ثقافة

الهيئة العامة السورية للكتاب تعلن استئناف إصدار مجلة “جسور”

أعلنت الهيئة العامة السورية للكتاب عبر مؤتمر صحفي عقدته صباح أمس في مقرها عن استئناف إصدار مجلة “جسور” باسم جديد هو “جسور ثقافية” وتعنى بمسائل الترجمة ودراساتها وذلك بعد غياب دامَ لنحو ست سنوات وستصدر المجلة دورياً كل ثلاثة أشهر على أن يصدر العدد الأول بعد الغياب وهو العدد السادس في الشهر الأول من العام القادم 2017 .

حدث ثقافي
واعتبر  د. ثائر زين الدين مدير الهيئة  أن إعادة إحياء مجلة “جسور” حدث ثقافي ومشروع حضاري، وهي المجلة التي كانت تُعنى بالترجمة والتي توقفت منذ ست سنوات لأسباب تقنية تتعلق بالمواد، مبيناً أنه سيتم تلافي هذه الأسباب بعد عودتها، من خلال الحرص على تنوّع موضوعاتها بحيث لا تقتصر على نشر الدراسات التي لها علاقة بنظريات الترجمة فقط، بل الذهاب إلى ترجمة النصوص الإبداعية العالمية، وعدم الاقتصار في الترجمات على اللغات الأساسية وتجاوزها باتجاه لغات الشعوب الشرقية، ولذلك وجّه زين الدين عبر صحيفة البعث دعوة للمترجمين داخل سورية وخارجها للمشاركة فيها، مؤكداً أن المجلة من خلال هيئة تحريرها بدأت التواصل مع المترجمين على الساحة العربية، موضحاً أن قراء المجلة ومن خلال العدد السادس الذي سيرى النور سيتلمسون نَفَساً جديداً فيها على الرغم من المرحلة الصعبة التي نعيشها في سورية، إلا أن هيئة التحرير ستسعى إلى تقديم مجلة متخصصة ومهمة، متوقعاً لها –كما كانت في السابق- أن تكون من المجلات الرائدة في العالم العربي على صعيد الترجمة.

تنشيط حياتنا الثقافية

كما بين د. حسام الدين خضور رئيس تحرير مجلة “جسور ثقافية” أن المجلة تعود إلى الصدور نزولاً عند رغبة المترجمين والباحثين والمهتمين بالترجمة، حيث كان مطلب استئناف إصدارها في مقدمة توصيات الندوات واللقاءات التي عُقِدت لبحث قضايا الترجمة، وكانت الندوة الوطنية للترجمة التي أقيمت مؤخراً  تحت عنوان “دور الترجمة في التنمية الوطنية”، وقد استجاب وزير الثقافة محمد الأحمد إلى توصية الندوة اعتباراً من العام القادم تمييزاً لمرحلة جديدة من حياة بلدنا الثقافية ، مشيراً إلى أن ثمة دلالات عدة لاستئناف إصدار “جسور ثقافية” فهي تعبِّر أولاً عن بداية تعافي جسدنا الثقافيّ الذي أصابه بعض الخلل والوهن جراء الحرب الإرهابية التي شنتها الامبريالية الدولية والرجعية العربية على بلدنا منذ ربيع عام 2011 والدلالة الثانية تعبِّر عن طموحنا إلى إعادة البناء الثقافي جنباً إلى جنب مع إعادة تعمير البنية التحتية لاقتصادنا، وإعادة بناء مدارسنا ومستشفياتنا وسكن الملايين من مواطنينا الذي دمرته الحرب الإرهابية، حيث أن المطلوب من المجلة أن تكون منبراً وورشة عمل للمترجمين والباحثين في مشكلات الترجمة وأن تقدم للقارئ باقة من إبداعات الشعوب ومعارفها ونتاجها الثقافي، في حين أن الدلالة الثالثة لعودة “جسور” برأي خضور أنها تتزامن مع تحرير جيشنا الوطنيّ لحاضرتنا الوطنية الثانية، حلب، وتطهيرها من رجس الإرهاب الذي عاث في أجزاء منها فساداً ودماراً وقتلاً، مؤكداً أن أسرة تحرير المجلة تتطلع إلى أن تلعب دورها المأمول في تنشيط حياتنا الثقافية وفتح نوافذ على ثقافات العالم ومعارفه وعلومه، فقد كانت الترجمة علامة نهوض في تاريخنا القومي، وهي دائماً وسيلة تفاهم وتعاون وسلام بين الشعوب أيضاً.
منبر للجميع

وأكد د.خضور لـ “البعث” أيضاً أن المجلة ستكون منبراً ثقافياً آخر إلى جانب المنابر الثقافية التي ترعاها وزارة الثقافة يُعنى بمسائل الترجمة ذات الأهمية الكبيرة في توصيل المعرفة، وثقافة ومعارف وآداب الشعوب الأخرى إلى لغتنا، خاصة وأن الترجمة أصبحت اليوم تدخل في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن، منوهاً إلى أن المجلة لن تتوقف عند ما قد يأتي إليها من مواضيع مترجَمة بل ستكون مهمتها أيضاً الذهاب إلى المترجمين والمهتمين بالترجمة ودعوتهم للمشاركة فيها، وهذا ما أدى إلى افتتاح مكتبين لها في اللاذقية والسويداء بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المترجمين، لأن طموح الهيئة العامة السورية للكتاب أن تكون منبراً للجميع يبحث في مسائل الترجمة وتطوير هذه المهنة ومعالجة مشكلاتها في بلدنا.

نقل ثقافة وآداب العالم

وجاء في البيان الذي أصدرته الهيئة العامة السورية للكتاب –مديرية الترجمة– في المؤتمر أن هيئة تحرير المجلة تأمل من المترجمين والباحثين والمهتمين بالترجمة العمل معها على تقديم مجلة ذات مستوى رفيع بموضوعاتها، ويسرها أن تتلقى مساهمات المترجمين والباحثين والمهتمين من البلدان العربية أيضاً، وأن استئناف إصدار مجلة “جسور” سيسهم في نقل المعرفة وثقافة وآداب شعوب العالم إلى لغتنا العربية من جهة، وسيسهم في هزيمة الفكر الإرهابيّ الظلاميّ من جهة أخرى، لأن المعرفة والقيم الإنسانية السامية التي تحملها آداب الشعوب وثقافاتها التي تقوم الترجمة بنقلها هي ثقافة تعزز قيم الخير والعدالة والجمال والسلام والتفاهم والتعاون بين الشعوب، وستكون المجلة منبراً آخر يعزز بقية المنابر المهتمة بالترجمة في البلدان العربية، وهيئة التحرير تمدّ يدها إلى الجميع للتعاون والتنسيق لتوفير الجهد وتعميم المعارف المنجزة، كما ستكون هيئة التحرير ممتنة للآراء والمقترحات التي يقدمها الكتّاب والباحثون والمهتمون بالشأن الثقافي من أجل مجلة متخصصة أفضل.

أمينة عباس