ثقافة

الدراما الإنسانية الجيدة.. وكيف نستعيدها؟!

أكرم شريم
استطيع أن أقول إن عشرات الممثلين الناجحين، بل والنجوم المحبوبين لا يستطيعون أن يرفعوا مسلسلاً درامياً إذا كان النص في هذا المسلسل ضعيفاً!. بينما النص القوي، واستطيع أن أقول ذلك، بل وأؤكده، يستطيع أن يرفع عشرات الممثلين المبتدئين إلى مصاف النجوم المحبوبين، وإذا استمر هؤلاء الممثلون على العمل في أعمال درامية يكون النص فيها قوياً فإنهم يسيرون حتماً إلى النجومية المفتوحة بل والمطلقة !.
ويتساءل المرء هنا، وهو الشاهد طبعاً، ما ذنبه وما ذنب عشرات الممثلين الناجحين من النجوم المحبوبين أن ينهاروا بسبب النص الضعيف؟!. والسؤال الأهم هنا، وطالما أن الجميع يعرفون هذه المعادلة من المنتج إلى الممِّول إلى المخرج إلى الممثل إلى القائمين على كل شاشات العرض، الصغيرة منها والكبيرة، والتي أصبحت تعدُّ هذه الأيام، وتحديداً الشاشات التلفزيونية الناطقة باللغة العربية وحدها، نحو ألفي شاشة تلفزيونية، أي أن هناك نحو ألفي جهاز رقابي وإداري ومالي، رسمي وقطاع خاص، يعمل ويدير، وهو مسؤول عن كل ما تقدمه هذه الشاشات التلفزيونية للمشاهد! .
ونسأل الآن، وبالمناسبة، ماهو الشاهد وماذا يمثل؟. ونقول وربما ذكرنا ذلك سابقاً وربما تعرفون ذلك، أنه يمثل كل المجتمع، بل كل المجتمعات التي تشاهد لغة هذه الأعمال التلفزيونية، ومهما كان عددها، وفي أي مكان توجد فيه وكم تطورت وسائل الاتصال، والجميع يعرف ذلك أيضاً والتي باستطاعتها أن تنشر المعلومات عن هذه الأعمال وكأنها وسائل إعلام، وهي في الحقيقة أهم من وسائل الإعلام وأكثر قدرة، وحتى من وسائل الإعلان ذاتها، وذلك لأنها من خلال المشاهدين أنفسهم، فإذا بدأ عرض عمل جيد ومحبوب ومكتوب بخبرة وقدرة وإخلاص، وكان يشاهده مجرد خمسة بالمئة من مشاهدي هذه اللغة، فإن هذا العمل ولأنه مدروس وجيد ومحبوب ومكتوب بخبرة وقدرة وإخلاص فإنه سيجعل هذه الخمسة بالمئة من المشاهدين تصبح وسائل إعلان ونشر، وبذلك ينتشر الخبر وبأسرع مما نتصور ويصبح العمل التلفزيوني مشاهداً من قبل الجميع، جميع المشاهدين المحبين والمتابعين لهذه الأعمال، وفي كل الأنحاء التي يمكن أن يوجدوا فيها! .
إذن، وباختصار، ومع كل الاحترام، ما على الأجهزة الإدارية والمالية والرقابية التي تنتج الأعمال الدرامية وبخاصة المسلسلات التلفزيونية إلا أن تقرر ومرة واحدة، وباستمرار: عدم القبول بأي عمل درامي، وخاصة المسلسل التلفزيوني المكتوب بسرعة، أو بخبرة قليلة، أو التجاري، وما أكثرها ومهما كانت الواسطة التي يعتمد عليها كاتب مثل هذه النصوص أو مخرجها أو ممثلها، أو عارضها! أو جماعة (البراني والجواني) المعروفين! وهكذا ولرفع مستوى الإنتاج الدرامي في كل مكان، وفي كل وسائل العرض، وخاصة الشاشات التلفزيونية!. تكون النصيحة اليوم أن إلغاء الواسطة وبكل أشكالها وأنواعها وألوانها، وكم لها من أشكال وأنواع وألوان، إنما هو الحل الوحيد لتطوير أعمالنا الدرامية في كل الشاشات، وخاصة التلفزيونية منها، لأنها ليست المليونية وحسب، بل هي عشرات الملايين إذا جاز التعبير أو مئات الملايين. وهكذا ستجد النصوص الجيدة والمدروسة والمحبوبة طريقها السهل، إلى كل الشاشات وبالتالي رفع تلك الأيادي المعروفة أحياناً والمجهولة أحياناً أخرى عما نشاهد في هذا العالم وخاصة أيادي أعدائنا وأعداء الشعوب!.