ثقافة

التقويم السنوي وهذه الثقافة الشعبية

اعترف منذ البداية أنني أقرأ كل ما يكتبونه خلف أوراق المفكرة (الروزنامة) في منزلي، وحين لا أكون جاهزاً لذلك فإنني أضعها جانباً وأجمعها إلى وقت آخر لقراءتها، واعترف أيضاً أنني غالباً ما أجد الفائدة والتسلية المفيدة في قراءة هذه الأوراق، الأيام، أو الأيام التي صارت أوراقاً ورميناها، وما أروع أيضاً أن تكون كل التسلية في حياتنا مفيدة! وهذه أربع أوراق منها:
أولاً: جوال عجيب: رجل عجوز دخل إلى دكان الأجهزة الخلوية، دفع إليه جواله، وطلب تصليحه لأعطال فيه. بعد ساعة أو نحوها عاد ليقول له صاحب الدكان: ياعم ، الجهاز سليم ، ليس به علة، فماذا تشكو منه؟ قال: بعض الأحيان استقبل مكالمات كثيرة من أصدقائي.. إلا أن أرقاماً معينة لم تعد تصلني. قال الرجل: هذا غير ممكن، فما الأرقام التي تفتقدها مثلاً؟ قال: أرقام أولادي.. من مدة طويلة لم تصلني مكالمة من أحدهم .
ثانياً: اختبار: شك الزوج بأن زوجته خفيفة السمع، فأراد أن يختبرها، فوقف وراءها على بعد عشرة أمتار وهي تطبخ، وسألها: ماذا تطبخين يا حبيبتي؟ فلم تجبه، فاقترب إلى ثمانية أمتار، وسألها السؤال ذاته، فلم ترد عليه، فاقترب إلى ستة أمتار، وكرر السؤال نفسه، فلم يسمع جواباً، فوقف على أربعة أمتار، وأعاد السؤال عينه، فما نطقت بكلمة، فوقف وراءها تماماً، وردد السؤال بصوت أعلى، فالتفتت إليه متبرمة، متعجبة، وقالت له: حبيبي هذه المرة الخامسة التي تسألني فيها، وأنا أقول لك في كل مرة: أحضر البطاطا بالدجاج.. فهل نجح الاختبار ؟ .
ثالثاً: للأطفال الأعزاء: يحكى أن غراباً كان معجباً بنفسه، ويظن صوته أجمل أصوات الطيور على الإطلاق. سمع ذات يوم بلبلاً يغرد تغريداً شجياً، فاقترب منه وقال له: ألا تستحي أيها البلبل المسكين أن ترفع صوتك أمام صوتي؟ قال البلبل: ولكن صوتك قبيح، والحيوانات كلها تحب صوتي. قال الغراب: إذن نحتكم إلى الخنزير، ومن يحكم له بالفوز يقلع عين صاحبه، وكان الغراب قد اتفق مع الخنزير بالسر، ولما ذهبا إليه حكم للغراب بالصوت الجميل وللبلبل بالصوت القبيح. فهجم الغراب على البلبل وقلع عينه. فلما بكى البلبل بعينه الأخرى سأله أصحابه: هل تبكي لأنك فقدت عينك؟ قال: لا ، بل أبكي لأننا لجأنا إلى الخنازير.
واعترف هنا بأنني أرتكب خطأ حين أورد ما ورد في هذه الورقة من أوراق الروزنامة فأنا لا اعترف بوجود المرأة السوء، إنه ظلم!. ولكن هذا ما يقوله لقمان الحكيم سامحه الله! في معرض ما يمكن أن نسميه هنا بالثقافة الشعبية!.
رابعاً- امرأة السوء: قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني، إياك والمرأة السوء، إذا دخل عليها زوجها صكّت في وجهه (أشارت بيدها) وإذا خرج عنها لعنته في ظهره، مثلها كمثل حطبة ثقيلة على رقبة شيخ كبير، لا يستطيع أن يصرفها عنه، ولا أن يحملها. يا بني، لئن تساكن الوحوش خير من أن تساكنها؛ تبكي وهي الظالمة، وتحكم وهي الجائرة، وتنطق وهي الجاهلة. يابني، كل شر ينقُص إلا شر المرأة السوء، وكل داء يبرأ إلا داء المرأة السوء.
وهكذا تكون النصيحة اليوم، أنهم لو جمعوا الأفضل من كل (مفكرات) السنوات السابقة لكان عندهم الآن الأفضل في كل أوراق وأيام (الروزنامة) فيصبح عندنا في كل يوم شيء جميل ومفيد، وفي الوقت نفسه يُعجب ويُفيد! وعلى عكس ما يخطط ويعمل أعداؤنا وأعداء الشعوب!.
أكرم شريم