أدب النصيحة ذكاء الخير وذكاء الشر
أكرم شريم
على الرغم من أننا نعرف هذا الفرق الكبير بين عمل الخير، وما أجمله، وما يعود علينا منه من الشعور بالسعادة والانفراج أيضاً، وكأن عمل الخير يعيد لك المقابل مباشرة، بهذا الشعور السعيد؛ على الرغم من كل ذلك، فإن عمل الخير أحياناً يحتاج إلى مواجهة..إلى أن تقوم بتحضير ما تريد عمله ومتابعة الموضوع، وأحياناً دراسة ما يجب أن تفعله، وهو الذي يجعلنا نطلق على هذا العمل، وبكل أنواعه وتفاصيله: ذكاء الخير!.
أما ذكاء الشر فهو الأقوى مع الأسف لذلك يجب على جماعة الخير أو جماعات الخير أن تتفق وتتعاون دائماً وباستمرار، وإلا فإن الشر سيبقى هو الأقوى لأنه متعاون أصلاً، وإن أي ضعف في الاتفاق بين جماعات الخير أو أي ضعف في التعاون بينها فإنه سيصبح حتماً في صالح جماعة الشر، هذا إذا لم تكن جماعة الشر أو جماعات الشر ومنذ البداية، هي التي فعلت أو تدخلت من حيث لا يدري أحد، لكي تبث هذا الضعف في عمل الخير وفي كل أعمال الخير!.
إذن..فإن عمل الشر ينطلق أساساً من التخطيط والتنفيذ بل والاعتداء والاحتلال أحياناً، وكما تفعل (إسرائيل) وهي تعتدي وتحتل يومياً، ثم بعد ذلك تدعي أنها دولة ديمقراطية، بل أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة كلها، وهي المعتدية وبشكل يومي في المنطقة، وعن طريق جماعاتها من أعدائنا وأعداء الشعوب في المنطقة وفي العالم كله، وبشكل دائم وباستمرار!.
وكي لا نبتعد عن موضوعنا، فإن ذكاء الشر قد يكون عند الأفراد، عند إنسان بعينه وهو كثير، فهذا الذي يغش في صناعته ويحاول بكل ما يستطيع أن يخفي نفسه، فهذه المحاولات هي من ذكاء الشر حتماً، وذلك الذي يعلن لكي يخُفي، أو يدفع لكي يُخفي، وذاك الذي يدفع لكي يؤذي ويبقى بريئاً، وإلى آخر هذه القوائم والتي لا يمكن أن تخفيها أو تتستر عليها، أو تقلل من خطورتها وشعور الجميع بخطورتها وبالاعتداء عليهم بسببها، لأن الله سبحانه وتعالى قد خلق لكل إنسان عقلاً يفكر به يعرف ويتعرف ويحكم ويتحكم، وتوجد في هذا العقل البشري وحتى لو كان لإنسان أمي، أو عاجز، قدرات على التفكير والتخزين والمحاكمات العقلية والوصول إلى القرار الصحيح، ما ليس موجوداً ولا حتى في الأكثر تعقيداً من كل هذه الأجهزة الرقمية صغيرها وكبيرها وفي كل أنحاء العالم!.
وأضرب مثلاً هنا بواحدة ولا غير، من الصفات الموجودة في ذكاء الخير، ألا وهي (الطيبة)..هذه الطيبة المتأصلة في الإنسان الطيب، وفي كل ما يفعل وما يريد ويسعى ليفعل، وهكذا تكون النصيحة اليوم، إذا كان ذكاء الشر هو الأقوى ويخطط وينفذ، فعلينا أن نكون حذرين منه مدى الحياة، وأن نعلّم أبناءنا ونُعلم كل من حولنا بذلك بكل ما يفعل ويريد أن يفعل دائماً وباستمرار!.