ثقافة

بعد ترشحه لجائزة أفضل ممثل في مهرجان الفجر بطهران: ريـمـي سـرمـينـي: الـعـودة للمـسرح قـريبـاً

رُشِّح مؤخراً لجائزة أفضل ممثل في مهرجان الفجر السينمائي بطهران عن دوره في فيلم “عيد ميلاد” للمخرج الإيراني عباس لاجوردي، في حين يتابعه جمهور التلفزيون اليوم في مسلسل “زوال” للمخرج أحمد إبراهيم أحمد من خلال شخصية معروف الشاب المراهق الذي يحب فتاة من نفس الحيّ الذي يقطنه، وينتمي لعائلة تعمل في السحر والشعوذة وهو رافض لعملها، أما في مسلسل “يا ريت” للمخرج فيلييب أسمر فهو مجد الشاب خريج المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يضطر بسبب الحرب على سورية، للنزوح مع عائلته إلى لبنان التي يتعرف فيها على فتاة لبنانية، وحينما يقرر الزواج منها يبدأ صراع الشخصية مع نفسها ومحيطها.

“زوال” و”يا ريت”
يشير ريمي سرميني في حواره مع “البعث” إلى أنه كان سعيداً بتجربته “زوال” الثانية له مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد بعد مسلسل “عناية مشددة” الذي شارك فيه العام الماضي، مؤكداً على خصوصية هاتين التجربتين بالنسبة له، في حين يرى أن مشاركته في مسلسل “يا ريت” كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر تبدو مختلفة، لاسيما في هذه المرحلة التي يمر بها سرميني فنياً، موضحاً أنه سعيد جداً بهذه التجربة المختلفة بالنسبة له عن بقية التجارب الأخرى، خاصة على صعيد مساحة الشخصية وتقاطعها الكبير مع شخصيته الحقيقية، واعتبار هذا العمل تجربة خاصة له لأنه عمل عربي مشترك بين لبنان وسورية ومصر، إلى جانب وقوفه إلى جانب القديرة منى واصف التي مدَّت له يد المساعدة له كثيراً والتي كانت لا تبخل عليه بأية ملاحظة يمكن أن تفيده في أدائه، منوهاً سرميني إلى روح العائلة التي جمعت جميع العاملين من ممثلين وفنيين والمخرج في هذا المسلسل أيام التصوير، ولهذا ولكل ما سبق يؤكد على أهمية هذه التجربة بالنسبة إليه بشكل عام وفي هذه المرحلة بشكل خاص.

عيد ميلاد
لم يخفِ سرميني فرحه بمشاركته في فيلم “عيد ميلاد” وترشحه لجائزة أفضل ممثل عن دوره فيه، خاصة وأنه من محبي السينما الإيرانية، فكانت تجربة مفيدة له على صعيد التمثيل، خاصة وأن المخرج كان يريد أداءً معيناً من الممثلين، وكان يصر على حضور جميع الممثلين أثناء البروفات الكثيرة التي كان يقوم بها قبل التصوير، أما دوره فيه فهو لشاب تربطه علاقة غير جيدة مع أهله الذين يتعاملون معه على أنه ما زال صغيراً، في حين أن ذلك كان يزعجه كثيراً، إلى أن تأتي الحرب على سورية وتكشف عن أن هذا الشاب قد أصبح رجلاً وأقوى مما كان أهله يتخيلون. ويؤكد سرميني أنه يحب السينما، هذا الفن الخالد ويغريه كأي فنان، ولا يشك أن له خصوصية كبيرة على صعيد التمثيل، وباعتبار أنه ما زال في بداية الطريق الفني ولم تُسنَد إليه شخصية بمساحة كبيرة، لم يكتشف بعد تفاصيل هذه الخصوصية على الرغم من قناعته بأن السينما عالم مختلف كثيراً عن عالم التلفزيون، مشيراً إلى ميله للسينما الأوربية التي يتابعها، محاولاً الاستفادة منها على صعيد أداء ممثليها وطريقة تفكيرهم.

أقل الخسائر
وعن موضوع شكله ودور المخرجين في تأطيره ضمن قالب معين يبين سرميني أن هذا يعود بالدرجة الأولى لكل مخرج وكيف يراه، لكن ما يتمناه فعلاً ألا يقع في مطب التأطير مع سعيه الدائم للخروج من ذلك بأقل الخسائر، ليتجاوز موضوع الشكل الخارجي عبر التركيز على موضوع الأداء وإعطاء كل شخصية حقها على صعيد الشكل والمضمون، لإيمانه بأنه ممثل بالدرجة الأولى وليس بمانيكان وأنه متصالح جداً مع نفسه بهذا الخصوص، ومع ما يتطلبه الدور المسنَد إليه حتى ولو كان ذلك على حساب شكله الخارجي.
وما بين تجاربه مع المخرجين الكبار خبرة وعمراً، والشباب عمراً وخبرة يكشف سرميني أن المخرج القدير صاحب الخبرة يفيد الممثل ويغني تجربته كثيراً على صعيد الأداء والتمثيل، إلا أنه غالباً ما يقدم هذا النوع من المخرجين على العمل باقتراحات نهائية نوعاً ما، أما المخرجون الشباب فيفسحون مجالاً أكبر للحوار والنقاش، وفي هذا الإطار تعامل سرميني مع المخرج  الشاب ميار النوري في فيلم “طابة أمل” ومع المخرجة الشابة حنان سارة في فيلم “الرحيل” كما تعامل مع مخرجين كبار مثل نجدة أنزور في فيلم “فانية وتتبدد” ومحمد عبد العزيز في فيلم “الرابعة بتوقيت الفردوس”.

العودة للمسرح
وفي الأيام القليلة القادمة وبعد الانتهاء من تصوير مشاهده في المسلسل العربي المشترك، الذي يتم تصويره في لبنان “على قلوب أقفالها” إخراج المصري عادل أديب سيعود سرميني خريج المعهد العالي للفنون المسرحية للمسرح من خلال إعادة تقديم عرضه المسرحي “تريب” في لبنان والذي سبق وأن قدمه في دمشق في شهر آذار على خشبة مسرح القباني، باسم فرقته “تيست” لفنون الأداء بالشراكة مع الفنان مصطفى القر وهذه الفرقة تأسست عام ٢٠١١ وتقوم على جهود شباب أكاديميين من خريجي المعهد المسرحي في مجال التمثيل والسينوغرافيا والإضاءة والصوت، موضحاً أن أول عمل كان لها حمل عنوان “تيست رقم ١” وكان عبارة عن قصص قصيرة لتشيخوف، في حين حمل العمل الثاني اسم “الدانائيات” عن نص “الزنزانة” لهارولد كمل ليكون العمل الأخير “تريب” الذي كان عملاً ارتجالياً، مبيناً سرميني أن هدف الفرقة هو تطوير أدوات أعضائها من ممثلين وتقنيين وفنيين، مذكراً أن “تريب” عرض تجريبي يحكي عن شخصيتين متناقضين ولكن متكاملين تجمعهما مشكلة واحدة هي الحلم.
أمينة عباس