ثقافة

عاصم سكر: أتمنى شركات الإنتاج دعم الأصوات السورية

ارتبط صوت عاصم سكر بشارات أجمل الأعمال الدرامية التي غناها بأنماط غنائية متنوعة وفق مضمونها وبيئتها ورسالتها، موظّفاً مقدرته على تلون حنجرته بين الجبلي الذي اشتُهر به والعاطفي والكلاسيكي، فمن شارة عشّ المجانين ووحوش المصاطب وزلزال مروراً برجال العزّ وياسمين عتيق، وصولاً إلى أحمر وعطر الشام. إضافة إلى الكثير من مسلسلات الرسوم المتحركة مثل صراع الجبابرة وسنجوب، مما جعله قريباً من الجمهور الذي يتابع مشاركاته في الأمسيات الغنائية في الأوبرا بشغف.

ورغم أنه فاز بجائزة أورنينا الذهبية لأفضل صوت في مهرجان الأغنية السورية، وشهرته في غناء التراث اللبناني “زكي ناصيف وأعمال الرحابنة وخاصة أغنيات الفنان الكبير وديع الصافي”، إضافة إلى أنه أحد أعضاء فرقة الرقة للفنون الشعبية للغناء الإفرادي والحواريات الثنائية الغزلية، إلا أنه لم ينل حقه من الشهرة التي يستحقها صوته القوي وإحساسه بالمفردة واللحن. فبقيت الشارات الدرامية صلة الوصل بينه وبين جمهوره.

زمن العمل
بدأت حديثي معه عن دور الشارات الدرامية في إنجاح العمل؟ فأجاب بأن شارة العمل الدرامي تؤثر إيجاباً أو سلباً في إنجاحه، لأنها تلخص فكرته وتحدد ماهيته، فالمؤلف الموسيقي يضع اللحن الذي يتناسب مع بيئته التي من الممكن أن تكون تاريخية أو من أعمال البيئة الشامية أو دراما معاصرة، ثم بما يتناسب مع كلمات الشارة التي استمدها الشاعر من أحداث العمل لتعبّر عن مغزاه ورسالته، وهي في المحصلة توازي بقيمتها الفكرية وجماليتها روعة اللحن، وتتضح براعة المؤلف الموسيقي في صياغة اللحن الذي ينقل المُشَاهد إلى زمن العمل، ومن ثم يقوم المغني بنقل إحساس المؤلف والشاعر ليترجمه إلى واقع يومئ بحكايات شخوصه، وحينما تتكامل العناصر الفنية في الشارة لابدّ من أن ترفع من سوية العمل ككل.
إيقاع جديد
ومن أهمية الشارة نقترب من الكلمات الآسرة لشارة عطر الشام، فيتابع: لقد أسرتني كلمات الشارة للشاعر عبد الرحمن الحلبي التي تتغنى بالشام، وحينما أصغيت إلى اللحن المبدع للمؤلف الموسيقي سعد الحسيني راقني تميزه بإيقاع صعب وجديد تماماً على الموسيقا العربية، فكمّل اللحن جمالية الكلمة مما شجعني على غناء الشارة وآمل أن تكون تركت وقعاً لدى المستمعين والمشاهدين.والأمر اللافت أن عاصم سكر غنى هذه الشارة بنمط غنائي مغاير للون الجبلي الذي اشتُهر به، إذ بدأ بالطبقة المنخفضة بـ”شآم طيف أحلامي، وإشراقي وأيامي، هي اللحن الذي أهوى تجلت فيه أنغامي” ليأتي الجواب بالطبقة المرتفعة التي تظهر الامتداد الصوتي في المقطع المكرر “وإن الله يعلم ما مدى حبي إلى الشام” فأوضح بأنه يتقن كل الألوان الغنائية رغم أن اللون الجبلي هو اللون المحبب إليه، ويضيف: من خلال مشاركتي بالإنشاد في فرقة الأنغام العربية مع الراحل عدنان أبو الشامات غنيت جميع الأنماط الغنائية الموشح والدور والقصيدة والموال والفلكلور، وكان لها أثر كبير في تطوير قدرتي على الغناء، إضافة إلى غناء الكثير من شارات أعمال الرسوم المتحركة التي تقوم على التنوع الغنائي، وهذا ما يبدو واضحاً في الشارات التي غنيتها.

إغناء المشهد
أما عن موسم دراما 2016 فأشار الفنان سكر إلى تفاوت شارات الأعمال، فبعضها رائع مثل مسلسلي ندم ومسلسل أحمر، وأخرى جاءت بمستوى متوسط.
وتمنى أن تدعم شركات إنتاج الدراما الوطنية السورية الأصوات السورية القوية من خلال تقديمهم في شارات الأعمال الدرامية السورية. ولا شك بأن جمالية الشارات الغنائية تساهم في تطوير الأغنية السورية، وإغناء المشهد التمثيلي بكل مفاصله.
ملده شويكاني