمبا كآلة أساسية، وقد قدمت الفرقة فقرة استعراض المارشينك باند، أما مفاجأة الأمسية فكان حضور الطفلة إيلين فهدة التي لاتتجاوز الثلاث سنوات شاركت بصولو لآلة سنير. وقد تفاعل الجمهور مع هذه التجربة الموسيقية الإيقاعية لاسيما في ألحان أغنيات فيروز الأقرب إلى الجمهور.

الماريمبا

والأمر اللافت تعريف الجمهور بمجموعة إيقاعيات شام بقيادة الموسيقي علي أحمد المؤلفة من عدد من الأساتذة وخريجي المعهد مع عازف الكوله إبراهيم كدر، وعازفة البيانو سفيتلانا الشطا، بتجربة توزيع المقطوعات العربية على الإيقاعيات الغربية بتوزيع أكاديمي ولأول مرة في سورية بمشاركة الماريمبا والبيانو- كما ذكر علي أحمد- هذه الآلات التي وصفها باللحنية الإيقاعية البحتة مختلفة عن الطبول الكبيرة التي تشترك مع الفرقة السيمفونية، وعن الآلات الإيقاعية الشرقية في فرق الموسيقا العربية، وعن آلة أجراس التي استخدمها المايسترو معلولي في أمسية الميلاد، وأيضاً عن آلات النقر المعدنية الصغيرة التي استخدمها الموسيقي سيمون مريش، إذ تتألف المجموعة من الماريمبا وإكزلفون وفايبريفون وتيمباني وسنير بصورة أساسية مع الكوله والبيانو، وقد شغلت آلة الماريمبا 1 حيزاً من مساحة المسرح كونها تشبه آلة البيانو، وتتألف من قضبان خشبية تشبه مفاتيح البيانو يقرع عليها بمضارب ،وتمتاز بقدرة صوتية كبيرة تصل إلى خمسة أوكتافات وبتدرج لحني، تقابلها بالجهة الثانية آلة الماريمبا 2 التي تختلف بتفاصيل لحنية.

افتتاحية استعراضية
المحور الأساسي في الأمسية هو التوزيع الموسيقي الإيقاعي للمقطوعات العربية من قبل داني حداد وعلي أحمد، وقد تنوع البرنامج بين المقطوعات العربية والغربية، فبدأت بـ”انترو” تأليف علي أحمد صولو درامز فادي خوري وهي أشبه بافتتاحية استعراضية لمجموعة الطبول بروح حماسية، تبعتها وصلة عربيات للإيقاع الشرقي صولو طبلة للموسيقي محمود كنفاني ارتجالات بأسلوب أكاديمي إلى ذكرياتي لمحمد القصبجي توزيع داني حداد إلى وصلة نهاوند ووصلة من التراث اللبناني لمارسيل خليفة ووديع الصافي وفيروز منها “كانوا ياحبيبي وبنت الشلبية ويا لور حبك ولك عيفوني..” وكانت هي الفقرة الأقرب إلى الجمهور الذي صفق على النغمات الإيقاعية، إلا أن الأجواء الطربية خيمت على المسرح مع النغمات المألوفة لألف ليلة وليلة ألحان بليغ حمدي بمشاركة آلة الكوله التي بدت منسية، وهي آلة تشبه الناي لكنها تملك مساحة صوتية أكبر وتستخدم مع الموسيقا الغربية والشرقية، فقدم إبراهيم كدر صولو بتقنية تعدد الأصوات في زمن لحني واحد، ثم أبدعت اللوحة الثلاثية الكوله والبيانو والإيقاعيات بعزف هذه الأسطورة من أساطير الطرب الأصيل، فأصغى الجمهور بإعجاب إلى نغماتها الشرقية باللحن الإيقاعي، لاسيما أنه كما ذكر –أحمد- التزم بالربع الموسيقي أثناء التوزيع لأن الجمهور اعتاد على ألحانها المألوفة بالنسبة إليه مع بعض الاستثناءات.

المارشينك باند
الفاصل المميز بالأمسية كان استعراض المارشينك باند حيث قدم العازفان مشهد التلاعب بالعصا مع القرع على الطبول. ثم قدمت مجموعة مقطوعات غربية مثل تحية لكابلافيسكي بمشاركة الطفلة إيلين فهدة الطالبة في معهد صلحي الوادي صولو على آلة سنير، تبعتها مقطوعة فالس بيترووف، واختتمت بالمقطوعة الأشهر عالمياً رقصة السيوف للمؤلف الأرمني آرام خادشودريان التي تتخذ طابع المبارزة والإيقاع السريع، فكانت إيقاعاتها مناسبة جداً للآلات الإيقاعية.
ملده شويكاني