ثقافة

أدب النصيحة طبيب اجتماعي

أكرم شريم

نسمع كثيراً ونشاهد كثيراً ونقرأ أيضاً وباستمرار، مختلف النصائح الطبية المفيدة، ونستفيد منها، وما أكثر ذلك وما أجمله وفي مختلف وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية!.
وأرجو من القارئ العزيز أن يصبر علي قليلاً هذه المرة، كوني قررت أن أصبح طبيباً في هذه السطور ولا غير. أما الاختصاص فهو: طبيب اجتماعي!.. ومن المعروف أن هذا الاختصاص غير موجود أيضاً على الرغم من أهميته الكبيرة على الصحة العامة، على صحتنا جميعاً منذ أن نكون أطفالاً وحتى سن الشباب المتأخر: الشيخوخة!. وسأثبت ذلك وبأسرع وقت: الحب.. أليس له فائدة صحية.. نفسية وجسمية في حياتنا؟!.. كيف لا.. وهو جوهر المشاعر في جوهر الحياة؟!. ثم المحبة.. هل يعقل أن هذه المحبة التي نشعر بها دائماً تجاه من نحب ونتمنى أن نبقى معهم وإلى جانبهم ونراهم ويروننا باستمرار، هل يعقل ألا يكون لهذه المحبة في قلوبنا ومشاعرنا أي تأثير على صحتنا العامة؟!. ثم إذا فقدنا هذا الحب فجأة، أو ما يسمّى عادة: فقد عزيز، أو فراق، أو فقدنا هذه المحبة العارمة فجأة بسبب موقف فاجأنا أو تصرف معاكس، ألا يسبب لنا ذلك ما يشبه الاكتئاب أو هو الاكتئاب ذاته، أو أي تأثير منه على صحتنا العامة؟!.
ثم إذا انتقلنا إلى القرابة وعلاقتنا الدائمة معها والحاجات المتبادلة فضلاً عن التعاون والنصائح الدائمة بيننا.. أليس في ذلك صحة نفسية وجسمية بسبب هذه الصحية الاجتماعية في حياتنا، وإذا فقدنا هذه العلاقات ألا يكون لذلك تأثير على صحتنا العامة؟!.
وإذا انتقلنا إلى الزمالة، فإذا كانت هذه الزمالة جيدة وصادقة أليس أفضل لصحتنا العامة من أن تكون مؤذية ومزعجة وبشكل دائم؟! فما بالك إذن ببقية العلاقات الاجتماعية مثل الجيرة، وقد قال الأجداد: الجار قبل الدار!. أي.. ومعذرة لأنني سأشرح المشروح أن تسأل عن الجار هل هو جيد ومحترم قبل أن تسأل عن الدار التي ستشتريها، ومهما كان سعرها رخيصاً أو مرتفعاً، ومهما كان مكانها جيداً أو غير جيد!.
وإذا تحدثنا أيضاً عن الصداقة.. الصداقة الجيدة والمخلصة والقوية، والقائمة حتماً على المحبة والتعاون والاحترام والحاجة الماسة أحيانا! انظر إلى صداقة الأطفال كم تحلو لهم وكم تفيدهم نفسياً وعقلياً، وحتى جسمياً حيث يصبح الحديث واللعب وهذا اللعب في الطفولة من أسباب النمو الطبيعي عند الأطفال، فما بالك بالصداقة بين الشباب والبنات والرجال والنساء وهكذا تكون النصيحة اليوم: إن كل علاقتنا الاجتماعية التي ذكرنا، إذا ما نحن أحببناها وحرصنا عليها وحميناها إنما تعود علينا بتعزيز المناعة الصحية.. النفسية والعقلية والجسمية أيضاً، ومدى الحياة وباستمرار!.