ثقافة

المعهد المسرحي يختتم أيامه الثقافية .. ” سوريون بعنوان”

لأنه يأبى أن يتحول يوم المسرح إلى مجرد احتفال تضاء فيه الأنوار لساعات سرعان ما تُطفأ بعد ذلك، يصر المعهد العالي للفنون المسرحية في كلّ عام على تحويل هذه الاحتفالات بيوم المسرح لأيام ثقافية تستمر لعدة أيام لتكون فرصة حقيقية لكل الأقسام الموجودة في المعهد، للمشاركة فيها وتقديم نتاجاتها بالشكل الصحيح.. إذاً يُحسَب لهذه الاحتفالية التي اختتمت مؤخراً نجاحها في استقطاب خريجي المعهد من خلال دعوتهم للمشاركة في فعالياتها، إذ شهدت الاحتفالية هذا العام في يومها الأول وقوف الفنان قاسم ملحو وهو أحد خريجي المعهد لإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها المخرج الروسي أناتولي ألكسندروفيتش ومشاركة الفنان زهير عبد الكريم في العرض المسرحي “سوريون بعنوان” إلى جانب طلبة المعهد في أقسامه المختلفة.

الأيادي البيضاء
ولم تنسَ إدارة المعهد الأيادي البيضاء التي ساهمت في تأسيسه، فكرَّمت في اليوم الأول أولَ وثاني عميد في المعهد الأستاذين أديب اللجمي وغسان المالح وذلك بزراعة شجرة باسم كل واحد منهما في حديقة المعهد، إلى جانب تكريم آخر للفنان أسعد فضة باعتباره أستاذ أول دفعة من خريجي المعهد من خلال افتتاح مسرح (أستوديو) باسمه وافتتاح مرسم باسم الفنان نعمان جود كأحد مؤسسي قسم التصميم المسرحي في المعهد، وإزاحة الستار عن لوحة تذكارية لعمداء المعهد الذين تناوبوا على إدارته خلال السنوات الماضية وتكريم الفنانين أسعد فضة وحسن عويتي أستاذ ورئيس قسم التمثيل من 1990-1993 ونعمان جود بتسليمهم دروعاً تذكارية وذلك على مسرح سعد الله ونوس.

ملتقى خريجي المعهد
وشَهِدَ اليوم الثاني من هذه الاحتفالية لقاء جمع خريجي المعهد ضمن ما سمّي (ملتقى خريجي المعهد) وذلك بعد أن قام المعهد بدعوتهم لعقد هذا اللقاء وقد لبّى معظم الخريجين هذه الدعوة، فكان لقاءً جمع الزملاء في ذكريات مشتركة عن هذا المكان الذي كان شاهداً على موهبتهم وبداية مسيرتهم في عالم الفن، ليتوّج هذا اللقاء بتكريم خريجي المعهد الدفعة الثالثة –قسم التمثيل- عام 1983 نذكر منهم على سبيل المثال زهير رمضان، حسام عيد، زهير عبد الكريم، أسامة السيد يوسف، هيثم قاسم وغيرهم من الذين تخرجوا بعرض “الزير سالم” إشراف نائلة الأطرش.
كما تابع الجمهور الكبير الذي حضر فعاليات الاحتفالية في اليوم الثالث فيلم “حنين” وهو من إعداد قسم الدراسات المسرحية، وقد ضمّ شهادات لمجموعة من الخريجين الذين تحدثوا عن علاقتهم بالمعهد الذي أمضوا فيه أحلى أيام حياتهم لسنوات طويلة في قاعاته الدراسية وعلى خشبات مسارحه، لتؤكد هذه الشهادات بمجملها التأثير الكبير الذي أحدثه المعهد على حياتهم ومواهبهم وجمال تلك الأيام التي أمضوا فيها أوقاتاً بحلوها ومرّها، مؤكدين فيها أن الخريج لا يعرف مقدار تعلقه بهذا المكان إلا بعد مغادرته له حيث تختفي الكثير من الأشياء الجميلة التي لا يمكن تلمسها إلا في هذا المكان الذي كان فيه الطالب يمضي وقته في التدريب والتفكير والقراءة والبحث، وهذا ما لم توفره لهم الحياة فيما بعد.

“سوريون بعنوان”
وقد حمل العرض الاحتفالي الذي استمر على مدار الأيام الثلاثة عنوان “سوريون بعنوان” شاركت فيه مجموعة من طلبة المعهد من كافة الأقسام وبمشاركة مميزة للفنان زهير عبد الكريم، وقد تناول هذا العرض الذي أشرف عليه د.تامر العربيد والأساتذة: د.سامر عمران، وسيم قزق، شادي كيوان، نورس عثمان عبر مجموعة من اللوحات الوجدانية موضوع هجرة الشباب إلى الخارج ودعوة هؤلاء الشباب للبقاء في الوطن.

معارض مرافقة
شاركت في الاحتفالية أوركسترا المعهد العالي للموسيقا والكورال، كما  ضمت معارض مرافقة (تشكيل- أزياء- مكياج- سينوغرافيا) لطلاب المعهد، ومعرضَ الكتاب الذي أقيم بالتعاون بين المعهد المسرحي والهيئة العامة السورية للكتاب.
وأكد د.تامر العربيد عميد المعهد أن المعهد سعى من خلال هذه الاحتفالية إلى تعزيز مشاركة الأقسام لتقدم نفسها ونتاج ورشات العمل التي شارك فيها طلابها على مدار العام، والتأكيد في اتجاه آخر على الذاكرة الأكاديمية للمعهد من خلال تكريم أساتذته وإعادة العلاقات مع خريجي المعهد، وبذلك لا تكون مجرد احتفال بل حالة تعكس توجه وإيمان الطلاب بالمعهد وبما يقومون به.
أ. عباس