ثقافة

“أبناء الشمس” حملة تطوعية تلامس حياة الأطفال اليومية

في محاولة لرسم بسمة على وجوه الأطفال الذين يتمتهم هذه الأزمة، بفقد أحبائهم وأمانهم، قدمت حملة “أبناء الشمس” مبادرة هدفها المساهمة في إعادة الفرح والسعادة إلى قلوب أبناء وذوي الشهداء، وجرحى الجيش العربي السوري من خلال عمل تطوعي من شباب الاتحاد الوطني لطلبة سورية، الذي أقام في الأمس فعالية ضمت المراكز الخمسة الموجودة في دمشق، والموزعة على أساس جغرافي في المحافظة حيث تم وضع خطة عالية المستوى تعليمية وترفيهية في مجالات متعددة، وقد تحدث لـ “البعث” رئيس فرع دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية فراس العزب قائلاً:
“أبناء الشمس”، هي بمثابة مبادرة تربوية ثقافية اجتماعية، حاولنا قدر الإمكان عبرها تخفيف الألم عن الفئة الشبابية الصغيرة، وتقديم يد المساعدة لهم من خلال الأدوات الترفيهية والتعليمية كتعليم اللغات والرسم والموسيقى والرياضة، وفي نهاية الحملة –التي ستنتهي في 5 أيلول- سيكون هناك تكريم لجميع المتطوعين المشاركين بالإضافة إلى تقديم حقيبة مدرسية وقرطاسية لجميع الطلاب مع قدوم العام الدراسي الجديد.
ويضيف العزب: إن الهدف من هذه الحملة هو إنشاء جيل محب لوطنه مخلص لتضحيات أبائه، ودعماً لأبناء الشهداء والجرحى وإكسابهم مهارات جديدة وتطوير أدواتهم التعليمية ومخزونهم العلمي والثقافي، وملء أوقات الفراغ علمياً وترفيهياً من خلال برنامج ترفيهي ورياضي وفني وموسيقي.

مبادرة صغيرة
من جهته قدم عمار طوبان رئيس مكتب ملتقيات العمل الوطني في الاتحاد لمحة عن المبادرة أنها تضمنت مبادرة صغيرة نقدمها لأولاد الشهداء الذين دافعوا عن الوطن ونحن بفضلهم نعيش اليوم بأمان، والحملة هي عبارة عن دورة ترفيهية وتعليمية للأطفال بمرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول إلى الصف التاسع متضمنة نشاطات ترفيهية مختلفة منها الرسم والرياضة والموسيقى بالإضافة إلى الدعم النفسي، وقد حاولنا التركيز على الأطفال من هذه الناحية بسبب فقدانهم الدعم الأبوي أو الأخوي في المنزل.

لوحة وشمعة باقية
ولإعادة الفرح إلى قلوب الأطفال تقول خريجة معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية، ومتطوعة في مجال الرسم خالدية الأزمرلي:  في البداية، أحببت فكرة التطوع بسبب اسم الحملة “أبناء الشمس”، فهي موجهة إلى أبناء وبنات الشهداء وجرحى الجيش الذين نسوا ما هو الفرح والبسمة، فأحببنا إعادتها لهم وتذكيرهم بأن الحياة فيها الكثير من الأشياء الجميلة، وأنا كمختصة في مجال الرسم  ساهمت في مساعدة الأطفال الصغار في التعبير عن ما يجول في نفوسهم –خاصة الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير بالكتابة- وقد عبروا عن أفكارهم وحزنهم بالرسم، وكان هناك تعاون كبير إلى جانب الدعم النفسي. بدوره يقول علاء اليوسف -طالب سياحة- متطوع في الدعم النفسي: شاركت في الحملة لمساعدة الطلاب الذين لديهم شعوراً بالفقد بتقديم موضوع ترفيهي، وحاولت أن أرغبهم في الحياة، وترميم هذا النقص والتقليل منه عبر أنشطة ترفيهية، يعبر من خلالها الأطفال عن مشاعرهم بالرسم والكتابة على لوحة كبيرة، وكانت النتيجة أنهم قدموا لوحة رائعة، وبذلك تكون شمعة الأب والأخ باقية وموجودة دائماً.

روح المنافسة
كما أكدت راما عنطوز عضو قيادة فرع دمشق لطلبة سورية أن الحملة تتسم بروح المنافسة بين المراكز الخمسة، ويتولى هذا الحفل عرض نتاج الأطفال خلال الفترة التي تم تدريبهم فيها، وكان هناك تميز من مركز “الدويلعة” حيث استطاع الطلاب تقديم فكرة مسرحية بالإضافة إلى تزيين النادي السينمائي في المركز، فاستغنى الطلاب عن نمط الصف وخرجوا من الجو المدرسي الروتيني، وتحدثت  المتطوعة في مجال الموسيقا آية فوراني أنه تم تدريب الطلاب على بعض الآلات مثل عزف العود والأكورديون والغناء حتى تشكل لدينا مجموعة للكورال تدربوا على بعض الأغاني الوطنية.

أسلوب مبسط ومحبب
وعن تجربته في اللغة الانكليزية يقول الشاب عدنان تيرو: شاركت في هذه الحملة في اختصاصي الذي أحبه وأعشقه، وأحب أن أنقله إلى الطلاب وأعلمهم اللغة -خاصة الذين لديهم نفورٌ منها- فأحببت تقديم المساعدة بتعليم الطلاب والتركيز على الصف الثامن والتاسع مرحلة الشهادة- بإعطاء منهاج الدراسة بطريقة مبسطة وسهلة يحبونها، واعتمدت على الموسيقا والغناء من أجل الصغار وتعليمهم المبادئ الأساسية والأحرف.
كما تضمنت الفعالية عرضاً للفيلم السينمائي “آباء صغار” الذي تم اختياره كحالة عائلية فُقدت الأم فيها، وكيف قام الأولاد بالاعتماد على أنفسهم ومساعدة والدهم من الناحية المادية والمعنوية، وهذا الفيلم هو بمثابة رسالة لأبناء الشهداء للاعتماد على ذاتهم، بالإضافة إلى تقديم أغاني وطنية من فرقة الكورال، وعرض مسرحي.
جُمان بركات