ثقافة

محمد عيسى حــلـم الــعـالـمـيـة مـشــروع مــؤجـــل

على الرغم من قصر مسيرته الفنية استطاع وخلال مدة زمنية قصيرة أن يحتل مكانة بارزة في عالم الغناء كمغنٍّ وكاتب وملحن وموزع، وقد غنى له العديد من المطربين السوريين واللبنانيين أمثال ملحم زين، ربيع بارود، ناصيف زيتون، محمود القصير، شادي أسود، لونا فارس، هالة القصير وسمارة السمارة.. وغيرهم.. وحين أطلق كمغنٍّ أغنيته “حلوة حلوة” حققت على اليوتيوب أكثر من مليون مشاهَدة، ليطلق مؤخراً أغنيته الثانية “ابن حلال” من كلماته وألحانه وتوزيعه.. إنه الفنان الشاب محمد عيسى الذي بيَّن في حواره مع “البعث” أن الكتابة والتلحين والتوزيع والغناء مواهب عدة امتلكها وهو الذي وجد أنه من الضروري للفنان أن يعتمد على نفسه في كثير من الأحيان لأنه ليس من الضرورة أن يجد من يساعده إذا احتاج لأحد، مؤكداً أن امتلاكه لهذه المواهب المتعددة كان سر قوته ونجاحه في الوسط الفني.

مواهب متعددة
ولأنه ليس أنانياً ويحب التعامل مع أرواح فنية متنوعة يكتفي عيسى بكونه ملحناً مع الشعراء الذين يكتبون كلاماً جميلاً ومعبِّراً ويكون مجرد كاتب مع الملحن الذي يقدم له لحناً مميزاً، وموزِّعاً مع الملحنين والشعراء، موضحاً في الوقت ذاته أنه يستمتع بالتعامل مع موزعين آخرين ممن يقدمون لأي عمل إضافة ونكهة جديدتين، ولا يرى سلبيات لكونه يمارس كل هذه المواهب، وأحياناً دفعة واحدة، سوى الضغط الكبير الذي قد يشعر به وهو يمارس عملية الكتابة والتلحين والتوزيع، وأحياناً الغناء الذي بدأ يسرق من وقته الكثير، مضيفاً إلى هذه المواهب المتعددة موهبة التمثيل التي درسها في عدد من المعاهد الخاصة دون أن ينكر أن طموحه في هذا المجال كبير وهو يمارس هذه الموهبة من خلال كليباته ليكون صادقاً فيما يقدمه.

طموحات كبيرة
وعن تجاربه العديدة التي قدمها للفنانين السوريين والعرب، وكذلك الأغنيات التي غناها بنفسه يبيّن عيسى أن سعادته كبيرة بنجاح هذه التجارب التي حققت نجاحاً عربياً واسعاً، مؤكداً أن طموحاته لا حدود لها، ومعترفاً أن حلم العالمية يراوده دائماً، ولطالما تخيل نفسه يكتب ويغني ويوزع بأكثر من لغة، إلا أن ذلك مشروع مؤجَّل لما بعد استكمال طموحه على الصعيد العربي، ولذلك يأتي جواب عيسى لمن يسأله عن هويته الفنية أن هويته هي التنوع، وبصمته هي في مفاجأة الجمهور بقدرته على تلحين وكتابة وغناء أعمال متنوعة وغير متوقعة منه وذلك رغبة منه في لمِّ شمل جمهور الوطن العربي، مشيراً إلى أن هذا ما سيميزه عن الآخرين، وما هو واثق منه قدرته على تشكيل حالة فنية مصدرها وجود طاقة فنية كبيرة لديه تنتج عنها تجارب مختلفة ومتعددة كأغنيته “حلوة حلوة” التي قدمها بنكهة مغربية وبإيقاع ولحن وكلمة من سورية وذلك يحدث لأول مرة، مؤكداً أنه يعتز بسوريته وكل ما يقدمه برأيه هو عمل سوري بامتياز يحمل هويته كسوري حتى ولو قدم أغان بغير اللهجة السورية، مشيراً إلى أنه يقدم أغلب أعماله باللهجة العامية وهي خليط بين اللهجة السورية واللبنانية التي تحمل مفردات سورية في كثير من الأحيان.
لا يخفي عيسى أنه مرَّ بأوقات عصيبة وظروف ومطبات كثيرة إلا أنه تجاوزها في سبيل تحقيق ما يريده ليركز في المرحلة الحالية على نفسه كمغنٍّ ولكن دون أن يهمل التلحين والكتابة، مع اعترافه بأن غناءه لكلمات قام هو بكتابتها وتلحينها عن حالة عاشها أو عن قصة صارت معه يكون إحساسه فيها مختلفاً، مبيناً أنه يميل بالعموم للكلام البسيط الذي يدخل القلب دون استئذان.

الله عليك
وحين يعود عيسى بالذاكرة إلى البدايات -وهو الذي يتقن اليوم العزف على آلة البيانو- يذكر أنه بدأ كعازف أورغ في الحفلات، إلا أنه لم يكن سعيداً بما كان يقوم به نتيجة إحساسه بأن مكانه ليس وراء الأورغ رغم النجاح الذي كان يحققه، ولذلك لم يستمر، وكانت هذه الفترة قصيرة، التزم فيها بالحفلات التي كان شقيقه الفنان طارق عيسى يشارك فيها، خاصة وأن موضوع الكتابة والتلحين والغناء بدأ يلحُّ عليه في عمر الـ 16 سنة تقريباً حيث بدأ عيسى يكتب ويلحن باحثاً عن فرصته التي لم تأتِ بسهولة، إلا أن إصراره على تعريف الفنانين بمواهبه أوصله لما يريد، فبدأ العديد من الفنانين الذين لم يعيروه اهتماماً في بداية الأمر يتواصلون معه ويحبون العمل معه وذلك بفضل اجتهاده وإصراره على خلق فرصة لجذب الفنانين، فكانت أول أغنية مع الفنان وفيق حبيب “هالله عليك” من كلامه ولحنه وتوزيعه، فكانت أولى نجاحاته، ومن خلالها تعرَّف الوسط الفني عليه، لتتتالى بعد ذلك مجموعة من الأغاني الجميلة التي قدمها لحبيب.

ما ودعتك
ويفتخر عيسى بتجربته مع الفنان ناصيف زيتون كنجم سوري راقٍ يكبر بتعامله معه ليس فقط لأنه يمتلك صوتاً جميلاً بل لأخلاقه العالية، وهو سعيد أنه نجح في إعطائه بصمة خاصة ونكهة جديدة من خلال عدة أغانٍ نذكر منها: قدها وقدود، عندي قناعة، ما ودعتك.. متمنياً له مزيداً من النجاح لأنه يستحق ذلك، مؤكداً أنه يحب التعامل مع كل صوت جميل، مع إيمانه أن الصوت الجميل يزيد من نجاحه كمؤلف وملحن، خاصة إذا كان صاحب هذا الصوت يمتلك إحساساً صادقاً وصحيحاً، متمنياً أن يكتب ويلحن لكل صوت جميل وإحساس رائع، سواء كان صاحبه نجماً أو لا، مع إشارته إلى ميله نحو دعم الأصوات الشابة الجديدة.

ابن حلال
منذ صغره وهو يحب الغناء، ومؤخراً ترجم هذا الحب على أرض الواقع بعد أن اكتسب خبرة وأسلوباً يستطيع من خلالهما إيصال إحساسه بشكل صحيح، وهو وإن كان كاتباً وملحناً إلا أنه يرغب في التعامل مع كتّاب وملحنين آخرين إذا قدم له ما يناسب صوته، منوهاً عيسى إلى أنه أطلق أغنيته الجديدة “ابن حلال” التي تم تصويرها على طريقة الكليب، وقريباً سيتم إطلاقها على الشاشات العربية، بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الفنية من كتابته وألحانه التي سترى النور مع فنانين ونجوم مثل اللبنانيين إيوان وربيع بارود والاتفاق جارٍ حالياً مع الفنانة رويدا عطية والكثير من الوجوه الجديدة لتقديم ما هو جديد من أعمال.
أمينة عباس