ثقافة

مهرجان التراث الشعبي يبدأ فعالياته في طرطوس

استكمالاً للحرب التي يخوضها جيشنا الباسل في وجه موجات الارهاب والتكفير التي تستهدف البشر والحجر، ومن قبلها هوية سورية الوطنية والثقافية بدأت على خشبة  ثقافي طرطوس وبحضورٍ رسميٍ وشعبيٍ كبير فعاليات مهرجان التراث الشعبي الثاني في طرطوس، الذي جاء ليؤكد أن سورية كانت وستبقى مهد الفكر والفن والتراث، وأن قلب ثقافتها سيستمر بالخفقان رغم المحاولات البائسة بإيقاف نبضه, وأكد كمال بدران مدير ثقافة طرطوس في كلمة ألقاها نيابة عن  وزير الثقافة أن المهرجان الذي تقيمه المحافظة سنويا احتفاءً باليوم العالمي للتراث وبترشيح دمشق مدينة مبدعة بالحرف التقليدية والفنون الشعبية، ما هو إلا استمرار لحركة الإبداع والثقافة التي تميزت بها محافظة طرطوس ماضياً وحاضراً، وتأكيداً على أن التراث الشعبي السوري هو العنوان الأبرز لهوية سورية الثقافية، خاصة في هذه الظروف التي يحاول فيها أعداء الوطن ممن لا يملكون الحضارة، تشويه حضارتنا الموغلة في القدم، أملاً بتجريد السوريين من ثقافتهم التي يعتدون بها من خلال نشر ثقافتهم الوهابية التي تقوم على تدمير كل ما هو جميل، وخير دليل هو التخريب المتعمد لآثارنا كما جرى في مدينة تدمر, وافتتح الرفيقان غسان أسعد أمين فرع طرطوس للحزب وصفوان أبو سعدى محافظ طرطوس معرض الحرف اليدوية التقليدية الذي يشارك فيه الفنانون نمير علي محمد- نسرين إبراهيم- دارين استانبولي- إسماعيل الحاج معلا- فتاة المنصور- جمانة إبراهيم. ويتضمن أعمالا بالقش والخيزران وتطعيم الفضة وأدوات ومعدات صناعة الحرير، إضافة للآلات الزراعية والأدوات المنزلية التي يتميز بها الساحل السوري, وقدمت السيدة جمانة حرفوش عرساً شعبياً يحاكي الأعراس التي كانت تتم قبل عقود من الزمن، كما قدمت فرقة أطفال الدريكيش عرضاً راقصاُ أشرفت عليه الفنانة عبير شاش، وتم تكريم السادة جمانة إبراهيم ووفاء طيارة ونمير محمد الباحثين المهتمين بالتراث الشعبي.
“البعث” التقت عدداً من الفنانين المشاركين وسجلت هذه الانطباعات، والبداية كانت مع الفنانة فتاة المنصور التي قالت: تتلخص مشاركتي بلوحات فضية مطعمة بالأحجار الكريمة، إضافة للأثاث المنزلي المطعم بالفضة, واعتبرت منصور أن المهرجان فرصة جيدة يجب على كل الفنانين المهتمين بالتراث استغلالها على أكمل وجه للحفاظ على خصوصية الهوية الثقافية لمحافظة طرطوس.
أما إسماعيل حاج معلا الذي تميزت أعماله بالدقة والحرفية فأوضح أن مشاركته التي تتمثل بآلات حل وغزل الحرير التي استعملها الأجداد بعد أن أدخل عليها بعض التعديلات، هي للحفاظ على مهنة صناعة الحرير التي تكاد تنقرض بعد أن ابتعد عنها مربو دودة القز لعدم جدواها الاقتصادية.
وأشارت روجيه إبراهيم وجمانة إبراهيم اللتان قدمتا أدوات منزلية ولوحات مصنوعة من القش والخيزران وشرانق الحرير، إلى أهمية الاستمرار بإقامة هكذا مهرجانات وتعميمها على مستوى المناطق لتصل لأكبر عدد من المواطنين، بهدف التعريف بهذه الأعمال اليدوية التي تكاد صناعتها أن تندثر.
وأشاد الفنان نمير علي محمد الذي قدم عشرات الأدوات القديمة من أوانٍ نحاسية وآلات زراعية وفخاريات ومستحاثات حجرية وطوابع وعملات قديمة، بالتفاعل الكبير الذي لمسه من قبل زوار المعرض والرد على عشرات الأسئلة حول هذه الأداة أو تلك، وطريقة استعمالها والفترة الزمنية التي استعملت بها.
وحضر الافتتاح علي حماد نائب المحافظ وأعضاء قيادة الفرع والمكتب التنفيذي وحشد من المهتمين والمتابعين.
طرطوس- روبيل صبح