ثقافة

في مهرجانهم الأدبي الأول: الأطفال فرسان المنبر بعيداً عن الوصاية

ببساطة وعفوية طفولية خيمت على أجواء المكان  أقيم المهرجان الأدبي الطفلي “وطن – قمر وعصافير” كان الأطفال سادة المكان دون منازع بحضورهم وإبداعهم، والملفت في التجربة أننا لم نر نقاداً كباراً يمارسون دور الوصاية خلف طاولة النقد من خلال التعليق على نصوص الأطفال، لأن النقاد كانوا من الأطفال أيضاً، مما خلق جواً من التفاعل والحماس. المهرجان الذي أقامه فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مجموعة وطن شرف إخلاص ومجلة أسامة، قد يكون خطوة مهمة لترسيخ دور الطفل كمبدع نصاً ونقداً بعيداً عن الوصاية والتلقي.

أردنا نشاطاً مميزاً
عن فكرة المهرجان الذي كان مسك الختام للنشاطات الثقافية للنصف الأول من العام لفرع دمشق حدثنا الأديب محمد الحوراني رئيس الفرع  قائلاً: منذ فترة كانت لدينا فكرة لإقامة نشاط خاص بالأطفال، خصوصاً أن غالبية نشاطاتنا كانت موجهة للكبار، واقتصرت مشاركة الأطفال على بعض الورشات، وبعد أن تعمقت الفكرة قررنا أن يكون النشاط ورشة عمل تجمع الأطفال من أصحاب المواهب في القصة والشعر والرسم، ليكتب البعض ويجسد البعض الآخر  تلك الكتابات من خلال الرسوم، لكن رغبتنا بتقديم الخاص والمختلف دفعنا لبذل الجهد مع مجلة أسامة ليتكلل ذلك في هذا المهرجان.

رسالة للكبار
كما أكد لنا رئيس تحرير مجلة أسامة الشاعر قحطان بيرقدار أن المهرجان لم يخطط له بما فيه الكفاية، وكنت أرغب في أن يكون المهرجان بعد نهاية شهر رمضان المبارك لإتاحة الوقت للقاء بالأطفال بطريقة أفضل وأكبر، لكن الظروف شاءت أن يقام اليوم. وعن النصوص التي قُدمت أضاف بيرقدار: معظمها نشر في مجلة أسامة كوني أفردت صفحة خاصة لنصوص الأطفال المميزة  بعنوان “بريد مميز” وهذه النصوص تذهب إلى رسام لتُرسم كقصص الكبار، وحتى فيما يتعلق بالمكافأة المالية التي يأخذها الأطفال على النصوص تماثل ما يأخذه بقية الكتّاب، ومن خلال تلك الصفحة تجمّع لدي عدد من النصوص أردت أن أخرج بها إلى الملأ، فكان هذا اللقاء المباشر مع الجمهور لما لعملية التفاعل من أهمية في خلق التنافس، وحالة إثبات للطفل لذاته. والمهرجان إضافة لذلك هو رسالة للكبار يقدمها هؤلاء الأطفال، فكانوا عفويين وتلقائيين وابتعدوا عن النفاق والدجل الاجتماعي.
خطوة على طريق شاق
بدوره قال رامز حاج حسين المشرف الفني في مجلة أسامة أن المهرجان خطوة أولى على طريق شاق لكنها خطوة ضرورية لتجاوز النظريات، لنستطيع تقييم ما حققناه على صعيد التعامل مع الطفل، وهذا النشاط هو التجسيد الأول للنظرية التي نتحدث بها وهي أن تكون مجلة أسامة وأي مجلة أخرى في بلدنا همزة وصل بين الطفل المبدع نصاً والطفل المبدع فناً، وأن يقتصر دورنا فقط على نقل النص الأدبي لحالته المقروءة للطفل، وعدم التدخل إلا في حال وجود إشكالية لغوية ما وهذه النصوص تصدر إلى فنانين وأتمنى أن يكون الفنانون أيضاً من الأطفال، بحيث يصبح ما لا يقل عن الربع من عدد صفحات المجلة من إنتاج الأطفال الخالص وهذه أولى الخطوات، إلى أن تصبح مجلة أسامة بمجملها من إبداعات الأطفال خصوصاً أن لدينا في هذه الظروف دوراً ثقافياً ترميمياً، لمعالجة أطفالنا مما تأثروا به من هذه الحرب وجعل الطفل قادراً على التعبير عن نفسه بالكلمة، واللون جزء من ذلك الدور.
وتحدثت الطفلة حنان بيرقدار والتي قدمت نصين جميلين الأول بعنوان “ياسمين روحي” والثاني “وحدي” عن دافعها للمشاركة فقالت: بصراحة لا أحب أن أبرز ما لدي من كتابات رغم أني ألقى التشجيع الدائم من والدايّ لأكتب، وأريد أن أصبح معلمة في المستقبل وليس شاعرة أو قاصة.

شارك في المهرجان الأطفال:
الياس غصن- جودي البلعة- فينوس الحسن- جودي العلي- ليان دوماني- تسنيم عطايا- نور عطايا- حنان الروح بيرقدار- شآم المجد بيرقدار وكانت المداخلات على النصوص للأطفال: تميم  الطباع- عبد الرحمن الطباع- عمرو خلوف.
وفي نهاية المهرجان تم تكريم الأطفال المشاركين.
جلال نديم صالح