ثقافة

أكواريل فن تشكيلي.. ومجتمع

أكسم طلاع

لا يمكننا إغفال الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الثقافة من خلال معاهدها المتخصصة بالفنون الجميلة، التي تخرج منها عدد كبير من الطلبة الذين اكتسبوا أهم المهارات الفنية بمساعدة أساتذة متخصصين في مجالات التصوير الزيتي والنحت والتصوير الفوتوغرافي والخزف والخط العربي مثل: مركز أدهم إسماعيل وأحمد وليد عزت وغيرها من مراكز الفنون التشكيلية في المحافظات”.
كما اشتغل بعض الفنانين التشكيليين على تنشيط مراسمهم بافتتاح عدد من الدورات التعليمية للطلبة ومن كافة الفئات العمرية، أدت إلى نتائج طيبة على المستوى التربوي والتعليمي، وقد اقتصرت هذه الدورات على جغرافية محدودة من المدينة، ومشروطة بمستوى مادي مرهون باستقرار الوضع الأمني.
وتعتبر الفنانة غادة حداد من الفنانين الذين تميزت مراسمهم بتعليم الأطفال فن الرسم، وقد أقامت معرضا لأعمال طلابها العام الماضي، وكان معرضاً موفقاً ضم إنتاج أكثر من خمسين طفلا وطفلة، والأمر نفسه في مرسم الفنان عدنان حميدة الذي يقيم دورات للطلبة الراغبين بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، حيث يستعدون لمسابقة القبول الجامعي العملية، والبعض الآخر مدفوعاً برغبة حب تعلم الرسم وتقنياته على يد أستاذ.. وهناك الكثير من الفنانين الذين يقومون بهذا الدور في مراسمهم ومحترفاتهم التي تحولت إلى أمكنة ذات تأثير اجتماعي وثقافي وتربوي. هذه المحصلة من الأنشطة الفنية المفيدة من المفترض تطويرها ودعمها أكثر، كي لا تبقى موسمية تقتصر على العطلة الصيفية أو الانتصافية للعام الدراسي، أو فترة التحضير الجامعي، من خلال ربط هذه المراسم والمراكز بعضها ببعض عن طريق إقامة المعارض المشتركة، أو الفكرة الموحدة لهذه الأنشطة بطريقة عرض ناتج الأنشطة على صيغة معارض كبيرة، أو معرض عام يشمل المنافسة والاحتفاء، ويشارك في رعايته المجتمع الأهلي ولجانه المحلية، ترصد له جوائز وتدعم إعلامياً، وقد يصل الأمر إلى احتفاءات أشبه بالمهرجان الفني التشكيلي أو الملتقى الفني، بما يمتاز من ورش فنية وعروض تشكيلية يمكن أن تتنافس مع بقية العروض والملتقيات التي تقام في المراكز والمراسم، وقد تتوسع إلى المدن والمحافظات الأخرى، لتتحول إلى تقليد وطني كبير يؤدي وظيفة جماهيرية جليلة كنهها المعرفة والثقافة والجمال والتواصل الخلاّق. ولربما تكون نواة لحدث فني أو مهرجان سنوي تتخصص به مدينة أو محافظة، وحسبي أن في هذا الشأن خطوة نحو العمران والبناء الإنساني الذي بدأت ملامحه تؤذن بنهاية فترة الحرب.