عشية إطلاقها اليوم ألبومها الأول ميس حرب: “خيطان الشمس” هدية لرجال الجيش العربي السوري
تشهد دار الأسد للثقافة والفنون مساء اليوم إطلاق الألبوم الغنائي الأول للمطربة ميس حرب عبر حفل كبير تقيمه عند الساعة السادسة في مسرح الدراما، وتؤكد حرب في حوارها مع “البعث” أن الألبوم ليس وليد اللحظة بل هو نتيجة عمل دام سنتين متواصلتين، تم خلالهما اختيار كلماته وألحانه بعناية كبيرة في سبيل تقديم ما هو قريب من هموم وآلام الناس في سورية، وبما يتناسب مع التوجه الذي أرادته حرب لمسيرتها، مشيرة إلى أنه يضم سبع أغانٍ وقطعة موسيقية وقد ساهم فيه شعراء وملحنون من مختلف المناطق في سورية أمثال: كفاح الخوص، هاني نديم، كمال القنطار، إياد قحوش، يارا أحمد، طوني وطفة على صعيد الكلمات، أما على صعيد الألحان فالتعاون كان مع :عاصم مكارم، رشيد هلال، فارس هلال وشعلان الحموي. وتبدو حرب فخورة بتعاملها مع أسماء مهمة في مجال الكتابة والتلحين، وسعيدة بما وصلت إليه في هذا الألبوم الذي أنجز بمحبة خالصة من قبل الجميع متمنية أن تصل هذه المحبة للجمهور بنفس القدر.
أغاني ذات طابع إنساني
وتبين حرب أن تحديد يوم الحفل كان مرتبطاً بإنجاز الألبوم، ولا تخفي أن التوقعات كانت بإمكانية انجازه بوقت أقصر ، لكن ما حصل غير ذلك وبدا واضحاً أنه بحاجة لوقت أطول، وبالتالي لم يحدد يوم الحفل إلا بعد أن أصبح الألبوم في الأسواق، وأشارت إلى أنها لم تتأخر في إطلاقه وقد جاء في التوقيت المناسب برأيها متزامناً مع نضجها الفني ووضوح أفكارها وأفكار زوجها المايسترو رشيد هلال شريكها الحقيقي فيه، منوهة إلى أنهما استقيا موضوعاته من الواقع الحالي للمجتمع السوري فاختارا أغان ذات طابع إنساني لتلامس وجع الناس ومشاكلهم، ولرغبتها في أن تكون صوت المواطن السوري، ولا تخفي حرب أن ظروف بلدنا القاسية كانت خير محرّض لها على الإسراع في إطلاق ألبومها لتقول من خلال صوتها أن الموسيقا ليست من الكماليات في حياتنا، بل إنها أمر ضروري وهي السلاح الأقوى لإيصال الأفكار الحقيقية.
غناء وتلحين
وعن عنوان الألبوم “خيطان الشمس” توضح أن هذا العنوان لا يخص أغنية بعينها وهو عنوان للألبوم بأكمله، وقد وقع الاختيار عليه لأن قلوب السوريين بردت وقست كثيراً في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها جميعاً، وقد بتنا بحاجة للشمس في حياتنا وهي التي تعني النور والدفء والأمل، في حين أن مفاجأة الألبوم تكمن بقيامها بتلحين أغنيتين منه الأولى “الشباك الذكي” من كلمات يارا أحمد والثانية “الغياب” كلمات هاني نديم وتوزيع إياد عثمان مشيرة إلى أن ما يحرضها على التلحين هو مدى تأثرها ببعض ما يكتب، وحين تجد الكلام الذي يلامسها من الداخل كالأغنية التي كتبها نديم والتي أثرت فيها كثيراً لأنها تحكي عن الغياب والبيوت التي اشتاقت لأصحابها الذين غادروها، أما استشهاداً أو هجرة، مؤكدة أن التلحين بالنسبة لها ليس نزوة وهي تقوم بذلك بشكل فطري، إلا أنها تعترف أنها ليست ملحنة وأن تجاربها في هذا المجال ما زالت متواضعة.
مشروع حقيقي
ولعدم وجود شركات إنتاج تدعم المطربين السوريين أنتجت حرب ألبومها بالتعاون مع شركة “مقام” الأردنية التي تبنته بعد أن تعرفت على صوتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دعماً منها للمطربين السوريين الذين مازالوا يعملون في سورية رغم الظروف الصعبة، ولا تنكر حرب أن الإنتاج كان مكلفاً لوجود أوركسترا كبيرة، ومع هذا فهي لن تتردد في إعادة التجربة لأن الموسيقا بالنسبة لها مشروع حقيقي لها ولزوجها ، وهي متأكدة بأن تعبهما فيه سيجد الرضا عند الجمهور السوري، وأنهما مستمران في تحقيقه بهدف إيصاله لأكبر شريحة من الجمهور العربي من خلال سيرهما على خطى سيد درويش والرحابنة في تقديم السهل الممتنع، ولا تنفي أن تقديم ذلك أمراً ليس هيناً وأنه معادلة صعبة، لكن يمكن تحقيقها برفقة المايسترو رشيد هلال صاحب الفكر الأكاديمي والمتنور والمثقف الذي يعمل بشكل مدروس، والذي لا يلغي الإحساس انطلاقاً من إيمانهما بأن الموسيقا يجب أن تكون ممتعة.
إحياء التراث
ولأن هدف حرب وهلال العمل على إحياء التراث دون تشويه لإيصاله لأكبر شريحة ممكنة يضم الألبوم أغنية من تراث مدينتهما السويداء، والتي تم إعادة توزيعها بطريقة مكثفة، وهي خطوة أولى باتجاه مشروع قادم لهما حول إعادة إحياء التراث السوري بشكل عام وتراث مدينة السويداء بشكل خاص، حتى لا يندثر ورغبة في نفض الغبار عنه وإظهاره للأجيال الجديدة.
المغنيات الملتزمات
أما الالتزام بالنسبة لـ “حرب” -والتي تصنف ضمن قائمة المغنيات الملتزمات- فيعني الحرص على تقديم الكلمة واللحن اللائق الذي يحترم الجمهور من خلال تقديم أغاني بطريقة محترمة وعدم الاستهتار والاستخفاف بالمستمع إلى جانب حرصها على تقديم نموذج مشرف للمرأة السورية القادرة على أنجاز أعمال ومشاريع حضارية بطريقة لائقة تحترم الذوق العام.
دعم المطرب السوري
وعن سبب انتشار الأغاني الهابطة ترى حرب أن الذوق يُفرض حين تقوم المحطات الإذاعية والتليفزيونية بتكرار هذه الأغاني ليلاً ونهاراً، حيث المستمع سيبدأ تحت تأثير هذا الضخ بترديدها دون أن يشعر وبشكل تلقائي، معترفة أن القائمين على ترويج هذه الأغاني لو أنهم يهيئون الظروف نفسها للأغاني الجيدة فإنها ستنتشر وبشكل أكبر، لأنها ستكون أكثر تأثيراً وقدرة على الخلود، لكن تبقى المشكلة في رغبة هؤلاء في تحقيق الربح السريع والكبير الذي تؤمنه الأغاني الهابطة التي تحاكي الغرائز، من هنا ترى حرب ضرورة وجود مؤسسة إنتاجية حكومية على غرار مؤسسة السينما والإنتاج التليفزيوني تكون مهمتها إنتاج الأغاني ودعم المطربين السوريين والترويج لأعمالهم، خاصة وأن سورية تمتلك من الطاقات الشيء الكثير . وتختم حرب حوارها مؤكدة أنها تهدي ألبوم “خيطان من الشمس” لكل من بقي في سورية متمسكاً بترابها ولكل من استشهد في سبيلها ولكل من بقي حياً يتابع طريق من استشهد وقرر أن يكون في مناطق الخطر لنبقى بأمان ولكل رجال الجيش العربي السوري.
عمل سوري بامتياز
وتؤكد عازفة القانون المعروفة ديمة موازيني، وإحدى المشاركات في صنع الألبوم موسيقياً والمشاركة في الحفل ضمن الفرقة الموسيقية، أن فرحة الإنجاز تكون خاصة بالمغني عادة وهي كموسيقية وكصديقة لحرب تشاركها هذه الفرحة، خاصة وأنها مغنية من الطراز الأول، لتكون سعادتها بقدرتنا كسوريين على تقديم حفل موسيقي راق في ظروف صعبة، خاصة وأن حرب كما تبيّن موازيني تقدم من خلال ألبومها عملاً سورياً بامتياز بذلت فيه جهوداً جبارة من قبل أهم الموسيقيين السوريين.
غائم جزئياً
أما المايسترو رشيد هلال شريك حرب في إنجاز هذا الألبوم والمشرف العام على كل ما يتعلق به وما ضمه من أغنيات فيوجه عبر جريدة “البعث” تحية لكل الأصدقاء الذين ساعدوه، فلولاهم ما كان بالإمكان أن يرى النور، موضحاً أنه أنجز في هذا الألبوم قطعة موسيقية بعنوان “غائم جزئياً” والتي يرصد من خلالها يوميات كل مواطن سوري منذ استيقاظه وخروجه للعمل، مروراً بما يكابده أثناء نهاره من تهديد لحياته واستغلال تجار الحرب له، وانتهاء بقدرته على الحياة والعيش والإعمار، ومن هذا التناقض أتى اسم القطعة “غائم جزئياً” متمنياً من “خيطان الشمس” أن تبدد هذه الغيوم.
أمينة عباس