ثقافة

انطلاق ملتقيات دمشق الثقافية.. حب الحياة

تحتفي دمشق في هذه الأيام بالفن التشكيلي والفكر والرواية والقصة والشعر والموسيقى، فتعلن الثقافة عنواناً لها وتمنح منصتها للأدباء والتشكيليين والشعراء، عبر “ملتقيات دمشق الثقافية “التي تمثل دعوة مفتوحة ورافعة للحياة الثقافية، وهذه الملتقيات التي تقيمها وزارة الثقافة ممثلة بمديرية ثقافة دمشق انطلقت في الأمس  في ثقافي أبي رمانة وستستمر حتى 24 الشهر الجاري، وتضم ملتقىً للفن التشكيلي والموسيقي وملتقى فكري وكذلك ملتقى سرديات “قصة ورواية “وأيضاً ملتقى شعري.

دليل وبرهان
وأشار معاون وزير الثقافة علي المبيض إلى قرار منظمة اليونسكو التي أصدرت عام 2013 قائمة تضم عشر أقدم مدن مأهولة  في العالم وقد احتلت المرتبة الأولى مدينة حلب، أما دمشق فاحتلت المرتبة الثالثة، وجاءت اللاذقية في المرتبة الخامسة، والرقة في المرتبة التاسعة، فهناك أربع مدن سورية من أصل عشر هي الأقدم في العالم، كما أنه خلال الفترة الزمنية تعاقبت على هذه الأرض الطيبة العديد من الحضارات التي جعلت مخزون الشعب السوري الثقافي متنوعاً وغنياً، وجعلت الإنسان السوري يمتلك كل مقومات الثقافة وإحدى مهام الوزارة  إظهار هذه الثقافة المتنوعة الحقيقية، وتأتي ملتقيات دمشق الثقافية برهاناً واضحاً ودليلاً على أن السوري وبعد ست سنوات من حرب قذرة مازال محباً للحياة، ويمد جسور التواصل مع الآخرين من خلال ثقافاته المتعددة، وشكر المبيض الكوكبة التي شاركت في إنجاز هذا الملتقى وجميع المساهمين.

نافذة على الأدب
وأعرب مدير ثقافة دمشق حمود الموسى عن سروره بإطلاق ملتقيات دمشق الثقافية على توقيت حلب النصر، ونوه إلى أن الملتقيات هي محاولة متواضعة لنزيد مساحة الأفق ومساحة الياسمين، وهي محاولة لإنقاص مساحة الظلام ولفتح نافذة على الموسيقى والشعر والأدب والحياة، وأضاف  أن دمشق ستظل بعنفوانها وجمالها الذي نعرف، وقد قدم برنامج  عمل الملتقيات الإعلامي جمال الجيش الذي كان حضوره وصوته غنياً كعادته، حيث اعتبر  أن هذه الملتقيات رافعة لنهضة سورية وأن كل ما سيتم تقديمه سيكون استثماراً وطنياً.

ملتقى تشكيلي
وضمن فعاليات “الملتقى التشكيلي” تم افتتاح معرض فني شارك فيه نخبة من الفنانين التشكيليين، وقد أشار المشرف على الجانب التشكيلي الفنان والزميل أكسم  طلاع إلى أن المعرض يضم حوالي 23 فناناً تشكيلياً ضمن حدود دمشق، ونوه إلى أن الوقت القصير منعنا من العمل من خارج المحافظة، وأضاف: راعينا في المعرض مسألة وجود فنانين من الصف الأول في المشهد التشكيلي السوري وكذلك وجود فنانين شباب وخريجين جدد، وأن يكونوا من مدارس فنية متنوعة مما يعطي المعرض غنى وتنوعاً، ويثري الفن التشكيلي والحياة الثقافية، ولفت أنه كفنان لا يعرف الرضا، ورضاه الوحيد عندما يرى الناس تحيا في أمان وحب وتؤمن بالفنون ودورها وتمتلك قيم الجمال.

حالة جميلة
من جانبه رأى الفنان المشارك موفق مخول أن الملتقى حالة إنسانية وطنية جميلة تجمع ثقافات مختلفة من أدب وفن تشكيلي وموسيقى وشعر، فهي تكمل بعضها ضمن توليفة جميلة تصنع إنساناً ووطناً لنفهم الحياة بطريقة شفافة وبدون ظلامية، وأشار إلى أن هذه الفنون الروحانية صنعت خلال التاريخ لبناء الإنسان، ونحن  بأمس الحاجة لها  لخلق تعارف روحاني، فالوطن بحاجة كل مبدع وكل محب للجمال، ولكل من حمل وردة ولم يحمل سلاحاً، كما تحدث الفنان عصام المأمون قائلاً: أشارك مع نخبة من الفنانين في هذا المعرض وبالنسبة لي لدي أسلوبي الخاص، ولكن باعتبارها مناسبة ثقافية أحببت أن أكرّم الفنان الراحل نذير نبعة بالمشاركة بلوحة له كنوع من الوفاء.

ملتقى موسيقي
ولم يقتصر اليوم الأول على فعاليات تشكيلية بل كان  كذلك يوماً للموسيقا عبر إطلاق الملتقى الموسيقي الذي شارك فيه المطرب القدير عصمت رشيد وعازف الكمان هادي بقدونس كضيف شرف، والمطربة نهى عيسى، وعازف البزق والطنبور رامي الحاج حسين، وبمشاركة من تخت دمشق الموسيقي بإشراف عازف الكمان بديع بغدادي، وقد نوه الباحث أحمد بوبس المشرف على الملتقى أن هدفه نشر الثقافة الموسيقية  بين الناس عبر تقديم مجموعة من الأغنيات التراثية يقدمها  كوكبة من الموسيقيين، وربما يتم في بعض الملتقيات القادمة تخصيص أمسيات لملحن سوري محدد عبر تقديم أعماله، لافتاً أن التحضير للملتقى أخذ فترة أسبوعين من خلال مجموعة بروفات وتدريبات، وأكد أن الملتقيات ستقدم وجبة ثقافية هامة هدفها تحريك الجو الثقافي بعد الركود الذي ساد الحياة الثقافية، وستكون هذه الملتقيات شهرية.
لوردا فوزي