ثقافة

ورشة فنية لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

شاءت الظروف أن أتواجد للمرة الثانية في ورشة الرسم التي تقيمها مديرية الفنون في قلعة دمشق، وقد تميزت الورشة في هذا العام من حيث التنظيم، ويكفي أن نذكر أن عدد الأطفال المشاركين أضعاف ما كان عليه في العام الماضي، وهذا ما هو إلا  تأكيد بسيط على أن الجهد الذي بذله الإداريون والمشرفون على الورشة يسير في الطريق الصحيح، ويستحق كل الدعم ليستمر. وخلال زيارتي للورشة لفت نظري الطفل أحمد دوماني من مدرسة عصافير الجنة، والذي بادرني بابتسامة صادقة عكست مدى سعادته وهو يحمل في يده ورقة رسم عليها بإتقان صورة للسيد الرئيس بشار الأسد، وعندما سألته لماذا اخترت هذا الوجه فأجاب لأنني أحبه وسأنتخبه عندما أكبر، كما أنني رسمت سابقاً صورة للرئيس الراحل حافظ الأسد وصورة للسيدة أسماء الأسد، وسأتابع اهتمامي في الرسم لأكون في المستقبل فناناً عالمياً، والطفل أحمد من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو يقدم صورة عن المشاركين بوعيهم وإبداعهم وتمسكهم بوطنهم.

التعبير البصري
وحدثنا الفنان عماد كسحوت مدير مديرية الفنون عن الفعالية التي تقام للعام الثالث والتي تسعى مديرية الفنون من خلالها للدمج بين الأطفال الأسوياء وذوي الاحتياجات عبر تقديم كافة الإمكانات وأشكال الدعم، ليكون لهؤلاء الأطفال دور  في المستقبل خصوصاً أن التعبير البصري، كما قال كسحوت من أهم الوسائل التي يستخدمها الأطفال في التعبير عن أنفسهم، وفي هذا الإطار تسعى مديرية الفنون دوماً للتواصل مع كافة الجمعيات التي تهتم بالطفل.
مسؤوليتنا رعاية هؤلاء الأطفال
أما رئيسة دائرة المعارض والمقتنيات في مديرية الفنون رنا حسين فقد أكدت لنا حرص مديرية الفنون على استمرار هذا النوع من ورشات العمل، التي أصبحت بمثابة تقليد سنوي يجتمع فيه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الأسوياء، ليبدعوا كل مايجول في خاطرهم من أفكار، وأضافت: نحاول خلال الورشة أن نساهم في تفعيل مهارات الأطفال خصوصاً أن وجودهم مع بعضهم  فرصة لتعزيز العلاقة فيما بينهم، وخلق الألفة وروح التعاون والمحبة والصداقة. وعن دور الورشة في خلق التفاعل الفعلي بين الأطفال قالت حسن: هناك جانب جميل لفت نظرنا وهو أن الأطفال الأسوياء في حالات كثيرة يتعلمون من ذوي الاحتياجات الخاصة لسبب بسيط هو أن ثقة ذوي الاحتياجات بأنفسهم كبيرة، ولديهم حالة من الجدية والتركيز في التعامل. وتشارك في الورشة العديد من الجمعيات التي تهتم بالأطفال من ذوي الاحتياجات- تتابع حسن- وهم دوماً يتفاعلون مع دعوتنا، وفي كل عام هناك أطفال جدد، إضافة للمشاركين في الورشات السابقة ونحن نسعى ليكون المشروع مستمراً، لأننا نعتبر أنفسنا مديرية خدمية من واجبها تقديم الدعم والرعاية للأطفال عموماً، والتأكيد على أهمية اختلاط أطفال ذوي الاحتياجات مع بقية أطفال المجتمع، وعدم عزلهم. واختتمت الورشة بمعرض فني ضم نتاجات الأطفال، وسيتم توزيع هدايا رمزية لهم من ألوان ومعدات رسم تشجيعاً للأطفال للاستمرار، والواقع خلال الورشة أثبت أن هناك الكثير من المواهب التي تستحق الرعاية والاهتمام.

دمج الأطفال في المجتمع
وتحدثت مشرفة قسم التأهيل المهني في مدرسة عصافير الجنة حسناء الأسطواني عن مشاركة أطفال المدرسة في الورشة، إذ قالت: هذه مشاركتنا الثانية ونحن على استعداد للمشاركة في أي نشاط يهدف لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات في المجتمع، واليوم خلال الورشة أطلقنا العنان للأطفال لاختيار رسوم بحرية، لأن مهمتنا الإشراف وتقديم بعض الإرشادات، ولحسن الحظ هناك مشرفون أكفاء على الورشة يسعون لتقديم كافة خبراتهم خدمة للأطفال.
ج. صالح