عند ضريح الشهيد يوسف العظمة
اجتمعوا في يوم الجلاء عند ضريح الشهيد يوسف العظمة ولسان حالهم يقول: ما أحوجنا اليوم لأمثاله وأمثال كل الأبطال الذين دافعوا عن الوطن في سبيل طرد المحتل وتحقيق استقلاله.. واليوم وسورية تعاني ما تعانيه نتذكر هؤلاء العظماء أكثر من أي وقت آخر ليكونوا لنا خير قدوة في حربنا التي نخوضها على جميع الجبهات.. من هنا وبمناسبة عيد الجلاء وبدعوة من جمعية أصدقاء يوسف العظمة وبالتعاون مع الإدارة السياسية أحيت مجموعة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية الأهلية ذكرى هذا العيد عند ضريح الشهيد يوسف العظمة الذي أسس للفكر المقاوم الذي استمر محققاً جلاء المستعمر عن بلادنا والذي سيبقى مستمراً حتى خروج آخر محتل من بلادنا.
أسس وللفكر المقاوم
يبين مهند العظمة وهو أحد أحفاد الشهيد يوسف العظمة ورئيس مجلس إدارة جمعية يوسف العظمة (قيد الترخيص) أن يوسف العظمة أسس للجلاء وللفكر المقاوم الذي نشهده اليوم، وأن زيارة العديد من الفعاليات الأهلية لضريح العظمة في هذا اليوم الهام من تاريخ سورية ما هو إلا تذكير بأن سورية كانت ولا زالت موطناً للشرفاء والعظماء الذين استشهدوا في سبيلها وفي سبيل استقلالها بدءاً من يوسف العظمة وانتهاء بسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي وأحمد مريود وآخرين، وحين يعود العظمة بالذاكرة على الوراء يتذكر كيف كانت أسرة العظمة والكثير من الأسر السورية يحتفلون بهذا اليوم وكأنه عيد، وكيف كان الأطفال يرتدون الملابس الجديدة لحضور الكرنفالات التي كانت تقام بهذه المناسبة في شارع الصالحية والتي كانت تشارك فيها جميع المؤسسات الوطنية. وقد أثبت التاريخ أن سورية لن تكون إلا لأهلها.
درس سياسي ووطني
وتؤكد حنان العظمة وهي من أحفاد يوسف العظمة أن يوسف العظمة بطل حمل مسؤولية القرار التاريخي في أول صدام عسكري بين العرب والغرب المحتل ليقول لأهل العروبة: إياكم والخضوع لأعداء الوطن، فعندما تتمكن نزعة التنازل وأيديولوجيا الهزيمة من قادة الوطن يصبح الوطن لقمة سائغة، موضحة أن ميسلون درس سياسي وموقف وطني فتح آفاق مقاومة الاحتلال وحمل للأجيال اعتداداً بالكرامة الوطنية، فكان رمزاً للصمود والتصدي وقد جسد معنى الفداء في سبيل الوطن.
ثقافة من أجل الوطن
ولأن شعارها “ثقافة من أجل الوطن” كان من الطبيعي لمجموعة “كلمات” أن تشارك في الفعالية، حيث أكد د.علي سليمان رئيس مجلس إدارتها أن المجموعة تحرص على المشاركة في جميع الفعاليات الوطنية، خاصة تلك التي تسلط الضوء على رموز الوطن وقد أنجبت سورية الكثير من الأبطال على مدار التاريخ، منوهاً إلى أن “كلمات” تعنى بالاحتفاء بهؤلاء الرموز الذين كان لهم أثر كبير في وجداننا، ولا سيما في ظل الظروف الحالية لنستمد منها القوة والإصرار ولتتعلم منها الأجيال الحالية معنى التضحية والفداء في سبيل الوطن.
إحياء للرجولة والشهادة
أما الإعلامية والشاعرة لينا نويلاتي فتبين أن الوطن يمثل أمام أعيننا في مثل هذا اليوم الذي نستذكر فيه الأبطال الذين ضحوا في سبيل عزة الوطن وشموخه ليبقى عزيزاً وراياته مرفوعة.. مشيرة إلى أن إحياء ذكرى الجلاء عند ضريح الشهيد يوسف العظمة هو إحياء للرجولة والشهادة والكرامة التي نحن اليوم بأمس الحاجة إليها وإلى أمثال هؤلاء الأبطال .
في حين أوضحت الفنانة التشكيلية وفاء الحافظ أن الاحتفاء برموزنا وعظمائنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل ترابه يجب أن يكون بشكل مستمر تكريماً لهؤلاء وتذكيراً للأجيال الحالية بهم، مؤكدة أنها كسورّية فخورة بانتمائها لمجموعة “كلمات” وتعتز بوطنيتها وسوريتها، ولا تنكر أنها كفنانة تستمد من هذا المكان أجمل المعاني التي يمكن أن تجسدها في لوحاتها.
رموز سورية القدوة
ويشير وائل الحسن رئيس مجلس إدارة جمعية التغيير أن جمعيته شاركت في الفعالية لتقول أن رموز سورية تستحق منا دائماً تسليط الضوء عليها وهي رموز لا يمكن إلا أن نستحضرها بقوة في ظروفنا الحالية لتكون القدوة لنا في التضحية والفداء، وما نضالها الذي توِّج بالجلاء إلا عبرة لنا يؤكدون من خلالها أن سورية قادرة على النهوض دائماً بفضل أبنائها، وعبرت ناديا الرفاعي أيضاً من جمعية “صامدون رغم الجراح” وجمعية “سواعدنا لبعض” عن سعادتها بانضمامها إلى أصدقاء يوسف العظمة وبأنها فخورة لوجودها عند ضريح يوسف العظمة في مثل هذا اليوم، وفخورة كذلك بكل سوري قدم وما زال يقدم لبلده لأجل أن تبقى سورية صامدة وحرة .
أما الفنان غسان عزب فيؤكد أن مشاركته في هذه الفعالية وبمناسبة غالية على قلوب الجميع ما هي إلا فرصة ليعبر من خلالها عن حبه الكبير لسورية التي احتضنته ولرموزها العظماء الذين يفخر بهم كل مواطن عربي شريف، مبيناُ أن سورية مهد الحضارات ستبقى بفضل رموزها وأبنائها الشرفاء عصية على أي معتدٍ مهما كان.
وقد ألقى الشاعر ماهر أحمد مجموعة من القصائد الشعرية التي تمجد أبطال سورية ورموزها وصمود سورية على مر التاريخ، في حين شاركت “كبور” الدولية في هذه الفعالية برعايتها لها وقد أكد العاملون فيها أن رعايتهم لمثل هذا الحدث ما هو إلا شرف كبير لهم وما هو إلا جزء من برنامج عمل يأتي في مقدمته دائماً رعاية الفعاليات الوطنية والاجتماعية تشجيعاً ومساهمة منهم في تعزيز روح التعاون والعمل بما يقدم الفائدة لهذا الوطن.
أمينة عباس