ثقافة

“أطفالنا يبدعون” في رسم مستقبل سورية

يوم مفتوح للأطفال المبدعين في الموسيقى والغناء والمسرح والأعمال الفنية واليدوية احتضنه مجمع دمر الثقافي مؤخراً ضمن احتفالية “أطفالنا يبدعون” الذي تقيمه وزارة الثقافة- مديرية ثقافة الطفل ومعهد صلحي الوادي للموسيقا، وقد تضمن عرض نتاج الأطفال واليافعين في مراكز الإيواء، والمراكز الثقافية في دمشق وريفها، ضمن مشروع “مهارات الحياة والدعم النفسي” تم عبره عرض نتاج الورشات الفنية والأعمال اليدوية (رسم، تدوير مواد، أوريغامي، كروشيه، صوف، قش، إكسسوار، بسط) وأعمال ورشات المسرح (عرائسي، تفاعلي) والإيقاع الموسيقي والكورال والرقص (فولوكلور، زومبا)، وقد تحدث معاون وزير الثقافة توفيق الإمام لـ “البعث” حول الفعالية التي تضم أطفالاً سيرسمون سورية المستقبل وطريق النصر، ونحن اعتدنا أن تكون هذه الفعاليات على قدر من المسؤولية والأهمية، ووجه التحية للجيش العربي السوري الذي بفضل تضحياته نحن نتابع حياتنا وننشر ثقافتنا عبر فعالياتنا المتنوعة.

أطفال مشاركون
وقد أبدى الأطفال المشاركون سعادتهم بالورشات التي أقيمت، والتي عززت التفاعل فيما بينهم ولاسيما عند رؤيتهم لأعمالهم معروضة في أروقة المجمع، فالطفلة ماجدة خضر القادمة من حلب رسمت تفاحة ووجهاً سعيداً على (CD) من خلال ورشة ثقافي جرمانا، ورسمت آية الشيخ  طبيعة جميلة على الورق، ونوهت نضال حاصباني المشرفة على ورشة الأعمال اليدوية أنه رغم اختلاف أعمار الأطفال التي تراوحت بين 3و8 سنوات إلا أن التفاعل فيما بينهم كان جميلاً ومفيداً.

عزف جماعي
وأشار الطفل عبد الرحمن نجم السيد الذي شارك من خلال المسرح والموسيقى أنه على الرغم من ارتباكه قليلاً بسبب وجود كاميرات التصوير ومشاركته للمرة الأولى في هكذا عروض، إلا أن سعادته كانت كبيرة بهذه المشاركة، وكذلك شاركت الطفلة مروى فيصل بالعزف على الدف في أغنية “كان عنا طاحون”، وقد  أوضح المشرف الموسيقي عامر الطرودي في مركز ثقافي جرمانا يمكن اعتبار الأطفال المشاركين أوركسترا إيقاعية قدموا عملاً جماعياً عزف كل منهم على آلة  إيقاعية معينة، لافتاً إلى أنه من المهم أن يشعر الطفل أنه يعزف خلال وقت سريع وضمن فرقة، ويتفاعل مع أصدقائه ويفرغ شحناته مما ينمي موهبته ويجعله يتربى على سماع الموسيقى.
مسرح تفاعلي
وخلال فقرة المسرح التفاعلي شارك الأطفال بتقديم جمل مختلفة تعبر عن حقوقهم، فالطفلة رغد كنعان قالت: “أنا طفل صغير عندي حقوق كثيرة، حقي أن أتعلم وأتسلى وبخيالي أطير” أما آية قطان فكانت جملتها “أنا طفل صغير بدي عيش بسلام وأمان”، وكذلك قالت أسماء الغباري “انا طفل ومن حقي الرعاية الصحية والعيش في بيئة نظيفة”، وقد تحدث المشرف على تدريب الأطفال في المسرح التفاعلي خوشناف ظاظا إذ قال: ركزنا على لمحات لبعض التمارين لأن وقت الفعالية قصير لافتاً إلى تجاوب الأطفال مع التمارين ومستواهم كان عالياً.

إيقاع موسيقي وكورال
وكان للإيقاع الموسيقي والكورال نصيبه في الفعالية حيث أشار سامر نعيمي رئيس فريق صحنايا: إننا بحاجة لهكذا فعاليات تخص الأطفال، وقد أسسنا في صحنايا فريقاً يعمل  ضمن مشروع وزارة الثقافة داخل مراكز الإيواء، وتحدينا الظروف الصعبة وحاولنا استيعاب أعداد كبيرة بمساعدة الكادر الأساسي والفريق المتطوع، لنقدم نشاطات جميلة من خلال فرقة الكورال والرياضة ورقص الباليه، كذلك نوه خالد رزق مدرب الكورال إلى الحوار مع الأطفال وتأليف أغانٍ صنعت خصيصاً لهم، تناسب أفكارهم واحتياجاتهم وكتبت بمشاركتهم، لذلك جاءت بحس طفولي عفوي، وهي من ألحاني وتوزيعي، مؤكداً أن الأطفال تطوروا في فترة التدريب اجتماعياً وفنياً عبر الحياة التي خلقت فيما بينهم، ورغم قدومهم من مجتمعات مختلفة فقد جعلنا الطفل يفكر ويعبر عن نفسه وأحلامه.

حفل وتكريم
واختتمت الفعالية بحفل لأروكسترا الآلات النفخية لطلبة معهد صلحي الوادي للموسيقا بقيادة الفنان دلامة شهاب، كما تم تكريم الطلبة المتفوقين في المعهد لعام 2016 وتقديم كتب ومجلات أطفال، إهداء من منشورات وزارة الثقافة، وقد عبرت الطفلة ماريا شاهين -16عاماً- أن تكريمها وتفوقها في آلة التشيللو يعطيها دافعاً للتقدم، كذلك أعربت إسراء كيلاني-12 عاماً- عن سعادتها بتكريمها وتفوقها بآلة الهارب، من جانبه رأى فادي عطية مدير معهد صلحي الوادي أن التكريم هو تكريس للتألق، ولنعلم الطفل أن لحظة الضوء هي الغاية  لتقديم شيء جميل للجمهور، ولتشعرك بتميزك عن الآخرين، فتكريس القيمة هو غاية أساسية، مضيفاً أن الآلات الإيقاعية تعطي حضوراً قوياً وفرحاً مختلفاً وحماسة يحبذها الأطفال.
لوردا فوزي