قبضاي المونولوجست.. فنان الشعب
توسد القلوب كبيرها وصغيرها، عمره الفني الكبير جعل منه ممثلاً ومنولوجست منذ خمسينات القرن الماضي، صنع شخصية أبو صياح عبر زيه الدمشقي الأصيل ورجولته التي بهما ترك بصمته المتميزة. “حكواتي الفن” برنامجه الإذاعي المستمر منذ 12 عاماً على أثير إذاعة دمشق، مازال ينتظره المستمعون بشوق، “فنان الشعب” كما وصفه الرئيس الراحل حافظ الأسد فهو يستحق هذا اللقب وبكل جدارة، لم يشعر الجمهور يوما أنه ديكتاتوريا، بل قريب من الأفئدة في المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة، الفنان القدير “رفيق سبيعي” لا زال محافظا على صورته كرجل “قبضاي” أمام جمهوره، رغم تقدمه بالعمر، لكن بحكم خبرته الفنية الطويلة استطاع التكيف مع هذا الأمر، مما جعل محبته تزداد عند جمهوره أكثر فأكثر، فهو على الدوام يبحث تلفزيونياً، عن الأدوار التي تناسب عمره وتاريخه الفنيّ الطويل، حيث قالها يوما أنه لا يزال يشاهد أعماله التلفزيونية القديمة، ويدرك أنها اليوم لا تناسب قدرته كي يؤديها، فلا يمكنه التغاضي عن تاريخه وخبرته الفنيّة، لذلك يختار بدقة أدواراً مناسبة له، فـ “أبو صياح” من رواد الأعمال المشتركة بين لبنان وسورية، حيث أنتج تلفزيون لبنان “مقالب غوّار” عام 1967، وآخر ظهور له في لبنان، كان مع الأخوين الراحلين عاصي ومنصور الرحباني في فيلميّ “سفر برلك” عام 1967 و”بنت الحارس” عام 1968، إذ يفضّل سبيعي هذه الأعمال، ويشجع على الاستمرار بها، فالشعبين السوري واللبناني أبناء بيئة واحدة، وهذه الأعمال تساهم في تقوية الاندماج والتفاهم مما ينتج دراما مميزة وبارزة أكثر.
إلى جانب أعمال الشاشة الصغيرة، يرى فنان الشعب في المسرح لذة غير موجودة في أيّ من الفنون الأخرى، فقد عمل في بداية الخمسينيات ملقناً في المسرح ثم التحق بالمسرح القومي عام 1960 بمساعدة من الفنان الكبير الراحل حكمت محسن، جسّد مختلف الشخصيات في أعماله وترك بصمات متميزة في الحركة المسرحية، فمن أهم أعماله المسرحية التي لاقت حضوراً وإعجاباً “البرجوازي النبيل، أبطال بلدنا، موعد مع النصر”.
وإضافة إلى التمثيل، اشتهر سبيعي بكتابة وغناء المونولوج الشعبي، ولا يزال مستمراً بعرض كل جديد غنائيّ له إذاعياً، مبتعداً عن التلفزيون الذي قدّم من خلاله أهم أغانيه الشعبية كأغنيّة “شروال أبو صيّاح، يا ولد لفلك شال، حبوباتي التلموذات”.
منح العديد من الأوسمة، وأول وسام ناله في حياته “نوط الفداء” الذي منحته إياه منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، وفي عام 2008 منحه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
دانيا عبارة