ثقافة

أسامة تيناوي يتوجه للأطفال للخلاص من تشوهات الحرب

تجربته تخطّت العشرين عملاً مسرحياً بين مسرحيات كبار للصغار وعرائس، وكانت بدايته في مسرح الطفل بعمل للمخرج عدنان سلوم بعنوان “حكايا المهرج” عام 2004 ومن يومها وهو يشارك سنوياً في عمل أو عملين للأطفال، فمسرح الطفل وبشكل دائم كان بالنسبة للفنان أسامة تيناوي كما يبين في حواره مع البعث، يفرغ فيه الكثير من الطاقة التي لا يجد متنفساً لها إلا في هذا المكان لتطهير روحه من خلال التعامل مع صدق الأطفال وعفويتهم، والمؤسف أنه في الفترة الأخيرة اكتشف أنه لم يعُد يقدّم للأطفال أي جديد على مستوى الأداء ولا على مستوى النصوص ولا على المستوى الإخراجي، بالإضافة إلى العديد من الصعوبات، فقرّر منذ سنة تقريباً الابتعاد قليلاً عن هذا المسرح واعتذر عن كل العروض التي قُدِّمت له.

زمن الحرب
ويوضح تيناوي أن تراجع مستويات بعض المسرحيين جعل بعض الأعمال تدخل باب الهواية بعد أن وصلت إلى مستوى الاحتراف، ولأنه يرفض بعض التصنيفات التي يطلقها بعضهم يؤكد أنه ليس ممثلاً لمسرح الطفل أو المسرح القومي أو الدراما التلفزيونية أو الدوبلاج، بل هو ممثل فقط ولم ينحَزْ يوماً إلى مسرح الطفل، وتجربته في المسرح القومي لا تقل كمّاً ونوعاً عن تجربته في مسرح الأطفال، لكن في السنوات الخمس الأخيرة كثرت مشاركاته في مسرح العرائس والأطفال لأنه في زمن الحرب على سورية قرّر أن يتوجّه للأطفال ليحصّن نفسه ويحميها من تشوّهات الحروب.

مسرح عريق
مسرح الطفل في سورية مسرح عريق، عملت به نخبة من الفنانين السوريين ابتداءً من الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي، مروراً بالكثير من الفنانين المخرجين مثل: عدنان جودة، وسلوى الجابري، ومأمون الخطيب، وعدنان سلوم، ومحمد الطيب، ونضال سيجري، ومعظم من عمل كممثل في مسرح الكبار كانت له تجارب للأطفال، ولكن يحزن تيناوي أننا لم نستطع أن نبني على هذه التجارب بأن ننتج تجارب جديدة مختلفة ومتطورة، حيث بقي تعاملنا مع مسرح الطفل على أنه مسرح من الدرجة الثانية، علماً أن هذا المسرح يحتاج إلى ممثل من نوع خاص قادر على استخدام جميع أدوات الممثل من صوت وجسد وثقافة وخيال وقدرة على البحث في عالم الطفل، والمؤسف برأيه أن الكثيرين من الممثلين الذين عملوا في مسرح الطفل لم يدركوا هذا واعتقدوا أنه مسرح للتسلية لا أكثر، وعند اصطدامهم بالواقع أدركوا كم هو عمل صعب، فقرروا الابتعاد.. أما القسم الآخر الذي تعامل بحب واحترافية مع مسرح الطفل فقد رفض أن يسمّى ممثلاً من الدرجة الثانية، فابتعد.

غراب الأوبرا
هناك العديد من الأفكار والمشاريع التي يرغب تيناوي أن يقدّمها لمسرح الطفل، لكنه ينتظر الظروف المناسبة لبدء العمل بها، متسائلاً: ما الفائدة من أن أقدّم عملاً يشبه ما يقدّمه الآخرون؟.
ويوضح أن جمهور مسرح الطفل جمهور كبير ومتابع، حيث يكفي أن يُعلَن عن عمل مسرحي للأطفال لنجد أن صالة العرض لا تتسع لنصف الجمهور الذي أتى إلى المسرح، وهو جمهور يتقبّل كل ما يُقدَّم له ولكنه يعرف الرديء من الجيد، فنجد أن الجمهور يضحك كثيراً في أحد العروض، وعندما ينتهي العرض يقول إن هذا العرض مبتذل، وبالتالي علينا أن نحسب ألف حساب قبل أن نقدّم عملاً لهذا الجمهور.
وحين يعود تيناوي بالذاكرة إلى الوراء لا يمكنه أن ينسى مسرحية “غراب الأوبرا” إخراج الفنان مازن عباس ونص شادي دويعر التي قُدِّمت عام 2006 من خلال دور الغراب حسون، حيث يعتبرها من الأعمال المسرحية المهمة التي توجّهت للطفل على الرغم من خلوّها من الرقص والأغاني كما هو معتاد في مسرح الطفل، وذلك لأنها أنجزت كورشة عمل واشتغل فيها الجميع كفريق عمل على كل التفاصيل، مشيراً كذلك إلى تجربة الفنان مأمون الفرخ المهمة في مسرح الطفل وقد كان له شرف المشاركة في عملين من إخراج الفرخ هما “حسن وحسنة” و”بعباع الطماع” لتكون مسرحية “شموسة” إخراج زهير البقاعي ومسرحية “فتاة القرية” إخراج بسام ناصر آخر عملين موجّهين للأطفال يشارك بهما.
أمينة عباس